فصائل “غصن الزيتون” تواصل اعتقالاتها بحق المواطنين في عفرين وقرى بريفها ومزيد من الهجمات تنفذها الوحدات الكردية على خطوط التماس مع الفصائل
محافظة حلب – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: لا تزال عفرين تشهد استمرار الانتهاكات شبه اليومية بحق المدنيين والسكان الذين رفضوا الخروج من المنطقة والنزوح نحو ريف حلب الشمالي او مناطق سورية أخرى، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان قيام فصائل عاملة في عملية “غصن الزيتون”، بتنفيذ اعتقالات طالت أكثر من 25 شخصاً من سكان قرية برج حيدر وقرى محاذية لمناطق تواجد القوات الكردية، وذلك في أعقاب اشتباكات جرت بين مسلحين يرجح أنهم من الوحدات الكردية من جهة، ومقاتلي الفصائل المقاتلة والإسلامية المدعومة تركيا من جهة أخرى، على خطوط التماس بين الطرفين في ريف عفرين وشمال حلب، ترافقت مع استهدافات متبادلة أودت بحياة 3 مقاتلين على الأقل من الفصائل وأصيب آخرون بجراح متفاوتة الخطورة، وسط تخوفات من المواطنين من اعتقالات بشكل أكبر على خلفية هذه الهجمات، واشتكى مواطنون أن عناصر الفصائل يعمدون للاتجار بالاعتقالات ويستغلون مثل هذه الظروف لزيادة تحصيل الأتاوات والفدى المالية وزيادة الاعتقالات.
كذلك رصد المرصد السوري قيام خلايا تابعة لوحدات حماية الشعب الكردي، عمليات استهدافت طالت عناصر ومقاتلين في ريف عفرين، حيث جرى اغتيالهم، وقتلهم، ليرتفع إلى 112 على الأقل عدد عمليات الاغتيال التي استهدفت القوات المسيطرة على منطقة عفرين، والتي تواصل منعها للمدنيين من العودة من ريف حلب الشمالي، نحو بلداتهم وقراهم ومساكنهم التي نزحوا عنها، فيما كانت نفت مصادر قيادية من وحدات حماية الشعب الكردي، أن تكون لقواتها أو خلايا تابعة لها العلاقة أو المسؤولية عن الكثير من الاغتيالات وعمليات التعذيب والتي ظهر بعض منها في أشرطة مصورة، منسوبة إلى القوات الكردية، واتهمت المصادر خلايا أخرى تابعة لجهات أخرى بتنفيذ عمليات الاغتيال هذه ونسبها إلى القوات الكردية لغايات في نفسها، تهدف بشكل رئيسي من خلالها إلى تصعيد انتهاكاتها تجاه المدنيين، الذي بات استئياؤهم يتصاعد يوماً تلو الآخر، مع الإجراءات غير العادلة وغير الرحيمة، وصم القوات التركية القائدة لعملية “غصن الزيتون” آذانها عن الاستجابة لشكواهم.
ونشر المرصد السوري قبل ساعات أنه ما زاد استياء الأهالي، ما وردت معلومات حوله، من بدء قيام القوات التركية والفصائل العاملة في عملية “غصن الزيتون” بتغيير أسماء قرى في ريف عفرين من أسماء كردية إلى أسماء تركية، ضمن عملية “تتريك” أثارت استياء أهالي القرى هذه وسكان ونازحي منطقة عفرين، فبعد تهجير مئات الآلاف من السكان، وتعفيش منازلهم وممتلكاتهم، والاستيلاء على المنازل والمزارع والسيارات ومتاجر والأراضي الزراعية، جرت عملية “تتريك” منظمة بدأت بها القوات التركية بصمت تام من قبل الفصائل السورية المعارضة العاملة في محافظة حلب، فيما تتزامن هذه العملية مع استمرار عملية اعتقال المواطنين بغية تحصيل فدية مالية مالية من ذويهم، حيث اشتكى مواطنون مواصلة الفصائل العاملة في عفرين للانتهاكات من هذا النوع، كما كان المرصد السوري نشر أنه تواصل قوات عملية “غصن الزيتون” دون توقف، تنفيذ انتهاكاتها، دون أي موانع أو رادع، فيدهم مطلقة في منطقة عفرين، ولا يوقفهم فيها أي طرف عسكري أو “شرعي” أو سياسي”، وتتمثل الانتهاكات في سلب أموال المواطنين والاستيلاء على ممتلكاتهم ونهب منازلهم والاستيلاء عليها، وتحصيل الأتاوات من أصحاب المزارع والممتلكات التجارية، ومن المتنقلين بين مدن وبلدات وقرى منطقة عفرين، وصولاً إلى الاعتقالات التي تطال المواطنين في مدينة عفرين بشكل يومي، والذي تحاول الفصائل من خلاله تأمين مبالغ مالية، تدفع لهم كفدية للإفراج عن المعتقلين، حيث أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن فصائل عملية “غصن الزيتون” عمدت خلال الأسبوع الأخير لاعتقال عشرات المدنيين، واحتجازهم في معتقلاتها، والتواصل مع ذويهم بغية الحصول على فدية مالية لإطلاق سراحهم، وتعمد لاعتقالهم بعد تلفيق تهم التعاون مع القوات الكردية والانتماء لها وغيرها من التهم التي تسعى من خلالها قوات عملية “غصن الزيتون” لإخافة الأهالي وإجبارهم على دفع الأموال والأتاوات والفدية لعناصر هذه الفصائل.