قائد «جيش المغاوير» في التنف: سيرتكب النظام السوري سوء تقدير إذا هاجمنا
شدد العقيد مهند الطلاع القائد العام لجيش مغاوير الثورة التابع للمعارضة السورية، والمدعوم من قبل التحالف الدولي لقتال تنظيم «الدولة»، على أن النظام السوري في حال هاجم منطقة التنف أقصى شرق حمص «سيرتكب سوء تقدير» على حد وصفه. وجاء تصريح القائد العسكري، عقب مناورات عسكرية نفذتها البحرية الأمريكية «المارينز» فيما يعرف بـ «منطقة الـ55» وهي الإطار الذي حدده التحالف لمنطقة التنف الواقعة بالبادية السورية أقصى شرق محافظة حمص على الحدود السورية العراقية الأردنية، بالاشتراك مع جيش مغاوير الثورة.
وتحدث العقيد الطلاع، في تصريح لـ«القدس العربي»، معلِّقاً على إعلان النظام السوري مؤخراً شن حملة عسكرية من بادية السخنة في ريف حمص الشرقي باتجاه شمال غربي التنف، بهدف تمشيط المنطقة من عناصر تنظيم الدولة، بقوله: «سيرتكب النظام سوء تقدير مروِّع من خلال القيام بعمليات في منطقة الـ55 كم».
وتابع القائد: «مهمتنا هنا هي العمل مع التحالف لهزيمة داعش»، واعتبر أن المنطقة التي يسيطر عليها الجيش بدعم من التحالف: «هي بالفعل واحد من أكثر الأماكن أمناً في سوريا بسبب دورياتنا المستمرة». على حد وصفه. أشار إلى أن «وجود النظام ليس ضروريًا هنا أو مرحبًا به، سوف يحمي مغاوير الثورة وشركائنا (التحالف الدولي) أنفسنا من أي تهديد، بما في ذلك النظام إذا لزم الأمر».
وحول إمكانية تحرك جيش المغاوير عسكريا ضد الميليشيات الإيرانية المتواجدة بالبوكمال التي تعتبر عقدة الاتصال الإيراني بسوريا، قال «الطلاع»: «في الوقت الحالي، يلتزم المغاوير الثورة بمساحة 55 كلم، سنحافظ على الأمن هنا من أي تهديد».
وتتهم السلطات الروسية، بشكل مستمر، الولايات المتحدة، بمنع المساعدات الإنسانية من الوصول إلى مخيم الركبان الواقع بالقرب من قاعدة التنف العسكرية على الحدود مع الأردن، وتطالب بفتح المخيم وإخراج اللاجئين من هناك.
وفي هذا السياق، علق القيادي في المعارضة السورية، على الاتهامات الروسية، بقوله: «لقد دعمنا تسليم الأمم المتحدة للمساعدات لمخيم الركبان لأكثر من عام»، وتابع متهماً النظام بمنع المساعدات بالوصول إلى المخيم: «يستمر النظام السوري في منع حركة القوافل الإنسانية». وأضاف: «سنوفر الأمن لقوافل المساعدات التي تصل إلى 55 كم».
واستدرك، مجدداً اتهامه للنظام: «يقوم النظام بتجويع السوريين الأبرياء كل يوم في مخيم الركبان، لأغراض سياسية».
وتطرَّق القيادي الطلاع، في تصريحه، إلى المناورات التي أجرتها مجموعات من المشاة البحرية الأمريكية (المارينز) في منطقة التنف التي وصفت بالنادرة، متحدثاً عن حجم المناورات وعن دورهم فيها. وأشار: «وصل أكثر من 100 من مشاة البحرية الأمريكية إلى منطقة خفض التوتر التي بلغ طولها 55 كلم لإجراء التمرين»، وعن دورهم، أضاف: «تتدرب مجموعاتنا المساندة يوميا مع شركائنا من قوات التحالف في التنف». وعن احتمال انتهاء مهامهم العسكرية مع التحالف، قال الطلاع: «أعرف ما هي مهمتنا الآن مع شركائنا وهي في منطقة الـ 55 كم هنا بالقرب من التنف.. لا أعلم ماذا سيحدث في المستقبل». وحول رؤية الجيش السياسية، من المحادثات الجارية بأروقة الأمم المتحدة للوصول لحل سياسي في سوريا، ختم قائلاً: «كقائد، أنا أكثر اهتماماً بما هو أمامي، ومواصلة كفاحنا للحفاظ على جنوب سوريا في مأمن من الإرهابيين.. سنبقى حتى ينتهي الساسة من محادثاتهم ويصلون إلى اتفاق».
جدير بالذكر، أن المناورات العسكرية، بدأت في السابع من سبتمبر وانتهت في الرابع عشر من الشهر ذاته، وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية بل أوربان في تلك الأثناء، إنه «ستظهر قواتنا القدرة على الانتشار السريع، والهجوم على الهدف من خلال القوات الجوية والبرية المتكاملة». فيما قال الكولونيل شون ريان المتحدث باسم الجيش الأمريكي إن التدريبات كانت استعراضاً للقوة وإن البنتاغون أبلغ موسكو بذلك عبر قنوات التواصل المخصصة لتجنب المواجهات ولمنع سوء الفهم أو تصعيد التوتر، وأضاف: «أجري التدريب لتعزيز قدراتنا ولضمان أننا مستعدون للرد على أي تهديد لقواتنا في نطاق منطقة عملياتنا».
وسبق أن دعت روسيا والنظام السوري مراراً واشنطن لسحب قواتها من قاعدة التنف حيث أعلنت عن منطقة نصف قطرها 55 كيلومتراً محظورة على الأطراف الأخرى باعتبارها «منطقة عدم اشتباك»، وبالفعل تشير الانباء الى ان المفاوضات تحرز تقدماً بخصوص انسحاب الأمريكيين والفصائل الممولة من قبلهم في التنف، إذ اعلن عن انسحاب فصيل لواء شهداء القريتين من التنف الى ريف حلب بعد مفاوضات مع الحانب الروسي حسبما أشارت «القدس العربي» في عددها أمس. وأُنشئت قاعدة التنف المحاطة بالمناطق الصحراوية إبَّان المعارك ضد تنظيم الدولة الذين كانوا يسيطرون في وقت من الأوقات على مناطق في شرق سوريا بمحاذاة الحدود مع العراق، وبعد طرد التنظيم من المنطقة، وجهت طائرات التحالف بقيادة أمريكا الولايات المتحدة ضربات ضد ميليشيات إيرانية لمنعهم من التقدم صوب المنطقة فيما وصفته واشنطن بأنه دفاع عن النفس. وتقع القاعدة، على طريق سريع استراتيجي يربط دمشق ببغداد، الذي يعتبر سابقاً، طريق إمداد رئيسياً للأسلحة الإيرانية إلى سوريا، ويرى مراقبون، أن القاعدة تعيق توسع إيران في المنطقة، وتعتبر جزءاً من حملة أوسع لمواجهة التوسع العسكري الإيراني في الشرق الأوسط.
المصدر: القدس العربي