فصائل الثوار تجتاح حي الراشدين في حلب تمهيداً للسيطرة على كامل أحياء المدينة

65

نتنياهو «يتابع بانتباه ما يحصل قرب حدودنا» و«أعطى توجيهاته للقيام بما يلزم»
المعارضة تُطلق معركة تحرير القنيطرة:هجوم على «خان أرنبه» ومحاصرة «حضر»

أعلن تحالف لقوات المعارضة في جنوب سوريا، امس، بدء هجوم كبير للسيطرة على المواقع الباقية التي ما زال الجيش يسيطر عليها في محافظة القنيطرة قرب هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل.
وفي الشمال اجتاح مقاتلو المعارضة حي الراشدين في مدينة حلب التي تتقاسم المعارضة والنظام السيطرة عليها.
وفرض مقاتلو المعارضة حصاراً على قرية حضر الدرزية في محافظة القنيطرة في جنوب غرب البلاد حيث تدور معارك عنيفة بينهم وبين قوات النظام ومسلحين موالين لها تسببت بمقتل 24 عنصرا من الطرفين، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان امس.
 وافاد مدير المرصد رامي عبدالرحمن عن معارك عنيفة بدأت امس في الريف الشمالي لمحافظة القنيطرة «وتمكن مقاتلو كتائب اسلامية وغيرها من السيطرة على تلة شمال قرية حضر التي باتت محاصرة تماما».
وأوضح ان اهمية القرية التي يقطنها سكان دروز تكمن في انها محاذية لحدود هضبة الجولان المحتلة من اسرائيل من جهة ولريف دمشق حيث معاقل المعارضة المسلحة من جهة اخرى.
واستقدمت الكتائب المقاتلة التي تسيطر على القسم الأكبر من محافظة القنيطرة تعزيزات من مناطق اخرى قريبة.
وأعلنت الفصائل التي تخوض معركة «نصرة لحرائرنا» بمحافظة القنيطرة أنها سيطرت على تليّ «قرين» و«بزاق» القريبين من مركز المدينة إثر اشتباكات مع قوات النظام.
وفي وقت لاحق, قال ناشطون إن قوات المعارضة بينها جبهة النصرة بدأت اقتحام مدينة الشهداء «البعث», وتحدثوا عن «أرتال عسكرية ضخمة» للمعارضة.
واشار المرصد الى ان «مقاتلين من الطائفة الدرزية يقاتلون الى جانب قوات النظام». وقتل في المعركة منذ يوم امس 14 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وعشرة من كتائب المعارضة.
من جانبه، قال مصدر في الجيش السوري إن الجيش صد هجوما للمعارضة للسيطرة على عدد من التلال وقريتي تل الشعر وتل بزاق إلى الشمال من القنيطرة التي باتت مهجورة.
وقال المصدر «أحبطت وحدات الجيش محاولات الجماعات الإرهابية للاستيلاء على القريتين الواقعتين في ريف القنيطرة» مضيفا أن ما لا يقل على 200 مقاتل من المعارضة قتلوا أو جرحوا في عمليات الجيش.
وكتب عصام الريس المتحدث باسم قوات المعارضة على تويتر يقول إن الجماعات المشاركة في العملية وقعت اتفاقا لا يشمل جبهة النصرة جناح القاعدة في سوريا.
وقال الريس إن الجماعات المشاركة في الهجوم تقاتل تحت راية الجيش السوري الحر.
وقال الريس أن محاولة الاستيلاء على ما تبقى من معاقل الجيش في المحافظة، بعد سلسلة محاولات فاشلة، تستهدف أيضا اللواء 90 وهو القاعدة الرئيسية للجيش هناك. وقال إن الهجوم محاولة لإنهاء وجود النظام في المحافظة.
ويستهدف المعارضون المسلحون مدينة البعث وهي المركز الإداري الرئيسي بالمحافظة ومدينة خان أرنبة وهما المدينتان الرئيسيتان اللتان لا تزالان تحت سيطرة الحكومة.
وطرد الجيش من القنيطرة من شأنه أن يفتح طريق إمدادات للمعارضة جنوبي دمشق بمنطقة الغوطة الغربية التي يسيطرون عليها والتي يمكن استخدامها لاستهداف مركز سلطة الأسد.
وقال الريس إن قوات المعارضة تستهدف تدمير خط الدفاع الأول للجيش حول دمشق في هذه المنطقة.
