فصيل معتدل يلتحق بميليشيات «الدفاع الوطني» الموالية لبشار الأسد

6

شهدت الساحة السـورية تقلباً هو الأول من نوعه على مستوى البلاد قاطبة، حدثا معاكسا لما عهدته الثورة السورية ضد النـظام الحاكم مع اقترابها من دخول عامها الخامـس، حيث قام أحد التشكيلات التابعة للمعارضة السورية بتركها والاندماج مع ميليشيات «الدفاع الوطني» التي تقاتل إلى جانب القوات الحكومية جنوب العاصمة السورية ـ دمشق.

«لواء الأنفـال» الذي يترأسه عبد الله الرفاعي التابـع لـ «جبهة ثوار سوريا» التي يتزعمها جمال معروف انشق عن الجيش السوري الحر، والتجأ إلى القوات السورية النظامية بعتاده الميداني الكامل، وذلك في منطقة «الذيابية» جنوب العاصمة السورية دمشق.

وكشف قائد ميداني في المعارضة السورية المسلحة لـ «القدس العربي» خلال حديث خاص معه قائلاً: كان لدينـا دراية كاملة بعقد قائد الفصيل العسكري التابع لجبهة ثوار سوريا اتفاقاً مع النظام السوري للخروج وتسوية أوضاعهم وعقد مصالحة، وقمنا بمحاربته عدة مرات للحيلولة دون هذا الأمر، مضيفاً «فعلا بعد مواجهات عدة مع هذا التشكيل، عقدنا اتفاقاً معه على الكف عن تسليم أنفسهم للنظام السوري، ووضعت إثر ذلك شروط نهائية، فإن كانوا يريدون الخروج إلى جانب النظام عليهم وضع أسلحتهم والخروج كمدنيين أو ما شابه، ولكنهم استغلوا الظروف الأخيرة عقب نشوب معارك بين «جبهة النصرة و»شام الرسول» جنوب دمشق، ليهرب التشكيل العسكري مع قادته وعناصره بسلاحهم الكامل «الخفيف والثقيل» عبر شارع 30 في جنوب دمشق، والالتحاق بقوات الدفاع الوطني المقاتلة إلى جانب النظام السوري».

