فرنسا تدعو لإنهاء القتال في إدلب

39

دعت فرنسا الجمعة لإنهاء القتال فورا بمدينة إدلب السورية وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها تندد على وجه الخصوص بقصف مخيمات اللاجئين.

وعلى مدى الأسبوع الماضي أحرز الجيش السوري تقدما صوب بلدة خان شيخون في إدلب في تحرك قد يؤدي إلى تطويق الجزء الجنوبي من الجيب الخاضع لسيطرة مسلحي المعارضة.

وحذرت الأمم المتحدة ووكالات المساعدات الإنسانية من كارثة انسانية جديدة في شمال غرب سوريا.

ولا تزال بعض المناطق في محافظات حماة واللاذقية وحلب خارج سيطرة النظام السوري بعد ثمانية أعوام على بدء النزاع.

ومنذ أبريل/نيسان، تتعرض هذه المناطق التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام وتنتشر فيها أيضا بعض الفصائل المقاتلة، لقصف شبه يومي من قبل النظام وحليفه الروسي.

وتتقدم القوات الموالية للنظام ميدانيا منذ ثلاثة أيام وباتت على مسافة ثلاثة كيلومترات من خان شيخون من الجهة الشمالية الغربية وذلك بعدما سيطرت الخميس على خمس قرى قريبة منها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتقع هذه المدينة على طريق سريع رئيسي يمر بإدلب ويربط بين دمشق وحلب.

وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن “هدف التقدم هو محاصرة خان شيخون والوصول إلى الطريق السريع”.

وتمكن الجهاديون الأربعاء من إسقاط طائرة حربية سورية كانت تحلق شرق خان شيخون وألقوا القبض على قائدها، في حدث هو الأول من نوعه منذ بدء التصعيد في هذه المنطقة، وفق المرصد.

وتبنت هيئة تحرير الشام العملية ونشرت الخميس مقطع فيديو يظهر الطيار الأسير الذي عرّف عن نفسه بأنّه المقدم محمد أحمد سليمان من القوات الجوية السورية.

وأسفرت المعارك التي دارت في جنوب إدلب ليل الأربعاء الخميس عن مقتل 20 مقاتلا في صفوف القوات الحكومية و24 جهاديا ومسلحا.

ومنذ نهاية ابريل/نيسان، أوقعت الاشتباكات 1300 مقاتل من الجهاديين والفصائل المقاتلة بالإضافة إلى أكثر من 1150 عنصر من قوات النظام وتلك الموالية لها، بحسب المرصد.

وحشدت أنقرة لاستقدام تعزيزات من مسلحي فصائل سورية تقاتل تحت لوائها لتدفع بهم إلى محيط إدلب شمال غرب سوريا، حيث يتمركز مقاتلو هيئة تحرير الشام المتطرفة (النصرة سابقا). وذلك بعد تمكن القوات السورية استعادة عدة مناطق في ادلب.

ومن شأن هذه التطورات أن تعرقل تقدم الجيش السوري نحو خان شيخون وتشتت جهوده في مواجهة هيئة تحرير الشام التي رفضت تطبيق اتفاق سوتشي بين موسكو وأنقرة والقاضي بإقامة منطقة منزوعة السلاح تشرف عليها تركيا.

وتستقبل محافظة إدلب عشرات آلاف الأشخاص الذين فرّوا من منازلهم في عدد من مناطق البلاد بسبب المعارك أو بعد استعادة النظام مناطق من الفصائل المعارضة والمسلحة.

ومنذ بداية التصعيد، قتل 820 مدنيا وفقا للمرصد السوري. ودفع العنف أكثر من 400 ألف شخص إلى النزوح، بحسب الأمم المتحدة التي تخشى وقوع “كارثة” إنسانية.

ومنطقة إدلب ومحيطها مشمولة باتفاق روسي تركي منذ سبتمبر/أيلول 2018، نصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق سيطرة قوات النظام والفصائل. كما يقضي بسحب الفصائل المعارضة أسلحتها الثقيلة والمتوسطة وانسحاب المجموعات الجهادية من المنطقة المعنية، لكن لم يتم تنفيذه.

وتشهد سوريا نزاعا داميا تسبّب منذ اندلاعه في 2011 بمقتل أكثر من 370 ألف شخص وأحدث دمارا هائلا في البنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.