وتقع قرية حضر مقابل بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل. وصرح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو امس انه «يتابع بانتباه ما يحصل قرب حدودنا»، مشيرا الى انه «اعطى توجيهاته للقيام بما يلزم» من دون اعطاء تفاصيل اضافية.
وكان رئيس هيئة اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال غادي ايسنكوت قال الثلاثاء ان «الوضع في مرتفعات الجولان حيث يدور قتال داخلي قرب الحدود مع اسرائيل، يثير قلقنا البالغ»، مشيرا الى «احتمال الاضطرار الى التعامل مع تدفق لاجئين من سوريا الى الحدود»، من دون ان يذكر الدروز تحديدا.
واضاف «سنتخذ اجراءات لمنع وقوع مجزرة في صفوف اللاجئين. وسيكون عملنا انسانيا».
حي الراشدين
وفي الشمال السوري، أعلنت المعارضة المسلحة أنها سيطرت على حي الراشدين بمدينة حلب, في حين واصل طيران النظام الحربي غاراته على ريف دمشق ومناطق سورية أخرى مخلفا مزيدا من الضحايا.
وقالت غرفة عمليات فتح حلب – التي تضم فصائل وألوية مختلفة – إنها سيطرت اليوم بالكامل على حي الراشدين الذي يقع في الناحية الغربية لمدينة حلب ضمن معركة بدأتها هذه الفصائل الاثنين الماضي.
وكان مقاتلو المعارضة استولوا على مبان في حي الراشدين غربي حلب, إثر هجوم شنته على قوات النظام المتمركزة في المنطقة.
وتحدث ناشطون في الوقت نفسه عن مقتل عدد من جنود النظام إثر تدمير مقر لهم في حي كرام الطرب بمدينة حلب التي هاجمتها المعارضة أول مرة في صيف عام 2012 لتصبح لاحقا مقسمة إلى قسمين.
وقررت الفصائل في حلب بدء معركة للسيطرة على الأحياء الغربية الخاضعة للنظام بعد نجاح جيش الفتح – الذي يضم فصائل أبرزها جبهة النصرة وحركة أحرار الشام – في السيطرة على محافظة إدلب بشكل شبه كامل خلال أسابيع قليلة.
وفي محيط دمشق, قال جيش الإسلام إنه أفشل محاولة من قوات النظام لاقتحام الغوطة الشرقية من منطقة مستشفى حرستا, وأضاف أنه كبدها أكثر من ثلاثين قتيلا.
ميدانيا أيضا, أفاد ناشطون بمقتل شخص واحد على الأقل جراء غارات لطيران النظام السوري على بلدة حمورية بريف دمشق.
وتأتي الغارات على حمورية بعد أقل من يوم على قصف مدينة دوما بريف دمشق أيضا مما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى بين المدنيين.
وقال المرصد السوري  إن القوات النظامية قصفت دوما أمس بصواريخ إيرانية الصنع من طراز «الفيل».
وفي محاولة للإيحاء بأن من يُقتلون جراء القصف هم من مسلحي المعارضة, تحدثت وسائل الإعلام الرسمية السورية عن قتل عشرات «الإرهابين» خلال ضربات جوية استهدفت مناطق بريف دمشق.
وقد أفاد ناشطون بأن طائرات «سوخوي» حديثة الصنع شنت ما لا يقل عن 15 غارة على بلدة ومخيم خان الشيخ بريف دمشق الغربي, في حين تحدثت وكالة الأنباء السورية عن مقتل عشرات المسلحين وتدمير مستودع ذخيرة في محيط بلدتي خان الشيح وبيت جن.
من جهة أخرى، قتل تسعة أشخاص إثر سقوط قذائف بعد منتصف الليلة قبل الماضية على ساحة عرنوس والعدوي وسط العاصمة دمشق.
لاجئون يعودون الى تل أبيض
في هذا الوقت، بدأ سوريون كانوا لجأوا الى تركيا بالعودة الى مدينة تل ابيض في شمال سوريا، غداة سيطرة المقاتلين الاكراد على هذه المنطقة الحدودية في ما شكل ضربة قاسية لتنظيم الدولة الاسلامية.
واجتاز نحو 400 شخص معبر اقجه قلعة التركي امس في طريقهم الى تل ابيض، بحسب مصدر في الشرطة التركية.
وقالت فخرية (40 عاما)  «انا عائدة، تركت زوجي هناك (في تل ابيض). لكنني ما زلت مرتعبة من القصف. من لا يخشى القصف؟».
واضافت «اخاف كذلك من عودة تنظيم الدولة الاسلامية. سأعود واقرر مع عائلتي اذا بإمكاننا البقاء ام لا».
