غارات روسيّة وسوريّة مكثفة على حلب وقوّات كردية مدعومة أمريكيا على مشارف منبج

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان وسكان في مدينة حلب إن مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة داخل وحول المدينة تعرضت لما يقرب من 40 غارة جوية أمس الأحد، ضمن سلسلة من أعنف الضربات التي تشنها الطائرات الحربية الروسية والسورية في الآونة الأخيرة.
وقتل 16 شخصا الأحد في قصف جوي متواصل منذ أيام على الأحياء الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب في شمال سوريا، في حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقصف مقاتلو المعارضة مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة في المدينة، فيما وصفته وسائل الإعلام السورية بأنه تصعيد للهجمات بالمورتر على المناطق الغربية في ثاني أكبر مدينة في سوريا قبل الحرب.
وذكرت وسائل إعلام حكومية أن صواريخ أطلقها مقاتلو المعارضة على منطقتي الحمدانية والميدان خلفت عشرات الجرحى والعديد من القتلى في اليوم الثاني لقصف مكثف تتعرض له المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة والذي أسفر عن مقتل 24 شخصا السبت.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات هليكوبتر عسكرية أسقطت عشرات البراميل المتفجرة على حي القاطرجي المكتظ بالسكان.
وقال أحد العاملين في الدفاع المدني في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في اتصال إن عمال الإنقاذ انتشلوا 20 جثة على الأقل من تحت الأنقاض في عدة مواقع.
وقال المرصد إن الضربات السورية استهدفت أيضا الطريق الرئيسي المؤدي إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب في إطار حملة لمحاصرتها.
وأظهرت صور فيديو التقطها مصور «فرانس برس» دمارا كبيرا في حي القاطرجي إذ سقط مبنى بشكل كامل على الشارع الضيق، وعمد السكان إلى رفع المدنيين من تحت الأنقاض، وحمل أحد المسعفين طفلا سارع إلى نقله إلى سيارة الإسعاف ليضعه إلى جانب طفل آخر غطت الدماء وجهه.
واستهدفت الغارات الجوية أيضا بلدات عندان وحريتان وكفرحمرة في ريف حلب الشمالي.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرة حربية مجهولة الهوية تحطمت أمس الأحد في ريف حلب الجنوبي في منطقة يخوض فيها مقاتلون إسلاميون معارك ضد الجيش السوري وقوات مدعومة من إيران.
وأضاف المرصد أنه لم يتضح ما إذا كانت الطائرة تحطمت بسبب عطل فني أو بسبب صاروخ أطلقه المسلحون.
جاء ذلك فيما وصلت «قوات سوريا الديموقراطية» وهي تحالف يضمّ «وحدات الحماية الكردية» المدعومة أمريكيا ومقاتلين عرباً مشارف مدينة منبج أحد أبرز معاقل تنظيم «الدولة» في شمال سوريا استعدادا لطرد الجهاديين منها، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الأنسان أمس الأحد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «قوات سوريا الديموقراطية باتت على بعد حوالى خمسة كيلومترات من مدينة منبج الاستراتيجية»، أبرز معاقل التنظيم المتطرف شمال حلب.
ويدعم التحالف الدولي بقيادة واشنطن قوات سوريا الديموقراطية في معاركها ضد تنظيم «الدولة». وتقوم الطائرات الحربية التابعة للتحالف، وفق عبد الرحمن، بدور كبير في المعركة إلى جانب «المستشارين والخبراء العسكريين الأمريكيين والمعدات الجديدة المقدمة لقوات سوريا الديموقراطية».
ولذا تمكنت قوات سوريا الديموقراطية من التقدم سريعا باتجاه منبج إذ «يقوم تنظيم الدولة الإسلامية بانسحابات سريعة من القرى» دون خوض معارك شديدة.
وقتل «30 عنصرا على الأقل من تنظيم الدولة خلال حوالى أسبوع من الاشتباكات والغارات»، بحسب المرصد. كما أسفرت المعارك عن مقتل «12 عنصرا من قوات سوريا الديموقراطية».
وقتل «2 مدنيا في غارات للتحالف الدولي على مدينة منبج وريفها، و»سبعة آخرون في قصف مدفعي لتنظيم الدولة الإسلامية استهدف قرية انسحب منها الجهاديون أمام تقدم قوات سوريا الديموقراطية».
واوضح عبد الرحمن أن «قوات سوريا الديموقراطية تحضر منذ فترة لمعركة منبج وحشدت لها كثيرا إذ يقدر عدد العناصر في محيط منبج بحوالى أربعة آلاف مقاتل، غالبيتهم من وحدات حماية الشعب الكردية».

 

المصدر:القدس العربي