قتلى وجرحى وأسرى في الاقتتال العنيف بين تحرير الشام والجهاديين الأتراك وفصيل “مسلم الشيشاني” في ريفي إدلب واللاذقية0
أفاد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، باستمرار المواجهات بوتيرة متفاوتة العنف، بين كل من هيئة تحرير الشام من جهة، وكتائب ومجموعات جهادية مستقلة، هي “جند الشام” التي يتزعهما مسلم الشيشاني، وجند الله التي يقودها جهادي تركي ومعظم مقاتليها من الأتراك، وتتركز الاشتباكات في منطقة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، وجبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي، في هجوم لتحرير الشام على مواقع ومقرات المجموعات آنفة الذكر، ووفقاً لنشطاء المرصد السوري فإن مجموعة “جند الله” تمكنت من أسر عناصر لتحرير الشام في هجوم فاشل للأخيرة على مقر بجبل التركمان، كما خلفت الاشتباكات حتى اللحظة قتيلين من تحرير الشام ومثلهم من الجهاديين الآخرين، كما تتزامن الاشتباكات مع وصول تعزيزات لتحرير الشام إلى ريف اللاذقية الشمالي.
ونشر المرصد السوري منذ قليل، أن قوات من هيئة “تحرير الشام” بدأت بالهجوم على مواقع ومقرات تابعة لفصيل “جند الشام” الذي يتزعمه الجهادي “مسلم الشيشاني” الذي جرى استقباله كـ “فاتح” في آيار 2015 قبل أن ينقلب “الجولاني” على إخوته، بالإضافة إلى الهجوم على مواقع ما يسمى بـ “الكتائب المستقلة” وتحديداً “جند الله” الذي يضم عناصر غالبيتهم أتراك، وذلك في كل من مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، وجبل التركمان في ريف اللاذقية، حيث تدور اشتباكات وصفت بين التشكيلات الجهادية المتناحرة في ما بينها، وسط معلومات مؤكدة عن سقوط ضحايا من الطرفين، حيث عمدت قوات كبيرة مدججة بالأسلحة الثقيلة تابعة لـ “هيئة تحرير الشام” إلى الانتشار في مناطق الريف الغربي من إدلب، وتقطيع أوصال المنطقة وصولًا إلى جبل التركمان قبل أن يبدأ عناصر الهيئة بالهجوم على مقرات الجهاديين.
وأضاف نشطاء المرصد السوري، بأن تحرير الشام استهدفت مقر للمجموعة الجهادية التركية في جسر الشغور، والذي كان قد تعرض سابقاً لاستهداف جوي روسي.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى أن استنفارًا للفصائل العاملة في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي، تزامنًا انتشار عناصر أمنية على حواجز الطرقات المؤدية إلى ريف إدلب الغربي.
ووفقًا للمصادر، فإن الجهاز الأمني التابع لهيئة تحرير الشام دعا عدد من عناصر مجموعة جهادية تدعى “جند الله” للمثول إلى القضاء بتهم مختلفة، إلا أن عناصر الفصيل رفضوا مرات عدة، مما يرجح تنفيذ عملية أمنية ضدهم في المنطقة.
والجدير بالذكر أن جماعة “جند الله” يقودها جهادي تركي ومعظم أفراد الفصيل من الجنسية التركية.
ويأتي ذلك، في إطار إقصاء هيئة تحرير الشام للفصائل الجهادية في مناطق نفوذها، وتلميع صورتها.
ونشر المرصد السوري صباح أمس، أن قضية الجهادي “مسلم الشيشاني” عادت إلى الواجهة من جديد من خلال بثه تسجيلًا صوتيًا اتهم من خلاله “هيئة تحرير الشام” بالكذب والخداع، في محاولة منها لتفكيك فصيله بعد طلبها تسليم سلاحه ومغادرة إدلب في وقت سابق، وأبرز ما جاء في صوتية الجهادي الشيشاني أنه لايريد الدخول في إشكالات مع “المجاهدين” وأن الهيئة تطالبه مرارًا وتكرارًا مغادرة إدلب وتسليم سلاحه بعد توجيه تهم باطلة له ولجماعته عن احتواء عناصر مجرمة من تنظيم “الدولة الإسلامية” بحسب قوله، إلا أن هذه الاتهامات باطلة بحسب ما قال، ودعى عناصر هيئة “تحرير الشام” إلى عدم تصديق قاداتهم حول الاتهامات الموجهة إليه، وأن لا يقبلوا القتال ضد جماعته في حال طلب منهم، كما أكد على أنه لن يرضخ لمطالب الهيئة وفي حال تعرض مقراته لهجوم على جبهات الساحل السوري سيدافع عن نفسه ويموت بعزة على أن يموت ذليلًا في سجون الهيئة كما فعلت مع الكثير من الجهاديين الذين سجنتهم وقتلتهم سابقًا، كما ذكر أن الهيئة تسعى للسيطرة على الساحة الجهادية في إدلب بشكل كامل، وكل من لا يرضخ لها تقوم بتوجيه تهم باطلة له.