قتلى بغارات روسية – سورية على إدلب ومحيطها

5

تجددت أمس الغارات الروسية والسورية على محافظة إدلب (شمال غربي سورية)، وجيوب محاذية لها تحت سيطرة فصائل المعارضة المسلحة، بعد توقفها لساعات، في وقت استمر نزوح المئات من جنوب المحافظة إلى الشمال السوري قرب الحدود مع تركيا.

وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن إن «الطيران المروحي التابع لقوات النظام السوري ألقى نحو ستين برميلاً متفجراً على بلدة الهبيط ومحيطها في ريف إدلب الجنوبي، ما تسبب بمقتل طفلة وإصابة ستة أشخاص».

وشنت طائرات روسية وفق (المرصد) «أكثر من عشر غارات على بلدة اللطامنة في ريف حماة الشمالي الغربي» المجاور لإدلب، استهدفت في شكل خاص مقرات تابعة لفصائل المعارضة السورية. وأدت الغارات كذلك إلى خروج مستشفى في اللطامنة من الخدمة، غداة تضرر مستشفى آخر السبت في بلدة حاس في ريف إدلب الجنوبي.

ويأتي تجدد القصف بعد توقفه منذ عصر السبت، بعد غارات روسية هي الأعنف منذ بدء دمشق مع حليفتها موسكو التلويح بشن هجوم وشيك على إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة لها، وفق «المرصد».

ومع استمرار الغارات على إدلب، يشهد ريف إدلب الجنوبي الشرقي حركة نزوح مستمرة، وفق «المرصد» الذي أحصى نزوح مئات العائلات منذ السبت. وحذر مسؤول عن القطاع الصحي في إدلب من «الكارثة» الأكبر في سورية في حال شن هجوم على إدلب.

وقال مدير صحة إدلب منذر الخليل لـ «فرانس برس» من جنيف: «عندما يقررون السيطرة على منطقة، أول ما يقومون به هو ضرب المستشفيات. أخشى من أن ذلك قد بدأ بالفعل». وأشار إلى «مخاوف كبيرة من تقدم النظام حيث لم يعد هناك غير إدلب» مبدياً الخشية من أن يجد المدنيون أنفسهم عالقين بين قوات النظام والحدود التركية المغلقة.

وقال «المرصد السوري» إنه رصد خلال الـ48 ساعة الماضية تصعيداً للخروقات من عمليات قصف جوي وصاروخي راح ضحيتها 22 قتيلاً مدنياً، بينهم طفلان، مشيراً إلى نزوح أكثر من 5000 شخص، ضمن محافظة إدلب، قاصدين مناطق في ريف إدلب الشمالي وفي ريف حلب الشمالي الغربي، بعيداً عن خطوط التماس، مع قوات النظام.

وقال سكان ومسعفون إن الطائرات الروسية والسورية استأنفت ضرباتها الجوية المكثفة على إدلب وحماة الأحد في إطار تصعيد دمشق هجومها على آخر معقل للمعارضين. وقالوا إن طائرات هليكوبتر تابعة لقوات النظام السوري أسقطت براميل متفجرة على قريتي الهبيط وعابدين في جنوب إدلب وعدد من القرى الصغيرة بالمنطقة.

وتنفي قوات النظام استخدام البراميل المتفجرة. لكن محققي الأمم المتحدة وثقوا على نطاق واسع استخدامها. وحتى الآن لم تصب الضربات الجوية أي مدينة كبيرة في المحافظة التي يقطنها نحو ثلاثة ملايين مدني كثيرون منهم نزحوا من مناطق أخرى أثناء الصراع.

وأعلنت جمعية خيرية طبية مقرها الولايات المتحدة وتعمل في المحافظتين، أن ثلاثة مستشفيات ومركزين للدفاع المدني تعرضوا للقصف في اليومين الماضيين «مما جعل ألوفا بلا رعاية طبية».

وقال غانم طيارة مدير اتحاد منظمات الرعاية الطبية والإغاثة في بيان «من المؤسف أن نشهد تزايداً في الهجمات على المنشآت الطبية… هناك ما يزيد على ثلاثة ملايين مدني في هذه المنطقة المزدحمة من سورية وهم في وضع يعرض حياتهم للخطر».

المصدر: الحياة