قتلى في قصف تركي لتحالف “قوات سوريا الديموقراطية” والمعارضة المدعومة من أنقرة تنتزع قريتين من مقاتلين أكراد

7

أعلن الجيش التركي أمس أنه قتل 25 “ارهابياً” كردياً في غارات جوية على سوريا ضمن عمليته غير المسبوقة في شمال سوريا. وانتزعت قوات من المعارضة السورية التي تدعمها تركيا قريتين من تحالف “قوات سوريا الديموقراطية” الذي تدعمه واشنطن.

نقلت وكالة “أنباء الاناضول” التركية شبه الرسمية عن بيان للجيش التركي ان 25 من “العناصر الارهابية” من “حزب العمال الكردستاني” وحزب الاتحاد الديموقراطي السوري قتلوا في غارات جوية في منطقة بلدة جرابلس.
وجاء في البيان: “تم اتخاذ كل الاجراءات الضرورية الممكنة لتفادي اصابة المدنيين الذين يعيشون في المنطقة ونعتمد أكبر قدر من الحذر في هذا الصدد”.
وتعتبر سلطات تركيا الحزب الكردي الديموقراطي وجناحه العسكري “وحدات حماية الشعب” الكردية منظمتين “ارهابيتين”.
ولتركيا حاليا 50 دبابة ومئات الجنود داخل الاراضي السورية.
وتحدث “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له عن مقتل 35 مدنياً على الاقل وإصابة نحو 75 آخرين بجروح جراء قصف مدفعي وجوي تركي لقريتين في شمال سوريا، في الحصيلة الكبرى لقتلى مدنيين منذ بدء انقرة وفصائل معارضة هجوما في المنطقة الاربعاء الماضي.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن :”قتل 20 مدنياً على الأقل وأصيب نحو 50 آخرين بجروح جراء قصف مدفعي وجوي تركي صباح الاحد لقرية جب الكوسا الواقعة جنوب جرابلس السورية الحدودية مع تركيا”.
وأشار المرصد الى وقوع خسائر بشرية في صفوف المقاتلين المحليين في المنطقة الذين يدعمهم الاكراد، لكنه تمكن من توثيق مقتل اربعة مقاتلين على الاقل.
وتقع قرية جب الكوسا على مسافة 14 كيلومتراً جنوب جرابلس ويسيطر عليها مقاتلون محليون منضوون في “مجلس جرابلس العسكري” الذي يدعمه المقاتلون الاكراد.
كما أحصى المرصد مقتل 15 مدنياً وجرح 25 آخرين “جراء مجزرة نفذتها الطائرات التركية باستهدافها مزرعة قرب قرية مغر الصريصات الواقعة جنوب جرابلس”.
وأوضح المرصد، أن عائلات نازحة من القرى المجاورة لجرابلس كانت تقيم في المزرعة.
ولاحظ عبد الرحمن أن حصيلة القتلى المدنيين هي الاعلى منذ بدء تركيا هجوماً برياً الاربعاء دعماً لفصائل سورية معارضة في اطار عملية “درع الفرات” التي تسعى انقرة من خلالها الى التصدي للجهاديين وفي الوقت عينه منع المقاتلين الاكراد من السيطرة على كامل الشريط الحدودي مع تركيا.
وتمكنت الفصائل التي تدعمها انقرة من السيطرة الاربعاء على جرابلس، التي كانت تعد أحد آخر معقلين متبقيين لتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في محافظة حلب. كما تمكنت من السيطرة على قرى عدة جنوب جرابلس في اليومين الاخيرين.
وأفاد المرصد الاحد بسيطرة الفصائل المدعومة من تركيا على قريتي العمارنة وعين البيضا المجاورة لها، بعد انسحاب مقاتلين محليين تدعمهم القوات الكردية منها تحت وطأة الغارات الجوية التركية الكثيفة والقصف المدفعي المستمر منذ ايام.
وكانت اشتباكات عنيفة دارت في المعارنة السبت واستمرت الاحد بين مقاتلين من مجلسي جرابلس ومنبج العسكريين من جهة، والقوات التركية ومقاتلي الفصائل التي تدعمها من جهة أخرى، في العمارنة الواقعة على مسافة ثمانية كيلومترات جنوب جرابلس.
وأقرت انقرة السبت بمقتل جندي تركي واصابة ثلاثة آخرين بجروح في هجوم صاروخي استهدف دبابتين تشاركان في الهجوم قرب جرابلس.
واتهمت انقرة مقاتلين ينتمون الى حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي باطلاق الصواريخ.
واعلن المكتب الاعلامي للادارة الذاتية الكردية في سوريا أن مجلس جرابلس العسكري تمكن من “تدمير دبابتين” مما أدى الى “مقتل جميع (افراد) طاقميهما” في محيط قرية العمارنة.
وقال قائد فصيل “السلطان مراد” في المعارضة السورية المسلحة العقيد أحمد عثمان إن معارضين تدعمهم تركيا يتطلعون الى انتزاع السيطرة على مدينة منبج من “قوات سوريا الديموقراطية” التي تشكل “وحدات حماية الشعب” الكردية عمودها الفقري .
وكان تحالف “قوات سوريا الديموقراطية” سيطر على منبج الواقعة على الضفة الغربية لنهر الفرات هذا الشهر من قبضة “داعش” في هجوم دعمته الولايات المتحدة.
وقال عثمان إن القوات المعارضة التي تدعمها تركيا تتجه “بالتأكيد نحو منبج لأن قوات سوريا الديموقراطية لم تخل مواقعها ولكن قامت بالتحصين”.
وطالبت الولايات المتحدة وتركيا بأن تنسحب القوات الكردية إلى الضفة الشرقية من نهر الفرات.
وتقول “وحدات حماية الشعب” الكردية إن عناصرها انسحبت من المنطقة وإن وجودها لا يمكن أن يستخدم ذريعة لشن هجوم.
ورد عثمان على سؤال عن الوقت الذي يتوقع أن تستغرقه القوات التي تدعمها تركيا للتقدم إلى منبج والسيطرة عليها قائلاً: “أيام قليلة إن شاء الله”.

 

المصدر : النهار