فصائل “درع الفرات” تحاصر دابق وتقطع طرق الإمداد عبر التقدم بين اخترين ومارع
تشهد القرى القريبة من دابق في المنطقة الواصلة بينها وبين مارع، قصفاً من قبل الفصائل والقوات التركية، حيث سقطت القذائف على قرى تلالين وحور النهر وأسنبل، بالتزامن مع استمرار الفصائل المقاتلة والإسلامية المدعمة بالدبابات والطائرات التركية في هجومها العنيف الذي بدأته قبل ساعات، بهدف السيطرة على بلدة دابق ذات الرمزية الدينية لدى تنظيم “الدولة الإسلامية”، وتمكنت هذه الفصائل في هذا الهجوم من توسيع نطاق سيطرتها وطرد التنظيم من قرى غيطون وأرشاف والغيلانية، قاطعة بذلك كافة الطرق الواصلة بين صوران اعزاز ودابق، وبقية المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في ريف حلب الشمالي الشرقي، ومطبقة بذلك حصارها على بلدة دابق، تمهيداً للسيطرة عليها، حيث تحاول الفصائل، طرد التنظيم من هذه المنطقة، بعد تقدمها في المنطقة الواقعة بين مارع وأخترين، بذات الخطة التي اتبعتها قوات سوريا الديمقراطية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في منبج.
ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم أمس الجمعة، أن نشطاءه رصدوا خلال الأيام الفائتة إرسال تنظيم “الدولة الإسلامية” لأكثر من 1200 من عناصره، بعضهم قام التنظيم بسحبهم من جبهات حمص وجبهات مع قوات سوريا الديمقراطية، وأرسلهم إلى جبهة دابق ذات الأهمية الدينية، ومن ضمنهم نحو 1000 مقاتل استقدمهم التنظيم من خارج سوريا، وقدموا إلى الرقة ومن ثم توجهوا إلى دابق، التي تشهد القرى القريبة منها عمليات كر وفر بين الفصائل المقاتلة والإسلامية المدعمة بالدبابات والطائرات التركية من جهة، وتنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة أخرى، سيطرت فيها الفصائل على قرى قريبة من داعش وباتت في أقرب نقطة على بعد نحو كيلومترين ونصف من دابق، في تحضير لبدء الهجوم على البلدة من أكثر من محور بعد تأمينها محوري تركمان بارح ودويبق، ومحاولة استعادة السيطرة على احتيملات التي خسرتها بعد هجوم معاكس للتنظيم، حيث قضى وقتل عشرات المقاتلين والعناصر من الجانبين، فيما أصيب عشرات آخرون بجراح، خلال الاشتباكات المستمرة في المنطقة.
جدير بالذكر أن تنظيم “الدولة الإسلامية” سيطر على دابق في الـ 13 من شهر آب / أغسطس من العام 2014، عقب اشتباكات مع مقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة، في معركة أطلق عليها التنظيم حينها تسمية “الثأر للعفيفات”، حيث شحذ تنظيم “الدولة الإسلامية” حينها همم مقاتليه وجيَّش عواطفهم، مدعياً أن هذه المعركة هي ثأر ” للأخوات”، اللواتي اعتدي عليهن و”اغتصبن” من قبل مقاتلي الكتائب في مدينة حلب وبلدة تل رفعت، واللواتي لا يزلن معتقلات لدى هذه الكتائب، وشحذ التنظيم همم مقاتليه وعناصره” لـ ” معركة دينية فاصلة” في دابق، وطلب منهم ” الثبات والإقدام” في الاشتباكات.