في سعيه للَيِّ ذراع التحالف الدولي في المفاوضات…التنظيم يرسل إحدى مجموعاته لمهاجمة قاعدة حقل العمر والتحالف يقتل معظم المهاجمين

39

محافظة دير الزور – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات عنيفة جرت خلال ساعات الليلة الفائتة، في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن مجموعة من تنظيم “الدولة الإسلامية”، مؤلفة من 12 عنصراً، هاجمت مواقع لقوات سوريا الديمقراطية في محيط حقل العمر النفطي، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، منذ قبيل منتصف ليل أمس وحتى فجر اليوم السبت الـ 9 من شباط / فبراير الجاري، حيث تمكنت قوات قسد من صد الهجوم ومنعت التنظيم من التسلل إلى الحقل، فيما ترافقت الاشتباكات مع تحليق لطائرات التحالف الدولي في سماء المنطقة واستهدافها لمجموعة التنظيم المهاجمة، ما أدى لمقتل 10 عناصر من المجموعة، فيما تمكن اثنان آخران من الفرار، ويأتي هذا الهجوم ليرفع إلى 1279 عدد مقاتلي وقادة تنظيم “الدولة الإسلامية”، ممن قتلوا في القصف والاشتباكات والتفجيرات والغارات، في حين وثق المرصد السوري 678 عدد عناصر قوات سوريا الديمقراطية الذين قضوا منذ الـ 10 من أيلول / سبتمبر الفائت، بينما كان ارتفع إلى 401 بينهم 144 طفلاً و86 مواطنة، من ضمنهم 233 مواطناً سورياً بينهم 99 طفلاً و57 مواطنة من الجنسية السورية، عدد المدنيين الذين قضوا في القصف على جيب تنظيم “الدولة الإسلامية” منذ الـ 10 من أيلول / سبتمبر الفائت، فيما تسببت المعارك المتواصلة في سقوط مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين، كذلك كان رصد المرصد السوري إعدام تنظيم “الدولة الإسلامية” لأكثر من 713 معتقل لديه، ممن كانوا اعتقلوا بتهم مختلفة من ضمنهم أمنيين وعناصر في التنظيم حاولوا الانشقاق عنه والفرار من مناطق سيطرته، وجرت عمليات الإعدام داخل مقرات للتنظيم وفي معتقلات وضمن مناطق سيطرته التي انحسرت اليوم إلى بلدات الشعفة والسوسة والباغوز وقرى أبو الحسن والبوبدران والمراشدة والشجلة والكشمة والسافية وضاحية البوخاطر في شرق هجين، والممتدة على ضفاف الفرات الشرقية، مع الجيب الأخير له في باديتي حمص ودير الزور

كما يأتي هذا الهجوم بالتزامن مع المفاوضات الجارية بين التحالف الدولي وتنظيم “الدولة الإسلامية”، إذ أكدت المصادر الموثوقة أنه في الوقت الذي يعمد فيه التحالف الدولي للضغط على التنظيم وإثبات جديته في إنهاء التنظيم والقضاء عليه، يعمد الأخير لإثبات قدرته على الهجوم من خلال تنفيذ عمليات تستهدف قسد والتحالف في مواقع مهمة ضمن ريف دير الزور الشرقي، ونشر المرصد السوري صباح اليوم أنه لا تزال التحضيرات مستمرة في ريف دير الزور الشرقي تزامناً مع الهدوء الحذر الذي يفرض نفسه على المنطقة، وفي التفاصيل التي رصدها المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الهدوء الحذر يخيم على منطقة الجيب المتبقي لتنظيم “الدولة الإسلامية” عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، ضمن القطاع الشرقي من ريف دير الزور، بالتزامن مع المفاوضات المستمرة بين قيادة التنظيم المتواجدة في الجيب البالغ مساحته نحو 4 كلم مربع، وبين التحالف الدولي، للتوصل لتوافق حول استسلام قادة التنظيم أو خروجهم مع من تبقى من العوائل لوجهة غير معلومة إلى الآن، فيما رصد المرصد السوري تخلل الهدوء عمليات استهداف من قبل قوات التحالف وقوات سوريا الديمقراطية، جاءت بمثابة الضغط على التنظيم للقبول بأي توافق بأي صيغة، ولإثبات جدية التحالف وقسد من التحضيرات التي يجرونها في محيط الجيب المتبقي للتنظيم، للقضاء عليه بشكل كامل وإنهاء وجوده في شرق الفرات، إذ أنه في حال خسارة التنظيم للجيب واستسلامه، لن يتبقى له كمنطقة سيطرة ضمن الأراضي السورية سوى جيب بمساحة نحو 4000 كلم مربع في البادية السورية ضمن شمال حمص وأطراف محافظة دير الزور، إضافة لتواجده على شكل خلايا نائمة ونشطة في شرق الفرات ومناطق أخرى من الأراضي السورية.