ورأى محمود وهو مزارع من تل ابيض قبل عبوره السياج الحديدي الفاصل بين تركيا وسوريا ان «الوضع ليس جيدا هنا، ليس كما في ديارنا». واضاف «نريد تمضية شهر رمضان المبارك في بلدنا».
وشهدت تل ابيض امس بداية عودة الى الحياة الطبيعية. وقال شرفان درويش الناطق الرسمي باسم قوات «بركان الفرات» المعارضة التي قاتلت الى جانب الوحدات الكردية «انتهت العمليات العسكرية. المدنيون يعودون الى تل ابيض الآن».
دي ميستورا
 سياسياً، جدد الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستيفان دي ميستورا ادانته استهداف المدنيين في سوريا من طرفي النظام والمعارضة بالقصف الذي اوقع خلال فترة زيارته الى دمشق عشرات القتلى.
وغادر دي ميستورا سوريا امس في ختام زيارة من ثلاثة ايام ركز خلالها على ضرورة تفعيل بيان جنيف الصادر في 30 حزيران 2012 والهادف الى ايجاد حل سلمي للنزاع المستمر منذ اكثر من اربع سنوات وقد تسبب بمقتل اكثر من 230 ألف شخص.
وجاء في بيان صادر عن مكتب دي ميستورا ان هذا الاخير اكد خلال لقاءاته على «ضرورة حماية المدنيين».
واضاف ان «التفجيرات الثقيلة التي شهدتها دوما  ومصدرها القوات الحكومية (…) تستدعي إدانة قوية»، معتبرا «أن لا سياق يبرر الاستهداف العشوائي للمناطق المدنية أو استخدام العقاب الجماعي من الحكومة».
في المقابل، جدّد دي ميستورا «إدانته الشديدة للهجمات على المدنيين من قوات المعارضة المسلحة التي تزامنت مع وجوده في البلاد»، ذاكرا بالتحديد اعتداءات الاثنين على الاحياء الواقعة تحت سيطرة النظام في حلب والتي اوقعت 36 قتيلا واكثر من 190 جريحا، واعتداءات الثلاثاء على دمشق التي تسببت بمقتل تسعة مدنيين. وبين القتلى في كل المناطق العديد من الاطفال.
من جهة اخرى، اوضح البيان ان الزيارة جاءت «في اطار مشاورات جنيف التي تهدف إلى تفعيل بيان جنيف».
والتقى دي ميستورا خلال زيارته الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم وممثّلين عن أكثر من 30 حزبا سياسيا، وشخصيات دينية ومنظمات المجتمع المدني «للاستماع إلى وجهات نظرهم في سياق مشاورات جنيف».
وأبدى، بحسب البيان «قناعته العميقة بأن ما من حلّ للصراع السوري يمكن فرضه بالقوة، وأن هناك حاجة ماسة إلى تسوية سياسية شاملة وبقيادة سورية».
وأشار البيان الى ان موفد الامم المتحدة تطرق ايضا في محادثاته الى «الحالة الإنسانية المتردية في سوريا»، مشددا على «زيادة إمكانية وصول المساعدات إلى المناطق المحاصرة والمجتمعات المحلية المتضررة من الصراع لا سيما في ضوء شهر رمضان».
كما بحث مع المسؤولين، بحسب البيان، «في مسألة التهديد المتزايد من المنظمات الإرهابية في ظلّ تقدّمها الميداني».
الى ذلك، اعتبر وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر ان سقوط النظام السوري امر «ممكن» بسبب «الضعف» الذي لحق بقواته العسكرية.
وقال وزير الدفاع في جلسة استماع امام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الاميركي «نريد ان نشهد انتقالا (للسلطة) لا يكون الأسد حاضرا فيه».
واضاف ان سقوط نظام الاسد «ممكن لأن قواته ضعفت الى حد كبير» وتعرضت «لخسائر كبيرة»، لافتا الى ان القوات النظامية «تزداد عزلتها في منطقة دمشق» والمنطقة ذات الغالبية العلوية في شمال غرب البلاد.
ورأى ان «انسحاب (الأسد) بنفسه من الساحة» سيكون افضل للشعب السوري مع «تشكيل حكومة سورية جديدة تستند الى المعارضة المعتدلة».
(اللواء – وكالات)

 

المصدر: اللواء