في الذكرى 11 لمجزرة الغوطة الشرقية: أحلام قُصفت بغدر والقاتل دون عقاب
المرصد السوري لحقوق الإنسان يطالب بمحاسبة المجرمين والحفاظ على الإنسانية
بات شهر أغسطس عنوانا لفاجعة سورية، وألم مستمر فما دام المذنب حرا طليقا دون محاكمة لا يمكن أن يشفى أهالي الضحايا ويهدأ بالهم، 1400 ضحية لمئات العائلات التي ذاقت وجعا كانوا يرونه في الدراما التراجيدية، بعد أن تم قصفهم وهم نيام، يحلمون بغد أفضل فجرا بالأسلحة المحرمة دوليا وفق تقارير أممية.
فلتتصور أن يقطع حلم إنسان بانفجار يذيب جسمه ويدمر منزله ويقطع صوته من الحياة، في مأساة يشاهدها العالم عبر كل الشاشات فيعربد بالتنديد والتوعد بالمحاكمة والقصاص بالقانون ثم يصمت دون تحقيق ذلك…
في منطقة الغوطة الشرقية التي خرجت عن سيطرة النظام عام 2012، ما يزال الجرح مفتوحا وينزف، هناك حيث قتلت الأحلام بالسلاح الكيميائي من قبل نظام ضرب بعرض الحائط القرارات الدولية و مجلس الأمن الدولي بضوء أخضر من حلفائه محور الشر .
ينتظر السوريون الخلاص من نظام قتلهم وهجرهم وجوعهم واعتقلهم، من أجل بناء الوطن الذي كان الدم ثمنه..
وأكد يحيى مكتبي، الأمين العام الأسبق للائتلاف، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن مجزرة الكيماوي بالغوطة الشرقية التي راح ضحيتها أكثر من1400شخص من نساء وأطفال وشيوخ وآلاف المصابين الذين لازال البعض منهم يعاني من أثار تلك المجزرة المروعة، لافتا إلى أن تلك المأساة لم تكن الأولى والأخيرة بل كانت الأعنف.
واتهم نظام بشار الأسد بارتكاب مجازر بحق السوريين خاصة مع استمرار آفة الإفلات من العقاب التي شجعته ومن يدعمه على هذا الخراب، حيث ارتكب قرابة 217 مجزرة أغلبها استخدم فيها السلاح الكيماوي عدا عن المجازر التي كانت عن طريق الطيران الحربي وإلقاء البراميل المتفجّرة على رؤوس المدنيين الأبرياء.
وأفاد مكتبي بأن السوريين يعتبرون أن المحاسبة والرصاص لا يمكن أن تسقط بالتقادم إزاء الجرائم المرتكبة تجاه دولة وشعب هُجر وقتل واعتقل وهو يدافع عن حريته وكرامته.
وذكر بأن عديد المؤسسات السورية الحقوقية لديها ملفات لملاحقة مجرمي الحرب واتابعه لمقاضاة الأسد وكبار القيادات الأمنية التي تورطت في تقتيل الأبرياء ولطخت أياديها بدماء الأبرياء” مصرون كمعارضة على المضي في المصالحة ومحاسبة من قتل السوريين بدم بارد ولن نتوانى عن الدفاع عن ثورتنا وشعبنا، مهما طال الوقت سنواصل المقاومة من أجل بلد موحد وديمقراطي يلاحق فيه المجرم و لا يفلت من العقاب”.
وأشار محدثنا إلى أنه لا يمكن تحقيق العدالة الانتقالية دون محاكمة الأسد ونظامه الإجرامي.
وقال محسن حزام، القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سوريا، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن مجزرة الغوطة الشرقية ليست المجزرة الأولى بحق الشعب السوري وراح ضحية نختلف المجازر مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء، لكن مجزرة الغوطة التي حدثت بتاريخ 21/8/2013 كان لها وقع خاص في الحرب الدائرة لأن النظام أستخدم فيها قذائف محملة برؤوس كيماوية لغاز الأعصاب ” السارين ” المحرمة دوليا بعد حصار خانق على المنطقة تسبب حينها في أزمة إنسانية خطيرة، لافتا إلى أن هذه المجزرة التي حصدت المئات من الأرواح خنقا من تأثير الغازات السامة بلغ عدد ضحاياها 1450 شخص بينهم نساء وأطفال من أصل 3600 مصاب، “تعتبر جريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي”.
