غارات على حلب هي الأعنف منذ أشهر وإجلاء 120 مسلحاً من حي الوعر بحمص
أغارت طائرات حربية على مناطق للمعارضة في حلب، فيما أجلي مسلحون من المعارضة من حي الوعر بمدينة حمص في اتجاه الريف الشمالي للمدينة.
أفاد “مدير المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له أن الغارات الجوية كانت الأعنف منذ أشهر داخل حلب.
وأكد رئيس المكتب السياسي لتجمع “فاستقم” المعارض زكريا ملاحفجي أن القصف كان الأعنف منذ نيسان. وقال لـ”رويترز” من تركيا إنه ما من سلاح لم يستخدم في هذا القصف.
وقال مسؤول بارز في “الجبهة الشامية”، وهي جماعة أخرى من مقاتلي المعارضة تتخذ حلب مقراً لها، إن القصف كان الأعنف منذ أشهر. وأضاف أن 15 غارة استهدفت منطقتين لجماعته وجود فيهما. وأوضح أن الأسلحة المستخدمة شملت قنابل حارقة. واعتبر أن هذا نوع من الضغط على المعارضة وأن الروس لا يرغبون إلا في استسلامهم وليس لديهم حل آخر.
وتركز أكثر القتال الذي دار أخيراً في منطقة حلب، في أحياء تضم كليات عسكرية ومواقع صناعية في ضواحي المدينة بجنوب غربها وليس على مناطق داخل المدينة نفسها.
حي الوعر
وأعلن شهود ووسائل إعلام رسمية أن الإجلاء المزمع لمئات من المعارضين السوريين من آخر موطئ قدم لهم في مدينة حمص بدأ أمس، إذ من المقرر أن يغادره نحو 120 مقاتلا وأسرهم بالاوتوبيسات.
وصرّح محافظ حمص طلال البرازي بأن مقاتلي المعارضة الذين يحملون أسلحتهم الشخصية وتصحبهم عائلاتهم سيتوجهون من حي الوعر إلى شمال ريف حمص الذي تسيطر عليه المعارضة، ثم يكملون طريقهم نحو محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة. وتقع إدلب في شمال غرب سوريا وهي المعقل الرئيسي للمعارضة.
والإجلاء جزء من محاولات الحكومة السورية لعقد اتفاقات محلية مع مقاتلي المعارضة في المناطق المحاصرة نتج منها إعطاء هؤلاء ممرا آمناً إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة.
ويقول مقاتلو المعارضة إن الاتفاقات جزء من إستراتيجية الحكومة لإخراج السكان قسراً من المناطق الخاضعة لسيطرتهم بعد أعوام من الحصار والقصف.
وأكد المرصد السوري أن آلافاً من مقاتلي المعارضة لا يزالون في الوعر.
وقال البرازي إن الوعر فيها 40 ألف مدني و800 مقاتل. وتوقع أن يكون حي الوعر خالياً من الأسلحة والمقاتلين خلال 20 إلى 25 يوماً إذا ما تم الأمر وفقا للمخطط له.
وأرجئ الإجلاء الأخير للمقاتلين من الوعر إذ كان مقرراً أن يتم الاثنين الماضي.
الامم المتحدة
في غضون ذلك، اعلنت الامم المتحدة معاودة إرسال المساعدات الانسانية الى المناطق المحاصرة في سوريا، مع توجه قافلة جديدة أمس الى منطقة على اطراف دمشق.
وقال الناطق باسم مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ينس ليركي في بيان: “نرسل اليوم قافلة مشتركة من وكالات عدة تنقل مساعدات طارئة الى محافظة دمشق المحاصرة (…) لقد عاودنا توزيع المساعدات بسبب الحاجة الانسانية الملحة التي تحتم علينا البقاء وتأمين المساعدات حتى في أصعب الظروف”. لكنه شدد على ضرورة ضمان “مرور آمن” للقوافل.
وأشار الى ان الامم المتحدة تأمل في ارسال قوافل مساعدات إنسانية أخرى “في الايام المقبلة” الى مناطق محاصرة في سوريا يعيش فيها نحو 600 الف شخص، وان القرارات في شأن هذه القوافل ستتخذ “كلاً على حدة”.
وكانت الامم المتحدة أبدت مساء الاربعاء “استعداداً” لمعاودة ارسال المساعدات الى الاماكن المحاصرة أو التي يصعب الوصول اليها في سوريا والتي علقتها الثلثاء بعد الغارة الدامية على قافلة قرب حلب مطلع الاسبوع الجاري.
المصدر : النهار