ونشر المرصد السوري أمس الجمعة الـ 8 من فبراير الجاري، أن 16 شخصاً من جنسيات مختلفة، تمكنوا من الخروج من الجيب المتبقي لتنظيم “الدولة الإسلامية”، والوصول إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وعلم المرصد السوري أن 12 رجلاً و4 نساء هن زوجات لعناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” من الجنسيتين الروسية والأوزبكية، خرجوا من الـ 4 كلم مربع الأخيرة المتبقية للتنظيم، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، وتعد هذه أول دفعة تتمكن من الخروج منذ آخر دفعة خرجت قبل نحو 48 ساعة من الآن، ليرتفع إلى 37101 منذ الأول من ديسمبر الفائت وحتى السادس من شباط / فبراير الجاري، من جنسيات مختلفة سورية وعراقية وروسية وصومالية وفلبينية وغيرها من الجنسيات الآسيوية منذ مطلع شهر كانون الأول / ديسمبر من العام 2018، من بينهم أكثر من 35051 خرجوا من جيب التنظيم منذ قرار الرئيس الأمريكي ترامب بالانسحاب من سوريا في الـ 19 من ديسمبر من العام 2018، من ضمنهم نحو 3400 عنصر من تنظيم “الدولة الإسلامية”، القسم الغالب منهم من الجنسية العراقية، ممن جرى اعتقالهم من ضمن النازحين، بعد تعرف السكان عليهم وإبلاغ القوات الأمنية بتسللهم، والقسم الآخر سلم نفسه بعد تمكنه من الخروج من الجيب الأخير للتنظيم

