فصائل “درع الفرات” تسيطر على 16 قرية وبلدة في 48 ساعة وتقترب من بلدة دابق الاستراتيجية
تواصل الفصائل الإسلامية والمقاتلة المدعمة بالطائرات والدبابات التركية، عمليات تقدمها في الريف الجنوبية الغربي لبلدة الراعي بريف حلب الشمالي الشرقي، وتمكنت من التقدم والسيطرة على قرية الضاهرية وبلدة احتيملات، مضيقة بذلك الخناق على تنظيم “الدولة الإسلامية”، عبر قضم مزيد من القرى التي كان يسيطر عليها التنظيم، وشهدت الـ 48 ساعة الفائتة تقدماً كبيراً لهذه الفصائل على حساب التنظيم، متجهة من عدة محاور نحو بلدة دابق ذات الرمزية الدينية، والتي يستميت تنظيم “الدولة الإسلامية” في الدفاع عنها.
وبعد السيطرة قبل قليل على بلدة احتيملات وقرية الضاهرية، يرتفع إلى 16 عدد القرى والبلدات التي سيطرت عليها الفصائل الإسلامية والمقاتلة المدعمة بالدبابات والطائرات التركية وهي احتيملات والضاهرية و براغيدة والبل وجازر والشيخ ريح وكفرغان وشويرين وتل حسين ومريغل وراعل والفيروزية وغزل والعدية والطوقلي ويحمول، بينما لا تزال الاشتباكات مستمرة بين الطرفين، في قرية دويبق ومحيط منطقة كفرة، كما تكون الفصائل قد تقدمت في شمال وشرق دابق، لمسافة نحو كيلومترين ونصف، في محاولة للسيطرة على بلدة دابق الاستراتيجية وذات الأهمية والرمزية الدينية، لتنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي يعتبر هذه البلدة “منطلقاً للجيوش الإسلامية للسيطرة على العالم وقتال الروم “مستنداً إلى الحديث النبوي عن أبو هريرة – رضي الله عنه – أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:«لاتقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق – أو بدابِقَ – فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ ، فإذا تصافوا ، قالت الروم : خلوا بينا وبين الذين سُبُوا مِنَّا نقاتلْهم، فيقول المسلمون : لا والله، كيف نُخَلِّي بينكم وبين إخواننا ، فيقاتلونهم ؟فينهزم ثُلُث ولا يتوب الله عليهم أبدا ، ويُقتَل ثلثُهم أفضل الشهداء عند الله ، ويفتتح الثلث، لا يُفتَنون أبدا ، فيفتَتحِون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد عَلَّقوا سُيوفَهُهْم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: إنَّ المسيحَ الدَّجَّالَ فد خَلَفَكم في أهاليكم، فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاؤوا الشام خرج، فبيناهم يُعِدِّون القتال، يُسَوُّون صفوفَهم، إذا أقيمت الصلاة ، فينزل عيسى بن مريم ، فأمَّهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب في الماء فلو تركه لا نزاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده -يعني المسيح- فيريهم دَمه في حربته””.
وكان تنظيم “الدولة الإسلامية” قد أعد قواته في الأشهر الفائتة، لمعركة دابق، وقام في نهاية نيسان / أبريل، ومطلع أيار / مايو من العام الجاري، بإرسال نحو 800 من مقاتليه إلى منطقة دابق الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي، من بينهم كتيبة “أبو الأنصاري المهاجر”، والتي تعد من أقوى كتائب التنظيم في سوريا، حيث رفضت قيادة الكتيبة في البداية التخلي عن جبهاتها مع قوات سوريا الديمقراطية في ريف الرقة الشمالي، إلا أن قادة “شرعيين” في التنظيم أقنعوهم بضرورة توجههم إلى دابق، لأنها “باتت في خطر ومن الممكن أن يفقدوا السيطرة عليها”.