فيروس “كورونا” يتفشى في شمال غرب سورية.. والمنظمات الطبية تدق ناقوس الخطر
يتخوف المدنيون من الأرقام التي تصدر عن السلطات الصحية في شمال شرق سورية، حيث شهدت الآونة الأخيرة تزايداً متسارعاً في أعداد المصابين بفيروس كورونا في مناطق إدلب وريفها وريف حلب، وسط ضعف في الإمكانيات الطبية وعدم إمكانية تطبيق خطوات الوقاية والتباعد الاجتماعي بسبب الكثافة السكانية في مخيمات النزوح، ما دفع العديد من المنظمات لإطلاق تحذيرات للمدنيين لأخذ تدابير الوقاية من انتشار الفيروس والكارثة.
وأصدرت مديرية صحة إدلب التابعة لـ”حكومة الإنقاذ” بالتشارك مع 21 منظمة بياناً في 6 أيلول/ سبتمبر الجاري أعلنت فيه عن عدم توفر أسرة جديدة في مراكز العزل الصحي، وأن المنطقة تشهد تزايداً كبيراً في أعداد المصابين بفيروس كورونا المتحول الجديد “دلتا” الذي يعد أشد خطورة من كورونا، بسبب سرعة انتشاره بحسب ما جاء في البيان، وناشد البيان جميع سكان المناطق بضرورة أخذ الأمر على محمل الجد والابتعاد عن أماكن الازدحام مثل صالات الأفراح وبيوت العزاء والولائم.
كما عبرت المديرية والمنظمات عن خشيتها من وصول الأوضاع الصحية لحد العجز التام في جميع المشافي والمراكز الصحية في حال استمرار وتيرة الإصابات، وأن تصبح المديرية وجميع منشآتها الصحية غير قادرة على استيعاب المزيد من أعداد المصابين.
بدورها أعلنت “حكومة الإنقاذ” قراراً يقضي بإغلاق جميع مرافق الحياة العامة في منطقة حارم، وجاء في القرار الذي صدر بتاريخ 6 أيلول/ سبتمبر الجاري، أنه وحرصاً على سلامة المدنيين وبسبب تزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا، يقرر إغلاق جميع صالات الأفراح وصالات الألعاب الجماعية، وإغلاق جميع المسابح والملاعب والصالات الرياضية، كما شمل القرار أيضاً إغلاق مدن الألعاب والملاهي ومعاهد رياض الأطفال، وبحسب القرار فإنه سيستمر الإغلاق حتى تاريخ يوم الأحد الواقع في 12 أيلول/ سبتمبر الجاري 2021، مع إمكانية تمديد المدة في حال لزم الأمر.
وبدأ تصاعد أعداد الإصابات بفيروس كورونا خلال الأيام القليلة الماضية من بلدة كفرتخاريم في ريف إدلب الشمالي، حيث شهدت المدينة تزايداً يومياً في أعداد المصابين بفيروس كورونا، وسط مناشدة من السكان للسلطات الصحية بضرورة مواجهة الفيروس المنتشر في البلدة
وفي آخر إحصائية لأعداد المصابين وحالات الشفاء والوفيات الصادرة عن “مديرية صحة إدلب” في 7 أيلول/ سبتمبر الجاري، فقد وصل عدد المصابين نحو 44740 حالة إصابة، كما وصل عدد حالات الشفاء 25761 حالة شفاء، أما عدد الوفيات المسجلة بسبب فيروس كورونا فقد وصل لنحو 804 وفاة.
وفي شهادته لـ “المرصد السوري” يتحدث(م.أ) وهو نازح من منطقة ريف حماة الغربي ويقطن في مدينة كفرتخاريم في ريف إدلب الشمالي قائلاً، أنه ورغم تزايد أعداد المصابين في المدينة وإعلان المشافي والمراكز فيها عجزها عن استقبال المزيد من الإصابات، إلا أن الحياة العامة تبدو طبيعية ولايوجد هناك اهتمام بالغ من قبل المدنيين بمخاطر الفيروس، غير أن “المجلس المحلي” في المدينة أعلن عن إغلاق الأسواق الشعبية التي تعج بالزوار يومي الخميس والأحد.
مضيفاً، بأن حركة المدنيين في الشوارع لاتزال طبيعية جداً ولا يوجد هناك التزام بتدابير الوقاية والتباعد الاجتماعي، بسبب حاجة آلاف النازحين فيها للخروج من أجل العمل بسبب تردي أوضاعهم المعيشية، لكن هناك نسبة قليلة من المدنيين يلجأون للتقليل من أوقات خروجهم من المنزل فيقضون حاجتهم بأقصى سرعة ممكنة، ثم يعودون لمنازلهم.
كما أن هناك أيضاً نسبة قليلة جداً يلتزمون بارتداء الكمامة.
ويشير (م.أ) أن هناك مسؤولية تقع على عاتق الجهات المسؤولة في تأمين حياة أفضل للمدنيين حتى يتمكنوا من الالتزام في منازلهم.
يجدر الذكر أن المنشآت الصحية في إدلب تلقت دفعات من لقاح “كورونا” كان آخرها الدفعة الثالثة بتاريخ 3 أيلول/ سبتمبر الجاري، حيث تسلمت “مديرية صحة إدلب” 358 ألف و 800 جرعة من لقاح”سينوفاك” الصيني المضاد لفيروس”كورونا” عن طريق برنامج” كوفاكس” التابع لمنظمة الصحة العالمية.