قوات الدفاع الوطني والجيش السوري النظامي هللت لانشقاق الفصيل التابع للمعارضة السورية، واستقبلت المقاتلين المقدر عددهم بما يزيد عن ستين مقاتلاً، وقالت مصادر النظام إن العملية جرت سراً عقب تنسيق عالي المستوى استغرق تطبيقه عدة أشهر، وكللت العملية بالنجاح، وأضافت أن قوات الدفاع الوطني استغلت بنجاح منقطع النظير حال الاقتتال الداخلي الدائرة بين «جبهة النصرة والمعارضة السورية»، في منطقتي «بيت سحم وبيبلا» جنوب العاصمة السورية.
كما أوضحت مصادر النظام السوري أن العملية قام بها جهاز المخابرات في فرع «فلسطين» بدمشق، بتنسيق كامل مع قائد اللواء من جهة، وقوات الدفاع الوطني من جهة أخرى، وأنه تم نقل العناصر وأسلحتهم الثقيلة والخفيفة إلى مساكن «الحسينية» الملاصقة لمنطقة «السيدة زينب» جنوب العاصمة، ريثما يتم دمجهم مع قوات الدفاع الوطني في دمشق وريفها.
وكشـف الناشط الميداني «أبو عبيدة» لـ «القدس العربي» خلال اتصال خاص معه: أن قائد اللواء «الرفاعي» هو شخص مشهور بسرقة منازل المدنيين، وكان أول من رفع سلاحه بوجه الأهالي في فترات سابقة، وثبت تورطه بتسليم بلدة «البحدلية» جنوب العاصمة للواء «أبو الفضل العباس» الشيعي العراقي.
كما أنه وبحسب الناشط الميداني قام القيادي بتفريغ منطقة «الذيابية» من الأسلحة قبيل اقتحام الميلشيات العراقية، حيث تمت محاصرة بقية التشكيلات العسكرية للمعارضة السورية، والقضاء على عدد كبير منهم، وسقوط البلدة بيد القوات المهاجمة آنذاك.
الصراعات التي تجري بين فينة وأخرى بين قوات المعارضة السورية والتنظيمات الجهادية، غالبا تعود بربح كبير ووفير للنظام السوري وحلفائه الذين يقطفون ثماره على امتداد البلاد، من هجمات مباغتة لكتائب المعارضة، أو الاستفادة منها بتنفيذ عمليات اغتيال ضد القيادات الميدانية المشهورة، أو استعادة مناطق كانت قد خسرتها خلال جولات سابقة.
جاء ذلك فيما قتل ثلاثون شخصا غالبيتهم عناصر في تنظيم «الدولة الاسلامية» في غارتين نفذتهما طائرات تابعة لقوات التحالف على مصفاة نفط في شمال سوريا على مقربة من الحدود التركية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين.
وقال المرصد في بريد الكتروني «نفذت طائرات التحالف العربي الدولي ضربتين متتاليتين على مصفاة نفط عند الأطراف الشمالية الغربية لمدينة تل أبيض في محافظة الرقة قرب الحدود السورية – التركية، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن ثلاثين من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وعمال في مصفاة النفط».
ووزع المرصد شريط فيديو يظهر كتلة نار كبيرة تندلع ليلا في المصفاة بعد حصول الغارة.
وكانت طائرات التحالف نفذت امس غارات على مقر لجبهة النصرة في منطقة أطمة الحدودية مع تركيا في محافظة ادلب (شمال غرب)، ما تسبب بمقتل تسعة عناصر من الجبهة، بحسب المرصد.
واستهدفت الغارات معسكرا للجبهة مؤلفا من مساكن وأبنية عدة، يقع على تلة على بعد أكثر من خمسمئة متر من وسط أطمة.
وأفاد سكان في أطمة ان الصواريخ التي القتها الطائرات استهدفت ثلاثة ابنية «دمرت تماما».
على صعيد آخر، قتل اليوم سبعة مدنيين، بينهم طفلان، في قصف جوي ومدفعي لقوات النظام استهدف مناطق في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي.
وأوضح المرصد ان ستة قتلى قضوا في قصف بالبراميل المتفجرة، لافتا الى أن عدد القتلى «مرشح للارتفاع لوجود جرحى في حالات حرجة»، بينما قتلت امرأة في قصف مدفعي على المدينة.
وتسيطر قوات النظام على مجمل مدينة ومحافظة حمص (وسط)، باستثناء حي الوعر في المدينة، وبعض المناطق في الريف وبينها مدينتا الرستن وتلبيسة المحاصرتان.
في ريف دمشق، ارتفع إلى 13 قتيلا بينهم طفلان عدد الذين قتلوا الأحد جراء قصف من طائرات النظام الحربية على مناطق في مدينة عربين.كما اصيب في الغارات أكثر من خمسين شخصا آخرين بجروح، بحسب المرصد الذي كان أفاد في حصيلة أولية عن مقتل 11 شخصا.
وتعرضت مناطق اخرى في الغوطة الشرقية الاحد لقصف من طائرات حربية او بالبراميل المتفجرة التي يتم القاؤها من مروحيات عسكرية.
وتحاصر قوات النظام السوري الغوطة الشرقية منذ حوالى سنة ونصف وتستهدفها بالقصف الجوي بشكل شبه يومي، وتسعى الى السيطرة عليها بهدف القضاء على معاقل المعارضة المسلحة فيها، وابعاد خطر مقاتلي المعارضة عن العاصمة.
وتعاني مناطق عدة في ريف دمشق من نقص في المواد الغذائية والطبية، ما تسبب بعشرات الوفيات كان آخرها أمس في مدينة دوما حيث توفي طفل نتيجة «نقص العلاج والغذاء اللازم»، وفق المرصد.

المصدر : القدس العربي