في الوقت الذي تتحرك إيران وميليشياتها في الظل.. القوات الأمريكية تعزز وجودها علناً في سوريا

200

تواصل الميليشيات الإيرانية في سوريا تحركاتها العسكرية بسرية تامة، مستخدمة الأنفاق والتخفي الدائم لتفادي الاستهدافات الجوية الأمريكية والإسرائيلية. تستمر عمليات نقل الأسلحة بين العراق وسوريا عبر أنفاق تحت الأرض، خاصة في منطقة البوكمال على الحدود العراقية-السورية، حيث تم الانتهاء مؤخراً من حفر نفق طويل يسمح بنقل الأسلحة بعيداً عن أعين الطائرات المسيّرة. هذه التحركات تشمل تغيير مستمر للمقرات العسكرية ومحاولات التخفي الدائمة وتقييد حرية تنقل عناصرها وقياداتها وإعادة الانتشار والتموضع، وتوجيهات صارمة لعناصرها بتجنب استخدام أجهزة الاتصال لتفادي التعقب، في حين تُفرض إجراءات احترازية إضافية على سائقي الشاحنات لتجنب أي انفجارات تؤدي إلى خسائر بشرية.

وبالرغم من جميع هذه الاحتياطات، تظل الميليشيات الإيرانية عرضة لضربات الطائرات المسيّرة، حيث تم استهداف شاحنة تابعة لها في 5 أيلول الجاري بالقرب من مدينة البوكمال، مما أسفر عن مقتل 3 أشخاص بينهم طفل.

على الجانب الآخر، تتحرك القوات الأمريكية في سوريا علناً وبشكل واضح. فهي تستمر في تدريب قواتها وقوات سوريا الديمقراطية في قواعد عسكرية منتشرة بريف دير الزور والحسكة. التدريبات تشمل التصدي للهجمات بواسطة الطائرات المسيّرة، وتتم بمشاركة طائرات مروحية وحربية.

بالإضافة إلى ذلك، تعزز الولايات المتحدة قواتها بالأسلحة والجنود بشكل علني من خلال شاحنات تدخل عبر المعابر الحدودية كمعبر الوليد أو عبر طائرات شحن تهبط في القواعد العسكرية، مثل قاعدة “خراب الجير” في الحسكة.

وكان من أبرز تلك التعزيزات الجوية إلى قاعدة “خراب الجير”.

– 5 أيلول، هبطت طائرة شحن أمريكية في قاعدة “خراب الجير” بريف رميلان شمال الحسكة، محملة بمعدات عسكرية ولوجستية قادمة من العراق.

– 14 أيلول، استقدمت قوات “التحالف الدولي” تعزيزات عسكرية ولوجستية عبر طائرة شحن قادمة من العراق إلى قاعدة “خراب الجير”.

– 18 أيلول، هبطت طائرتان شحن تابعتان لقوات “التحالف الدولي” في قاعدة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي، محملتين بمعدات عسكرية ولوجستية.

– 21 أيلول، هبطت طائرتا شحن عسكريتان لقوات “التحالف الدولي” في قاعدة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي، قادمتين من الأجواء العراقية، وتحملان معدات عسكرية ولوجستية.

وبينما تستمر التحركات الأمريكية بوضوح وعلنية إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية في مناطق دير الزور، تظل تحركات إيران وميليشياتها قيد السرية وتحت الأرض، وسط حالة من القلق والارتباك المستمر.