وأضاف” المجرم الحقيقي في هذه المجزرة أفلت من العقاب كل هذا الوقت، بمساعدة الحليف الروسي الذي نفى عنه أمام مجلس الأمن امتلاكه السلاح الكيماوي، علما ان شهادات الأطباء أكدت أن سبب الاختناق هو استخدام غازات سامة، بالإضافة لشهادة المراقبين الدوليين الذي أكدوا أن النظام هو الذي استخدم هذا الغاز”.
واعتبر أن اليوم بعد أكثر من ثلاثة عشر ونصف على التغريبة السورية لازال النظام يتربع على حطام سورية التي تقاسمها التدخل الخارجي وانتهكت سيادتها ، ولم تتدخل المؤسسات الدولية المفروض عليها العطالة لكي تحافظ على الأمن والسلم الدوليين ومحاسبة ومتابعة المجرمين الذين تلوثت أيديهم بدماء السوريين، لذلك أصبحت شريك وشاهد زور في هذه الإنتهاكات.
لكن لن يموت حق ووراءه مطالب لأن هذا الحق لا يموت بالتقادم ،بالإضافة لإنصاف من تضرروا في ذلك.
وأكد رامز السيد، عضو المكتب السياسي ومدير مكتب فرنسا تيار التغيير الوطني السوري، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الانسان، أن إحدى عشر عاماً مرت على أبشع جريمة يشهدها التاريخ منذ الحرب العالمية الثانية ، تمثلت بقيام مجرمٍ يعتلي سدة الحكم في بلدٍ هو عضو مؤسس في مجلس الأمن بإعادة شعبه أمام العالم دون خوف.
وأفاد بأن الأسد الذي جاء إلى عرش السلطة بتوريث يخرق جميع دساتير الدول ذات النظام الجمهوري ، ضرب بحذائه أفواه جميع الدول التي سكتت عن جرائمه بشتى أنواع أسلحة وكللها في 21 أغسطس بإبادة شعبه بالسلاح الكيماوي لمطالبته بالحرية والكرامة أمام مسمع ومرأى العالم أجمع وكأن المجتمع الدولي أخرس أو أعمى.
وأضاف” نعم لقد مضى عقدٌ وعام على مجزرة بشرية مات بها أطفال سوريا خنقاً بغاز السارين وقد عجز العالم بأسره على محاسبة هذا المجرم أو حتى توجيه الاتهام له لأسباب يجهلها ذوي الضحايا و الشعب السوري بأكمله .
وأشار إلى أنه برغم التنكيل والقتل أشعل الشعب السوري البطل ثورة الكرامة التي لن تتوقف ولن تتراجع حتى يُساق المجرم الذي أزهق الأرواح خنقاً إلى محاكم الثورة العادلة،” سيبقى الشعب السوري البطل يتذكر صباحاً مظلماً كان قبل احدى عشر عاماً ودّع أطفاله الذي لم يروا نور الحياة من بعدها لأن النظام السوري المجرم قد خنقهم بغاز السارين ، في مجزرة مروعة سيتذكرها السوريون جيداً ويتذكرون معها مجازراً مشابهة تمت إبادتهم بها بأسلحة مختلفة كالفوسفور والنابالم والصواريخ الفراغية والانشطارية المحرمة دولياً ، وسيتذكر السوريون جيداً كمية العار التي وسمت بها أوجه الدول أيدت القاتل وناصرته ودعمته حتى يقضي على أعظم ثورة عرفها التاريخ ولكنهم سيفشلون حتماً فلا فناء لثائر”.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، يطالب بمحاسبة مرتكبي المجزرة التي لم تكن مجرد حدث تاريخي، بل هي تذكير دائم، بضرورة الوقوف في وجه الظلم والحفاظ على إنسانيتنا .