غارات سورية وروسية على إدلب
لقي 15 مدنياً، بينهم ستة أطفال، حتفهم في غارات جوية شنّتها مقاتلات تابعة للحكومة السورية وأخرى تابعة لروسيا، استهدفت إحداها مخيّماً للنازحين في شمال غرب سوريا؛ وذلك حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد السوري وناشطون محليون: إن أكثر من 24 مدنياً منهم 11 طفلاً لقوا حتفهم في غارات جوية على مدى اليومين الماضيين. وأوضح: إن هجوماً جوياً في قرية دير شرقي في إدلب، صباح أمس السبت، أسفر عن سقوط سبعة قتلى، مشيراً إلى أن القتلى هم مواطنة مع أبنائها الستة، وقال: إن عدد القتلى مرشح للارتفاع؛ لوجود جرحى بعضهم في حالة خطرة.
وكانت ضربات جوية لقرية حاس في إدلب، أسفرت عن مقتل 13 مدنياً. وأوضح ناشطون محليون والمرصد، أن من بين القتلى امرأة حبلى. كما قُتل طفل، وأصيب 3؛ جرّاء غارات جوية نفذتها طائرات سورية على قرية الغدفة بريف معرة النعمان، ولقيت طفلة حتفها، وأصيب 20 بقصف آخر على مدينة أريحا بريف إدلب الجنوبي. وكان الضحايا يحاولون الوصول إلى ملاذ آمن؛ بعد فرارهم من مكان آخر. وقال أحمد الدبيس مدير السلامة والأمن في اتحاد الرعاية الطبية ومنظمات الإغاثة، وهي منظمة خيرية تدعم المرافق الطبية في شمال غرب سوريا، إن نطاق القصف اتسع وطال مناطق سكنية لا توجد بها مناطق عسكرية.
وأضاف المرصد: إن عدد القتلى المدنيين منذ أواخر إبريل/نيسان على يد قوات الحكومة السورية والقوات الروسية تجاوز 730. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: إن أكثر من 500 مدني لقوا حتفهم خلال القتال. وقالت روسيا وسوريا، إن قواتهما لا تستهدف المدنيين؛ ولكن جماعات مسلحة منها «جبهة النصرة» التي تعرف اليوم باسم «هيئة تحرير الشام».
وتشهد محاور التماس على المحاور الشرقية والشمالية الغربية لمدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي عمليات قصف متبادل بشكل مكثف بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية السورية. ومنذ بداية التصعيد، قُتل 820 مدنياً وفقاً للمرصد السوري. ودفع العنف أكثر من 400 ألف شخص إلى النزوح، حسبما أفادت بيانات الأمم المتحدة.
ومنطقة إدلب ومحيطها مشمولة باتفاق روسي تركي منذ سبتمبر/أيلول 2018، نصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق سيطرة قوات النظام والفصائل. كما يقضي بسحب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من الفصائل المعارضة، وانسحاب المجموعات «الجهادية» من المنطقة المعنية. لكن لم يتم تنفيذه.
وندّدت وزارة الخارجية الفرنسية «باستمرار الغارات العشوائية للنظام وحلفائه في إدلب». وقال متحدث باسمها في بيان «تدعو فرنسا إلى وقف فوري للأعمال القتالية في محافظة إدلب وتذكر بالمسؤولية الخاصة التي تقع على عاتق حلفاء النظام السوري في تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار».
من جانب آخر، ألغى مجلس الأمن الدولي جلسته الدورية حول التسوية السورية المقررة في 19 أغسطس /آب الجاري؛ بسبب الحالة الصحية للمبعوث الأممي الخاص إلى سوريا جير بيدرسون. وكان بيدرسون تعرض لإصابة في العين في وقت سابق ويتلقى العلاج المطلوب، ما حد من نشاطه، وحال دون مشاركته في جلسة لمجلس الأمن وفعاليات أخرى.