فرقتهم الحرب وبطش قوات النظام وجمعهم ضنك العيش في الرقة

عائلات في مدارس مدمرة بالرقة تتحدث للمرصد السوري وتناشد للوقوف على أحوالهم الصعبة

29

للعام العاشر على التوالي مازالت رحى الحرب وممارسات قوات النظام تعكس  بنتائجها القاسية على الشعب السوري والتي جعلت من الهجرة والفرار من بلدانهم أيسر الحلول للبقاء على قيد الحياة.
مدرسة خديجة الكبرى المدمرة في محافظة الرقة، نتيجة الحرب الدائرة، اتخذتها عدة عوائل من مناطق سورية متعددة، مأوى لهم في ظل واقع معيشي صعب حيث لا دعم يذكر للأطفال والنساء وأصحاب الإعاقات.
المواطن (ع .خ ) “34” عاما من حي الجورة في محافظة دير الزور، يسكن مع  “10” أطفال وزوجته،  في غرفة صفية مدمرة في تلك المدرسة، وقد أصيب رب الأسرة بإحدى يديه نتيجة قصف سابق على دير الزور، مما جعله معاقاً لا يستطيع إعالة أسرته،
واضطر  (ع .خ ) وزوجته، لدفع أطفاله على جمع البلاستيك والمعادن والمخلفات من الشوارع، لتأمين حاجاتهم
وتذكر الزوجة أنه في إحدى المرات تعرض أحد ابنائها لحقنه  من قبل شخص مجهول بأحد شوارع الرقة، وهو أمر جعله طريح الفراش لأسبوع.
و تقول مريم:  نضطر في أيام الشتاء لحرق الكرتون والبلاستيك لتأمين التدفئة لأطفالي الذين لم يدخلو المدارس بسبب الفقر وعدم القدرة على تأمين المصروف.
المواطنة “م ” إمرأة أربعينية من مدينة حمص اتخذت من إحدى الغرف المدمرة بالمدرسة مأوى لها ولطفليها وزوجها، حيث يعمل الزوج والأطفال بالتقاط مخلفات المنازل واستخراج الحديد والكرتون والنحاس، وهي مصدر قوتهم.
المواطنة”س” 35″ عاما من منطقة معدان بريف الرقة الشرقي الواقع تحت سيطرة الميليشيات الإيرانية تقول لناشطي المرصد : لديّ عشرة أطفال اثنان منهم بإعاقات عقلية وحركية  ولا نمتلك إيجار المنزل مما اضطرها لدفع أطفال.
“50” عاماً مطلقة من منطقة المغلة بريف الرقة الشرقي الواقعة تحت سيطرة النظام تقول لناشطي المرصد بأن ضع
وضعنا تحت الصفر ولدي طفل معاق في بصره  وفقدت ابنتين نتيجة إنفجار لغم أرضي، أما  باقي أطفالي الثلاثة  فيعملون بالتقاط النايلون من الشوارع كي نستطيع العيش في هذه الغرفة المدمرة من المدرسة.
و يؤكد ناشطون المرصد السوري لحقوق الإنسان بالرقة أن العوائل السورية القاطنة في مدرسة خديجة تعاني من واقع إنساني صعب جداً ومنها قلة الدعم وعمالة الأطفال والأمية والأمراض بالإضافة إلى  تجميع المخلفات  من الحاويات وهو أمر فاقم الوضع بشكل خطير.
ونظرا لذلك كانت هناك مناشدات عديدة من العوائل للمرصد السوري بالتطرق لواقعهم المعيشي وحث المجتمع الدولي والمنظمات بالرقة الوقوف على مأساتهم