غارات كثيفة على جنوب سوريا ومخاوف من كارثة إنسانية

6

تستهدف قوات النظام السوري بالغارات والبراميل المتفجرة مدينة درعا وريفيها الشرقي والغربي في جنوب البلاد، في تصعيد استدعى تحذير منظمات اغاثية وانسانية عدة أبدت خشيتها على مصير المدنيين مع استمرار فرارهم.
وتسبب القصف الجوي الكثيف بخروج ثلاثة مستشفيات من الخدمة منذ منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء، وفق ما أحصى المرصد السوري لحقوق الانسان في وقت يستمر التصعيد لليوم التاسع على التوالي.
وبدأت قوات النظام في 19 يونيو عملياتها العسكرية في محافظة درعا، انطلاقاً من ريفها الشرقي حيث حققت تقدماً ميدانياً تمكنت بموجبه من فصل مناطق سيطرة الفصائل في الريف الشرقي الى جزئيين، قبل أن توسّع نطاق عملياتها الثلاثاء لتشمل مدينة درعا وريفها الغربي.
واستهدفت الطائرات الحربية السورية والروسية وفق المرصد، مدينة درعا وريفيها الشرقي والغربي طوال الليل ولا يزال القصف مستمراً الأربعاء بالبراميل المتفجرة والصواريخ.
ووثق المرصد مقتل “عشرة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال رضع” جراء الغارات على ريف درعا الشرقي، لترتفع بذلك حصيلة القتلى الى 56 مدنياً خلال تسعة أيام.
في جنوب مدينة درعا، تدور اشتباكات عنيفة قرب قاعدة جوية، تسعى قوات النظام للسيطرة عليها، ما يخولها فصل مناطق سيطرة المعارضة في ريف درعا الغربي عن تلك الموجودة في ريفها الشرقي.
وفي الريف الشرقي، تتواصل اشتباكات عنيفة بعدما تمكنت قوات النظام خلال الايام الماضية من فصل مناطق سيطرة الفصائل الى قسمين شمالي صغير، نزح غالبية سكانه، وجنوبي.
ويفاقم التصعيد العسكري على درعا خشية المنظمات الدولية على سلامة المدنيين مع فرار الآلاف منهم داخل المحافظة.
من جهة ثانية أعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية بنجامان غريفو ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عين أمس الاربعاء السفير الحالي في ايران فرنسوا سينيمو ممثلا شخصيا له في سوريا.
وتابع غريفو ان سينيمو “61 عاما” المدير السابق للاستخبارات الخارجية ستنتهي مهامه في طهران في اغسطس، موضحا ان فرنسا “لا تعيد بذلك فتح سفارة في سوريا”.
على صعيد آخر منحت الدول الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أمس المنظمة صلاحية تسمية منفذي الهجمات التي استخدمت فيها مثل هذه الأسلحة في سوريا على الرغم من معارضة روسيا وسوريا.
وخلال جلسة مغلقة، أيد 82 عضوا في المنظمة مشروع قرار تقدمت به لندن بدعم من واشنطن وباريس لتعزيز صلاحيات المنظمة، وعارضه 24 عضوا.
وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في شريط فيديو تشاركته مواقع التواصل الاجتماعي ان “منظمة حظر الاسلحة الكيميائية بات لديها صلاحية إضافية مهمة ليس فقط للكشف عن استخدام أسلحة كيميائية وإنما كذلك لتوجيه اصبعها إلى المنظمة أو الدولة” المشتبه بوقوفها وراء هذه الهجمات. هذا غاية في الأهمية إذا أردنا تثبيط استخدام هذه الأسلحة الشائنة”دعا وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أمس، إلى السماح لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بتوجيه اللوم بشكل واضح، في ضوء الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيماوية بالقرب من دمشق في وقت سابق هذا العام.
وقال جونسون في اجتماع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي أمس: “في الوقت الحالي، يحدد خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مكان ووقت وقوع هجوم، لكنهم لا يحددون المسؤول عن ذلك”، مضيفاً “إذا كنا جادين في التمسك بحظر الأسلحة الكيماوية، يجب سد هذه الفجوة”.
وطرحت بريطانيا اقتراحاً، من شأنه أن يسمح لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بذلك، وتدعم حوالي 20 دولة الاقتراح، بما في ذلك الولايات المتحدة وألمانيا.
وطرحت روسيا اقتراحاً منافساً، قال عنه جونسون إنه سيضعف سلطات المنظمة.

المصدر:alwatannewspaper