غياب التنسيق يقتل أكثر من 60 جندياً للنظام السوري بغارات جوية
اعلن الجيش الروسي مقتل اكثر من ستين جنديا سوريا في ضربات للتحالف الدولي على موقع لقوات النظام في دير الزور وقدر المرصد السوري خسائر النظام في القصف بثلاثين قتيلا.
يجئ ذلك فيما تزايدت الخلافات بين الولايات المتحدة وروسيا حول الهدنة، ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واشنطن إلى الكشف عن تفاصيل الاتفاق، في حين عبّر الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن قلقه من عدم تنفيذ النقاط الرئيسية في الاتفاق، وحذر الجيش الروسي من تدهور الوضع بسبب نشاط المعارضة.
وفي تصريحات نقلتها وكالات أنباء روسية، قال بوتين «شعورنا إيجابي أكثر منه سلبياً» بشأن وقف إطلاق النار. وأضاف «أما بالنسبة لروسيا فهي تفي بكل التزاماتها»، لكنه اعتبر أن واشنطن تواجه «مشكلة صعبة في التمييز بين المعارضين والإرهابيين». واتهمها بالرغبة في الحفاظ على قدرات (عسكرية) لمحاربة نظام الأسد فيما أسماه «مسار شديد الخطورة».
وأضاف «أرغب في أن نكون صريحين مع بعضنا ، وبهذه الطريقة يمكننا المضي قدماً باتجاه تحقيق أهدافنا المشتركة (في محاربة الإرهاب وإحلال السلام في سوريا)». وقال «أنا لا أفهم حقاً لماذا علينا أن نخفي اي اتفاقات، ولكننا سنحجم بالطبع عن الكشف عن أي تفاصيل إلى أن يوافق شركاؤنا الأمريكيون على ذلك».
واتهمت روسيا الولايات المتحدة برفض الكشف عن تفاصيل الاتفاق حول سوريا الجمعة لأعضاء مجلس الأمن الدولي الذي ألغى اجتماعاً طارئاً كان يفترض أن يوفر الدعم للاتفاق.
من جانبه، عبّر أوباما عن قلقه من أن العناصر الرئيسية في الاتفاق لم تطبق حتى الآن. وقال البيت الأبيض إن أوباما بحث مع مجلس الأمن القومي الأمريكي الثغرات في تطبيق الاتفاق، بعد أسبوع على إبرامه مع روسيا لوقف المعارك، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في سوريا. وأشار أوباما أمام مساعديه إلى أن المرحلة المقبلة من الاتفاق، التي تقضي بتنسيق عسكري مع روسيا، تتطلب «سبعة أيام متتالية من تراجع العنف ووصول المساعدات الإنسانية بلا انقطاع».
ومن المقرر أن يشارك وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في مناقشات مجلس الأمن الأربعاء، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن لافروف أبلغ نظيره الأمريكي بضرورة مشاركة مسؤولين عسكريين من الولايات المتحدة بشكل كامل في مراقبة وقف إطلاق النار في سوريا. وكان كيري أكد للافروف أن واشنطن «لن تقيم مركز التنسيق العسكري المشترك مع روسيا في حال لم يتم التقيد ببنود الاتفاق الخاصة بالمساعدات الإنسانية».
في غضون ذلك، تجدد القصف الجوي والاشتباكات بشكل محدود على جبهات عدة في سوريا وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما لم يعلن رسمياً حتى الآن تمديد الهدنة التي تم التوصل إليها بموجب اتفاق روسي – أمريكي. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن «تجدد القصف والاشتباكات بشكل محدود على جبهات عدة في سوريا أبرزها الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي»، مشيراً إلى أنه «حتى اللحظة تعد مدينة حلب الجبهة الأكثر هدوءاً». وأفاد المرصد السوري عن تجدد الاشتباكات ليلاً، وبعدما كانت تراجعت حدتها خلال الأيام الأربعة الأولى من الهدنة باستثناء بعض النيران المتقطعة، في الغوطة الشرقية قرب دمشق بين الفصائل الإسلامية وقوات النظام «في محاولة من قبل الأخيرة للتقدم في المنطقة». وفي وسط البلاد، قصفت طائرات حربية مناطق في بلدة تيرمعلة في ريف حمص الشمالي، حيث تدور اشتباكات متقطعة بين قوات النظام والفصائل المعارضة.
كما تعرضت مدينة تلبيسة إلى قصف مدفعي أسفر، وفق المرصد، عن مقتل «مدنيين هما امرأة وطفل». وتسيطر المعارضة على مناطق واسعة في ريف حمص الشمالي أهمها مدينتا تلبيسة والرستن. وفي غرب البلاد، تجدد القصف الجوي على محور جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، والذي شهد هدوءاً باستثناء بعض الخروقات خلال أربعة أيام من الهدنة، وفق المرصد. ويقتصر وجود الفصائل المعارضة في محافظة اللاذقية على ريفها الشمالي حيث تدور منذ أشهر معارك.
وسيطر الهدوء سيطر على المدينة باستثناء بعض القذائف. . ووثق المرصد السوري منذ مساء يوم الاثنين مقتل «12 مدنياً، بينهم تسعة بنيران قوات النظام» في مناطق تسري فيها الهدنة، فيما «قتل 47 مدنياً في مناطق واقعة تحت سيطرة تنظيم «داعش»، بينهم 38 في غارات جوية».
المصدر : الخليج