في استمرار لاختلاق الأكاذيب وتزييف الحقائق…روسيا تحول كلور تنقية المياه ومعالجتها إلى “أسلحة كيميائية” في إدلب

31

تواصل روسيا إطلاق الأكاذيب التي تختلقها، عبر أجهزتها الإعلامية ووزارة دفاعها، بهدف تبرير العملية العسكرية التي تتحضر لها قوات النظام منذ أسابيع، عبر استقدام الآلاف من عناصرها ومئات المدرعات والعربات والآليات والذخائر، مع تحصين الجبهات وخطوط التماس، في ترقب لساعة إعلان المعركة التي تتصاعد الترجيحات باقتراب ساعة انطلاقها، وتسببت هذه التحضيرات في ازدياد المخاوف لدى المدنيين، من عملية عسكرية شرسة ضد محافظة إدلب، والتي ستترافق مع غارات جوية وقصف بري عنيفين، قد يتسببان بمجازر كبيرة نتيجة العمليات العسكرية الكبيرة التي يجري الإعداد لها.

اختلاق التبريرات، من قبل روسيا، حول نقل مادة الكلور تحضيراً لهجوم كيميائي، يأتي في إطار الانقلاب على عهودها ضمن الأراضي السورية، إذ مع استمرار الهدنة التركية – الروسية المخترقة منذ يومها الأول في الـ 15 من آب / أغسطس من العام الجاري 2018، من قبل قوات النظام، عبر قصف مدفعي وصاروخي وجوي خلف شهداء وجرحى، في مناطق سريان الهدنة بمحافظات حلب وإدلب واللاذقية وحماة، وعلى الرغم أن القوات الروسية لم تتمكن من ضبط النظام المؤتمر بأمرها، إلا أن عدم ضبطها كان يتوازى في الوقت ذاته، مع جهود روسية ماراثونية، لتحضير ادعاءات تبرر الهجوم الذي لم تتوقف قوات النظام للتحضير له، عبر استقدام آليات ومدرعات وعربات وعتاد وذخيرة، وتجهيز طائراتها الحربية والمروحية ومطاراتها، واستقدام آلاف الجنود والعناصر من قواتها والمسلحين الموالين لها، إلى أن وصل الأمر إلى نقل المجندين حديثاً من غوطة دمشق الشرقية ومحافظة درعا، إلى جبهات التماس وخطوط القتال مع الفصائل المقاتلة والإسلامية وهيئة تحرير الشام والفصائل التي تضم في غالبيتها مقاتلين غير سوريين، كما جرت عمليات نقل أكثر من 600 من مقاتلي الفصائل إلى هذه الجبهات.

المصادر الموثوقة كانت أكدت للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن شحنات الكلور التي تتحدث عنها روسيا، إنما هي شحنات يجري إرسالها بشكل دوري إلى محطات تصفية المياه ومحطات الضخ، لتعقيم المياه، إذ أن منظمة دولية مسؤولة عن مياه الشرب في محافظة إدلب، قدمت خلال حزيران / يونيو الفائت من العام الجاري 2018، 11 برميلاً من مادة الكلور، إلى محطات تصفية المياه وضخها، كما وزعت دفعات سابقة بعدد أقل إلى المحطات ذاتها، ويجري استيراد الكلو المخصص لتصفية المياه، من تركيا عن طريق معبر باب الهوى الحدودي، في حين أن المحطات الخارجة عن دعم هذه المنظمة، يجري تقديم الكلور الجاف لها من قبل منظمة اليونيسيف، ومثال عليها محطات مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، والتابعة لمؤسسة المياه في حكومة الإنقاذ الوطني، كذلك كان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر عن قيام قوات النظام، بعد استقدامها التعزيزات العسكرية، إلى مرتفعات خاضعة لسيطرتها في جبال اللاذقية، بعمليات تحصين مواقع وتدشيم لمزيد من النقاط، بالتزامن مع عمليات تحصين مواقع وانتشارها في مناطق سيطرتها بريف إدلب بعد الاستقدامات الكبيرة التي استقدمتها في إطار التحضير لمعركة إدلب الكبرى.