فلتان إدلب الأمني يدخل شهره السابع مخلفاً 380 شهيداً وصريعاً من مدنيين ومقاتلين اغتيلوا مع نحو 100 قتيل من الخلايا المنفذة للقتل

5

محافظة إدلب – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: لا يزال الفلتان الأمني يلقي بظلاله على المشهد المعتم في محافظة إدلب والأرياف التابعة لها، والخاضعة لسيطرة الفصائل الإسلامية والمقاتلة وهيئة تحرير الشام و”الجهاديين”، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان دخول الفلتان الأمني شهره السابع على التوالي، منذ تصاعده في الـ 26 من نيسان الفائت من العام الجاري 2018، كما رصد المرصد السوري مفارقة مهجر من الغوطة الشرقية للحياة، متأثرا بجراح أصيب بها، جراء تفجير بسيارة ضرب حي القصور بمدينة إدلب ضمن منطقة تواجد للمقاتلين الأوزبك والتركستان من مقرات ومنازل، في الـ 21 من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، ليرتفع إلى 380 شخصاً على الأقل، عدد من اغتيلوا في أرياف إدلب وحلب وحماة، منذ الـ 26 من نيسان / أبريل الفائت من العام الجاري 2018، هم زوجة قيادي أوزبكي وطفل آخر كان برفقتها، إضافة إلى 87 مدنياً بينهم 13 طفلاً و6 مواطنات، عدد من اغتيلوا من خلال تفجير مفخخات وتفجير عبوات ناسفة وإطلاق نار واختطاف وقتل ومن ثم رمي الجثث في مناطق منعزلة، و249 عنصراً ومقاتلاً من الجنسية السورية ينتمون إلى هيئة تحرير الشام وفيلق الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية وجيش العزة وفصائل أخرى عاملة في إدلب، و42 مقاتلاً من جنسيات صومالية وأوزبكية وآسيوية وقوقازية وخليجية وأردنية وتركية، اغتيلوا بالطرق ذاتها، كذلك فإن محاولات الاغتيال تسببت بإصابة عشرات الأشخاص بجراح متفاوتة الخطورة، بينما عمدت الفصائل لتكثيف مداهماتها وعملياتها ضد خلايا نائمة اتهمتها بالتبعية لتنظيم “الدولة الإسلامية”.

فيما كان رصد المرصد السوري وثق من عناصر التنظيم والخلايا النائمة 102 على الأقل ممن قتلوا منذ نهاية نيسان / أبريل من العام الجاري 2018، من جنسيات سورية وعراقية وأخرى غير سورية، من ضمنهم 44 على الأقل جرى إعدامهم عبر ذبحهم أو إطلاق النار عليهم بشكل مباشر بعد أسرهم، فيما قتل البقية خلال عمليات المداهمة وتبادل إطلاق النار بين هذه الخلايا وعناصر الهيئة في مناطق سلقين وسرمين وسهل الروج وعدد من المناطق الأخرى في الريف الإدلبي، وكانت حملات الاعتقال طالت عشرات الأشخاص بهذه التهم، والتي تخللتها اشتباكات عنيفة في بعض الأحيان بين عناصر من هذه الخلايا وعناصر الهيئة، بالإضافة للإعدامات التي كانت تنفذ بشكل مباشر، أو عمليات الاستهداف الجماعي لمواقع ومقار لهذه الخلايا، وتعد هذه أول عملية إعدام تجري ضمن المنطقة الروسية – التركية منزوعة السلاح، والتي جرى تحديدها في اتفاق روسي – تركي مؤخراً.

الجهات الأمنية في هيئة تحرير الشام أو الفصائل المقاتلة والإسلامية من جنسيات سورية وغير سورية، أخفقت بشكل متكرر في ضبط الفلتان الأمني هذا، فعلى الرغم من الحملات الأمنية التي أسفرت عن اعتقال خلايا تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية”، وخلايا أخرى مسؤولة عن عمليات الاختطاف ومحاولات القتل والاغتيالات، إلا أن هذه الحملات لم تتمكن من التوصل لأية نتائج كاملة، بل بقيت الخلايا تصول وتجول داخل المناطق التي أحدثت انفلاتاً في أمنها، كما تعمدت الخلايا لتقليل نشاطها مع كل حملة عسكرية، ومعاودة النشاط مع الانتهاء من الحملة من قبل الجهات المناط بها مسؤولية أمن محافظة إدلب ومحيطها، فيما نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان ليل أمس الأول 26 تشرين الأول / أكتوبر الجاري أنه تتواصل عمليات الفلتان الأمني في محافظة إدلب والأرياف المتصلة من المحافظات المجاورة، ورصد المرصد السوري انفجار عبوة ناسفة في بلدة الدانا الواقعة في الريف الشمالي لإدلب، بالقرب من الحدود السورية – التركية، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، كما أن مسلحين مجهولين اغتالوا قيادياً ميدانياً في صفوف هيئة تحرير الشام من جنسية خليجية يرجح أنها قطرية، مع مرافقه عبر استهدافهما من قبل مسلحين مجهولين بإلقاء قنبلة على منزله في منطقة المهندسين بالضواحي الغربية لمدينة حلب، فيما عثر على جثة شخص مقتولاً وملقاة جثته بين قريتي العنكاوي والطنجرة في الريف الشمالي الغربي لحماة.