في ثاني استهداف يطال مدينة إدلب خلال 12 يوماً… تفجير انتحاري يضرب مبنى تابعة لحكومة الإنقاذ الوطني في مدينة إدلب ويخلف خسائر بشرية
محافظة إدلب – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: سمع دوي انفجار شديد في مدينة إدلب، ناجم عن تفجير عند مبنى “رئاسة وزراء حكومة الإنقاذ الوطني” بالقرب من مسجد الروضة في المدينة، وأكدت مصادر متقاطعة للمرصد السوري أن التفجير ناجم عن تفجير امرأة لنفسها في المنطقة، بعد حدوث إطلاق نار في المنطقة قالت المصادر أنه بين الامرأة الانتحارية وحرس المبنى، الأمر الذي تسبب بسقوط خسائر بشرية، حيث يعاني بعض الجرحى من حالات خطرة، وسط ترجيح بتسبب التفجير في قتل أشخاص كانوا بمكان التفجير، ويعد هذا ثاني تفجير يضرب مدينة إدلب خلال 12 يوماً، بعد التفجير السابق في الـ 18 من يناير الجاري، فيما نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ 27 من شهر كانون الثاني/ يناير الجاري أنه استكمل تصاعد عمليات الاغتيال شهره التاسع على التوالي، إذ عانت محافظة إدلب ومناطق محيطة بها من الشمال السوري، خلال هذه الفترة منذ الـ 26 من نيسان / أبريل من العام 2018، وحتى اليوم الـ 27 من كانون الثاني / يناير من العام ذاته، من عمليات اغتيال تصاعدت بشكل تدريجي ومتفاوت، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان مئات الاغتيالات والمئات من محاولات القتل التي تنوعت أساليبها، من استهداف بإطلاق نار أو خطف وقتل أو خنق أو تفجير عبوات ناسفة أو تفجير مفخخات، لحين وصولها لعمليات الطعن بآلات حادة، ضمن محافظة إدلب ومحيطها، ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل الإسلامية والمقاتلة و”الجهادية”، ورصد المرصد السوري آخر مفرزات الفلتان الأمني هذا، اليوم الأحد الـ 27 من كانون الثاني / يناير من العام الجاري 2019، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مفارقة رجل للحياة في مدينة إدلب، وذلك أثناء مداهمة محله التجاري من قبل القوة الأمنية في المدينة، التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام، أثناء محاولة اعتقاله، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري من مصادر متقاطعة، أن الرجل يعمل في محاله التجاري أثناء مداهمة القوة الأمنية التابعة لهيئة تحرير الشام المحل، حيث قاوم الرجل محاولة الاعتقال، وحاول رمي قنبلة يدوية على الدورية، حيث سقطت من يده وانفجرت مباشرة ما أسفر عن مقتله على الفور
المرصد السوري لحقوق الإنسان وثق خلال 9 أشهر من العمليات متفاوتة العنف، اغتيال 449 عدد من اغتيلوا واستشهدوا وقضوا في أرياف إدلب وحلب وحماة، منذ الـ 26 من نيسان / أبريل الفائت من العام الجاري 2018، تاريخ بدء تصاعد الفلتان الأمني في المحافظة، هم زوجة قيادي أوزبكي وطفل آخر كان برفقتها، إضافة إلى 116 مدني بينهم 14 طفلاً و8 مواطنات، عدد من اغتيلوا من خلال تفجير مفخخات وتفجير عبوات ناسفة وإطلاق نار واختطاف وقتل ومن ثم رمي الجثث في مناطق منعزلة، و284 عنصراً ومقاتلاً من الجنسية السورية ينتمون إلى هيئة تحرير الشام وفيلق الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية وجيش العزة وفصائل أخرى عاملة في إدلب، و47 مقاتلاً من جنسيات صومالية وأوزبكية وآسيوية وقوقازية وخليجية وأردنية وتركية، اغتيلوا بالطرق ذاتها، كذلك فإن محاولات الاغتيال تسببت بإصابة عشرات الأشخاص بجراح متفاوتة الخطورة
كما وثق المرصد السوري 122 من عناصر الخلايا التابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” والخلايا الأخرى المسؤولة عن الاغتيالات، ممن قتلوا منذ نهاية نيسان / أبريل من العام 2018، من جنسيات سورية وعراقية وأخرى غير سورية، من ضمنهم 62 على الأقل جرى إعدامهم عبر ذبحهم أو إطلاق النار عليهم بشكل مباشر بعد أسرهم، فيما قتل البقية خلال عمليات المداهمة وتبادل إطلاق النار بين هذه الخلايا وعناصر الهيئة في مناطق سلقين وسرمين وسهل الروج وعدد من المناطق الأخرى في الريف الإدلبي، وكانت حملات الاعتقال طالت عشرات الأشخاص بهذه التهم، والتي تخللتها اشتباكات عنيفة في بعض الأحيان بين عناصر من هذه الخلايا وعناصر الهيئة، بالإضافة للإعدامات التي كانت تنفذ بشكل مباشر، أو عمليات الاستهداف الجماعي لمواقع ومقار لهذه الخلايا، وتعد هذه أول عملية إعدام تجري ضمن المنطقة الروسية – التركية منزوعة السلاح، والتي جرى تحديدها في اتفاق روسي – تركي مؤخراً
كما أن المرصد السوري رصد عجز الجهات الأمنية في هيئة تحرير الشام أو الفصائل المقاتلة والإسلامية من جنسيات سورية وغير سورية، لمرات متكررة على ضبط الفلتان الأمني هذا، فعلى الرغم من الحملات الأمنية التي أسفرت عن اعتقال خلايا تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية”، وخلايا أخرى مسؤولة عن عمليات الاختطاف ومحاولات القتل والاغتيالات، إلا أن هذه الحملات لم تتمكن من التوصل لأية نتائج كاملة، بل بقيت الخلايا تصول وتجول داخل المناطق التي أحدثت انفلاتاً في أمنها، كما تعمدت الخلايا لتقليل نشاطها مع كل حملة عسكرية، ومعاودة النشاط مع الانتهاء من الحملة من قبل الجهات المناط بها مسؤولية أمن محافظة إدلب ومحيطها.