فصائل عاملة في سهل الغاب تتعمد تفجير جسور على نهر العاصي تربط بينها وبين مناطق تحشد قوات النظام ضمن التحصينات المتواصلة قبل إعلان المعركة
هزت انفجارات عدة فجر اليوم الجمعة الـ 31 من شهر آب الجاري، منطقة سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، تبين أنها ناجمة عن تفجير الفصائل لجسرين اثنين في المنطقة، وفي التفاصيل التي رصدها المرصد السوري فإن الفصائل أقدمت فجر اليوم على تفجير جسر بيت راس الذي يربط مناطق الفصائل مع قرية الجيد الخاضعة لسيطرة قوات النظام، بالإضافة لتفجيرها جسر الشريعة، الذي يربط مناطق سيطرتها مع قرية الكريم التي تخضع لسيطرة قوات النظام، وشهد سهل الغاب عمليات مشابهة خلال الأشهر والأعوام السابقة بتفجير عدة جسور من قبل الفصائل وقوات النظام، فيما تأتي عملية تفجير الجسور التي تربط مناطق سيطرة الطرفين، في إطار عمليات التحصين التي تنفذها الفصائل لمواقعها ونقاطها في المنطقة، لصد أي هجوم محتمل قد تنفذه قوات النظام والمسلحين الموالين لها في أي وقت، بعد التعزيزات العسكرية الضخمة التي استقدمتها إلى حماة وإدلب وجبال الساحل.
وكان المرصد السوري نشر يوم أمس الخميس، أنه أنه مع مرور الوقت واقتراب العملية العسكرية لقوات النظام ومعركة إدلب الكبرى، تتواصل عمليات التحشد غير المسبوقة في معركة من المرجح أن تشارك فيها معظم القوى العسكرية العاملة على الأرض السورية، بعد تراجع سيطرة المعارضة السورية وانحصارها ضمن أجزاء واسعة من محافظة وريف حماة الشمالي وسهل الغاب ومناطق في شمال غرب حماة وأجزاء من جبال اللاذقية الشمالية وريف حلب الغربي ومساحات من الريف الجنوبي لحلب، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الأسابيع الأخيرة استقدام النظام لتعزيزات عسكرية ضخمة، تمثلت باستقدام عشرات آلاف العناصر من قوات جيشها ومن المسلحين الموالين لها، وعلم المرصد السوري من عدد من المصادر المتقاطعة أن قوات النظام وزعت أكثر من 2000 مدرعة على خطوط التماس الممتدة من جبال اللاذقية الشمالية إلى ريف إدلب الشرقي مروراً بسهل الغاب وريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي الشرقي، وسط تكثيف نقاط الحراسة والتمركز، وتحضير عناصرها لمعركة كبرى تهدف من خلالها للتقدم على حساب الفصائل والسيطرة على أكبر مساحة ممكنة.
ورصد المرصد السوري وصول مئات المقاتلين كذلك من الفصائل المعارضة التي انضمت في غوطة دمشق الشرقية والعاصمة دمشق، ومحافظتي درعا والقنيطرة إلى “المصالحة وتسوية الأوضاع”، عقب سيطرة قوات النظام على مناطقهم، ليكون مقاتلو المعارضة الذين قاتلوا النظام سابقاً في صف واحد، وجهاً لوجه اليوم ضمن معركة إدلب، فيما كان المرصد السوري رصد تعمد قوات النظام نقل المزيد من قواتها إلى خطوط التماس وجبهات القتال، مع الفصائل المقاتلة والإسلامية وهيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني، من جبال اللاذقية الشمالية إلى ريف حلب الجنوبي، إذ تركز إرسال العناصر إلى جبهات ريف إدلب الجنوبي الشرقي مع سهل الغاب، فيما تقوم قوات النظام بنقل عناصر من المجندين الجدد في صفوفها إلى جبهات هادئة، بالتزامن مع نقل عناصرها إلى خطوط التماس، تميهادً وتحضيراً لمعركة إدلب الكبرى، فيما كان المرصد السوري رصد تحركات على خطوط التماس بين قوات النظام والفصائل في غرب وشمال سورية، حيث رصد المرصد السوري مواصلة قوات النظام عمليات تحصين الجبهات الممتدة من جبال اللاذقية الشمالية وصولاً إلى ريف حلب الجنوبي الغربي مروراً بريف إدلب الجنوبي الشرقي وسهل الغاب في شمال غرب حماة، إذ تجري عمليات تحصين وتدشيم وتوزيع نقاط المراقبة والحراسة وزيادتها، وتوزيع عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها والمقاتلين في فصائل “المصالحة”، ممن وصولا للمشاركة في المعركة الكبرى المرتقبة، كما رصد المرصد السوري عمليات تحصين تقوم بها الفصائل العاملة في المنطقة، وهيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني، من تحصين وتدشيم وتوزيعه نقاطها وتكثيفها، تحسباً لأي هجوم مباغت يعلن من خلاله بدء العملية العسكرية الكبرى.