كما نشر المرصد السوري أمس أنه لا يزال الترقب جارياً لفتح الممر الذي وعد تنظيم “الدولة الإسلامية” به للمدنيين والمقاتلين في الجيب الأخير المتبقي له، حيث أكدت الموثوقة للمرصد السوري أن التنظيم وعد المدنيين بفتح ممر آمن لهم خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة، كما أن المرصد السوري نشر أمس الخميس الـ 7 من شباط / فبراير من العام الجاري، أنه لم يكتفِ الحصار وانقطاع سبل الخروج مما تبقى لتنظيم “الدولة الإسلامية” في شرق الفرات، بزيادة مأساة من تبقى من مدنيين، حتى جاء الجوع وارتفاع الأسعار ليزيد من طينة المأساة هذه بلة، إذ حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان من مصادر أهلية داخل ما تبقى من مناطق للتنظيم والمقدر مساحتها بنحو 4 كلم مربع، أن المنطقة تشهد ارتفاعاً كبيراً في أسعار ما تبقى من مواد غذائية داخل الجيب المحاصر، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، إذ بلغت أسعار السكر أكثر من 10 آلاف ليرة سورية للكيلوغرام الواحد، فيما وصل سعر الكيلو غرام الواحد من مادة الأرز إلى 18 ألف ليرة سورية، وسط ضعف القدرة الشرائية لدى من تبقى، حيث لا يملك الكثير ممن تبقوا المال لشرائ علبة حليب أو طعام لهم ولأطفالهم المحاصرين معه، في الوقت الذي تصل فيه أسعار التهريب إلى مبالغ كبيرة تراوحت بين 1500 و3000 دولار أمريكي، على الشخص الواحد لإخراجهم من الجيب، وف بعض الأحيان تصل المبالغ لأكثر من 10 آلاف دولار للأجانب الراغبين بالخروج من الجيب، لإيصالهم عبر طرق التهريب إلى منطقة البصيرة، عبر طرق من البادية لا يتواجد فيها عناصر قوات سوريا الديمقراطية، بينما يزيد المأساة اتخاذ من تبقى من قادة وعناصر في تنظيم “الدولة الإسلامية” للمدنيين دروعاً بشرية، بغية عدم قصفهم من قبل التحالف الدولي الذي يتحضر مع قوات سوريا الديمقراطية لإنهاء وجود التنظيم في المنطقة بشكل كامل خلال الأيام المقبلة، وأكدت المصادر الموثوقة من داخل الجيب للتنظيم أن طريق التهريب طويل فضلاً عن الأحوال الجوية السيئة، كما تعمد القوات المنتشرة في محيط الجيب لاستهداف أي تحرك من داخل الجيب نحو خارجه، حيث أن بعض العوائل اضطرت للعودة إلى الجيب نتيجة استهدافهم، كما فقدت هذه العوائل المبالغ المالية التي كانوا رصدوها لدفعها للمهربين عند إيصالهم إلى الوجهة التي يقصدونها ما يحتم عليهم مصيراً مجهولاً، وطالب السكان عبر المرصد السوري التحالف الدولي وقسد بفتح الطريق أمام الخارجين للوصول إلى المناطق التي يريدون الخروج لها ومن ثم التأكد من هويتهم وانتماءاتهم، حيث أكدوا للمرصد السوري مأساوية الأوضاع وسط مخاوف على حياتهم من قصف للتحالف أو للقوات المحيطة بالمنطقة، كما أن المصادر الموثوقة عادت للتأكيد للمرصد السوري أن عشرات الأطفال والنساء والمسنين، أصيبوا بأمراض نتيجة سوء المعيشة والنقص الحاد في الأدوية والأغذية وارتفاع أسعار الموجود منها، فضلاً عن انعدام الرعاية الطبية، ومحاولة التنظيم إبقاء المؤونة لنفسه وعدم تزويد من يتخذهم دروعاً بشرية بها، كما أن المرصد السوري رصد خلال الأيام والأسابيع الأخيرة تصاعداً في أعداد الوفيات نتيجة مفارقة مزيد من المواطنين الحياة جراء تردي حالتهم الصحية خلال فترة انتظارهم للعبور والإيصال إلى مخيم الهول، وبعضهم يخرج من الجيب بحالات صحية سيئة، فيما وثق المرصد السوري ارتفاع أعداد من قضوا وفارقوا الحياة في مخيم الهول وعلى طريق الموت الواصل إليه، بما لا يقل عن 28 حالة نتيجة البرد والأمراض التي أصيبوا بها والحالة الصحية المتردية ونقص الأدوية والعلاج اللازم خلال عملية التنقل والخروج من جيب التنظيم عند ضفة الفرات الشرقية بريف دير الزور الشرقي، لحين وصولهم إلى مخيم الهول، حيث فارق البعض الحياة مع خروجه من الجيب والبعض الآخر فارق الحياة في الطريق إلى المخيم، في حين من بين المجموع العام 9 فارقوا الحياة جراء أوضاع صحية صعبة عانوا منها داخل مخيم الهول فيما البقية فارقوا الحياة على الطريق وخلال خروجهم من الجيب