في الذكرى السادسة لانطلاق عملية غضب الفرات بالرقة …هل انتهى التنظيم بشكل كامل

17

يصادف اليوم  السادس من حزيران، إنطلاق عملية “غضب الفرات ” و تحرير الرقة عاصمة تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا والعراق التي قادتها  قوات سوريا الديمقراطية وبدعم من التحالف الدولي.

الرقة المدينة التي شهد سكانها أبشع جرائم من قبل التنظيم على مدار أربعة أعوام من السيطرة.
وبعد فشل التنظيم في السيطرة على مدينة كوباني وكسر الهجوم من قبل وحدات حماية الشعب والمرأة بدأت تلك القوات بالزحف نحو الرقة، انطلاقا من ريفها الشمالي والغربي والشرقي، بعد انضمام ألوية عسكرية، وتطوع المئات من أبناء الرقة. وخاضت معارك ضارية مع التنظيم في عاصمته المزعومة خلفت عشرات القتلى و دمار كبير بالبنية التحتية للمدينة وعاد دوران الحياة بعد طرد التنظيم وإنشاء الإدارة المدنية وبدأت تعود الحياة مرة أخرى للمدينة
وتحدث محمود حبيب الناطق باسم قوات الشمال الديمقراطي المنضوي ضمن صفوف قوات سوريا الديمقراطية للمرصد السوري :
بعد سيطرة التنظيم على مناطق واسعة من شرق الفرات وصلت إلى مدينة كوباني واستطاعت احتلال أجزاء كبيرة منها إلا أن المقاومة الشرسة التي واجهت التنظيم أجبرته على التراجع وبدأت من تلك المدينة عمليات التحرير وتساقطت مواقع التنظيم أمام ضربات المقاتلين الذين شكلوا فيما بعد قوات سورية الديمقراطية وساندهم في ذلك قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وكان الإجرام والعنف والظلم أهم الدوافع لبدء عمليات التحرير.
في تلك الأثناء كانت الرقة مركز قيادات التنظيم و عاصمة الخلافة المزعومة و كان تراجعه من كوباني عين عيسى الطبقة منبج والكثير من البلدات و القرى ينتهي في الرقة حيث ضمت الآف من العناصر و قيادات الصف الأول الذين جعلوا من المدينة وسكانها رهائن و دروع بشرية وبذلك جعلوا مهمة تحرير المدينة أمرا صعبا على قسد و التحالف الدولي
ويضيف “حبيب ” بدء تحرير الرقة في يوم 6/6/2017 وكان الهجوم البري من ثلاث محاور المحور الشرقي و كانت القوات قادمة من مدينة الحسكة والمحور الغربي و استخدمت القوات طريق الطبقة المنصورة والمحور الثالث من شمال غرب واستخدمت القوات طريق عين عيسى تل السمن ترافق ذلك مع ضربات مركزة من طيران التحالف الذي استخدم أيضا الطيران المسير لرصد مواقع وتحركات التنظيم وأدى زيادة الضغط على محاور القتال لإجبار التنظيم على فتح ممر آمن للمدنيين وكانت قواتنا تستقبل هؤلاء المدنيين وتأمن لهم الاحتياجات الأولية وتنقلهم إلى أماكن آمنة وفي النهاية وبعد اشتباكات مباشرة مع عناصر التنظيم و خصوصا في الأحياء الشمالية الغربية والغربية والجنوبية من المدينة وقتل الكثير من عناصر التنظيم واعتقال الآلاف منهم تم تحرير الرقة في الشهر العاشر من عام 2017
وعودة على موضوع داعش يقول “حبيب ” :
لا تزال مدينة الرقة و أريافها تعاني من ضربات هنا وهناك لخلايا التنظيم و لكن بعد الخبرة الطويلة في مواجهة عصابات داعش التي اكتسبتها القوات العسكرية والأمنية فإن عمليات الملاحقة لخلايا التنظيم تحد كثيرا من أضرار تلك العصابة بعد أن جعلت من المقرات الأمنية وسجون عناصر التنظيم أهداف لها للقضاء على هذه العصابات نهائيا يجد توحيد الجهود المحلية و الإقليمية و الدولية في مواجهتها ليتحقق الأمن و السلم لهذه المنطقة.

بدوره تحدث الناشط من مدينة الرقة “أسامة ابوعدي” للمرصد السوري قائلاً:
عانى الأهالي مابعد حملة “غضب الفرات” ضد التنظيم، حيث بقيت الألغام التي خلفها التنظيم تحصد أرواح العائدين إلى منازلهم، بالإضافة إلى مقابر جماعية، ومختطفين ومعتقلين، أما بالنسبة للبنية التحتية فقد كانت الرقة شبه مدمرة من الناحية الطبية والتربوية والمنشآت التي حولهم التنظيم لسجون ومصانع للتفخيخ وصناعة المتفجرات.
يضيف أسامة : بدأت المؤسسات المدنية والمنظمات الدولية بالعمل على إعادة الإعمار من جميع الجوانب “المدارس، المستشفيات، الطرق، الجسور،” وتم إنشاء مخيمات للنازحين الفارين من ويلات الحرب من مناطق سورية “إدلب، حلب، حماه، حمص، ديرالزور” كون الرقة كانت الأفضل حالا بعد إعادة افتتاح الأسواق خلال الأعوام 2018-2019- وانطلاق الحركة العمرانية من قبل السكان المحليين وتوفير فرص عمل سواءً بالمؤسسات الرسمية أو بالمنظمات.
بالعودة للواقع الخدمي، يقول أسامة : تم تشكيل مجالس شعب وبلدية ونقابات ومنظمات للمجتمع المدني مثل إتحاد الفلاحين، وإتحاد العمال، وتم إعادة تأهيل مشاريع الري واستصلاح الأراضي عبر محطات مياه في الريف والمدينة، وتم إعادة بناء جسر الرقة القديم، ومركز الرقة للثقافة والفنون، وافتتاح أكثر من 40 مستوصف ومركز طبي مجاني، وتم إعادة تأسيس وتشكيل الأندية والفرق الرياضية وترميم الملعب الاسود وملعب الفرات وأندية تخصصية لألعاب القوى وكرة القدم والسلة والطائرة
وبعد مرور ستة أعوام على تحرير الرقة، تراجعت نسبة الخدمات بعد ظهور عدة أزمات منها أزمة الطرق والشوارع المحفرة، أزمة الخبز، واقع المخيمات الـ58 المنتشرة بالريف والمدينة، الكثافة السكانية الكبيرة من النازحين، وانتشار عمالة الأطفال والنساء والمخدرات القادمة من مناطق سيطرة النظام