قرار الانسحاب الأمريكي من قاعدة التنف يشعل مخيم الركبان وعشرات آلاف النازحين فيه يحملون الرئيس الأمريكي وقوات بلاده المسؤولية عن حياتهم

7

حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة، أن قوات مغاوير الثورة العاملة في منطقة التنف، والمدعومة من قبل التحالف الدولي، تجري تحضيرات لنقلها إلى الشمال السوري، مع مدنيين ومقاتلين رافضين لـ “المصالحة والتسوية مع النظام”، وأكدت المصادر المتقاطعة للمرصد السوري أن التحضيرات تجري لنقل الآلاف نحو الشمال السوري، فيما تأتي أسباب عملية النقل من المنطقة، بعد معلومات عن إبلاغ ورد للفصائل المدعومة من قبل التحالف الدولي والمتواجدة في منطقة التنف، على الحدود السورية – العراقية، ضمن البادية السورية وفي مخيم الركبان للنازحين، والذي يضم أكثر من 60 الف نازح، بالتحضر لنقلهم نحو الشمال السوري، بسبب عزم الولايات المتحدة الأمريكية سحب قوات بلادها من المنطقة ومن شرق الفرات، في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي سحب قوات بلاده من الأراضي السورية.

هذا القرار أشعل الاستياء في مخيم الركبان والمناطق الخاضعة لحماية التحالف الدولي ضمن البادية السورية، حيث أبدى السكان امتعاضهم وشجبهم لقرار الرئيس الأمريكي بالانسحاب، وتركهم يواجهون مصير عشرات آلاف السوريين الذين جرى قتلهم إما بقصف أو تحت التعذيب أو بوسائل أخرى، بعد أن فرض النظام سيطرته على مناطقهم، وحمل السكان في مخيم الركبان للنازحين الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها وقواته، المسؤولية عن حياتهم، فيما إذا جرى تعريضهم لخطر القتل والاعتقال من قبل قوات النظام وحلفائها والروس، إذ أعلن مسؤولون عن مخيم الركبان عن الاستعداد يوم غد لاعتصام في المخيم، والتقدم نحو قاعدة التنف لمطالبة مسؤولي التحالف الدولي بإيجاد حلول جذرية لهم، مع رفضهم القاطع لعمل” تسويات ومصالحات” مع قوات النظام، كما أن المرصد السوري نشر خلال الـ 48 ساعة الفائتة، أنه علم أن فصيلي قوات أحمد العبدو وجيش مغاوير الثورة العاملين في البادية السورية ضمن مخيم الركبان عند الحدود السورية – الأردنية، أقدما على تنفيذ حملة دهم واعتقالات في أطراف مخيم الركبان، واعتقلت 16 شخصاً من الخلايا النائمة لتنظيم “الدولة الإسلامية” هناك، حيث كانت المجموعة هذه تعمد إلى الدخول والخروج إلى الركبان بين الحين والآخر، ونشر المرصد السوري يوم الخميس الـ 20 من شهر كانون الأول الجاري، أنه لا تزال الخلايا النائمة التابعة لأطراف مختلفة، وأبرزها تنظيم “الدولة الإسلامية”، تواصل عملها ضمن مختلف المناطق التي كانت خاضعة لسيطرتها، أو التي يتواجد فيها نازحون كانوا ضمن مناطق سيطرته سابقاً، ممن دفعتهم الظروف للبحث عن مأوى ومكان آمن يمكنهم من العيش بعيداً عن القتل والموت، إلا أن الخلايا العاملة في مناطق مختلفة من الأراضي السورية، لا تزال تسعى لمزيد من الفوضى وعدم الاستقرار ولإراقة مزيد من الدماء التي سال منها مئات الآلاف على الأرض السوري من قبل كل الأطراف، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان نشاط مزيد من الخلايا وهذه المرة على مقربة من قاعدة التحالف الدولي في منطقة التنف، الواقعة في البادية السورية، إذ وردت إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان نسخة من بيان أصدره المكتب الأمني لقوات أحمد العبدو المتواجدة في منطقة مخيم الركبان القريب من قاعدة التنف والحدود السورية – الأردنية.

البيان جاء بالقول:: “”الى اهلنا في مخيم الركبان والمناطق المجاورة له، نعلمكم بأخذ الحيطة والحذر في هذه المرحلة، والأيام الصعبة من تاريخ ثورتنا المباركة، حيث أنه سيستغل هذه الظروف الصعبة، والاضطرابات السياسية من قبل أيدي سوداء، تريد بنا وبكم السوء، وإعادتنا من خلال إحداث خلل أمني بالمنطقة، إلى حظيرة الطاعة لبشار الأسد وزبانينه، ومن خلال حرصنا الشديد على أمننا وأمنكم بالمنطقة، اتخذنا عدة تدابير أمنية، معولين بعد الله على تفاعلكم ومساعدتنا، من خلال تزويدنا بالمعلومات عن أي شخص غريب بالمنطقة، أو أي تحرك مشبوه من قبل اشخاص يشتبه بتعاملهم مع النظام الساقط، والروس المحتلين، وتنظيم داعش كخلايا بالمنطقة، أو ملاحظة أي سيارة غريبة أو أجسام غريبة على جوانب الطرق العامة بمنطقتنا، ونعلمكم بأن هذه التدابير ستستمر إلى ما بعد رأس السنة الميلادية””ن في حين حدد البيان أرقام هواتف للاتصال بالمكتب الأمني

كما أن المرصد السوري نشر في الـ 18 من تشرين الثاني / نوفمبر الفائت، أنه حصل على معلومات من مصادر متقاطعة أن الشخصين اللذين عثر عليهما مقتولين في مخيم الركبان في الـ 16 من شهر تشرين الثاني / نوفمبر، كانا من الأشخاص الذين رفضوا مبايعة تنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة الضمير في العام 2014، إبان سيطرة التنظيم على المدينة، وقد طردهم التنظيم من المدينة، واستقروا في مخيم الركبان قرب الحدود السورية – الأردنية، وأكدت مصادر في مخيم الركبان للمرصد السوري أنه عثر بحوزتهما على أوراق بأسماء 56 شخص طلب إليهم تصفيتهم من قبل قوات النظام السوري، وفي حادثة مقتلهما أكدت المصادر الموثوقة أن 6 أشخاص بينهم مقاتلان سابقان في تنظيم “الدولة الإسلامية ” كانوا قد اعتقلوا منذ حوالي سنة ونصف من قبل قوات أحمد العبدو، وسلموا إلى قوات التحالف الدولي في قاعدة التنف، وحقق معهم في الأردن لفترات طويلة، ثم خضعو لدورة إعادة تأهيل في قاعدة التنف، وأطلق سراحهم واستقروا في مخيم الركبان، أكدت المصادر أن هؤلاء الأشخاص هم من قتلوا الشخصين المذكورين، حيث استقدموهما إلى بيت أحد المقاتلين السابقين بحجة حل الخلافات وتسوية الأوضاع بين الطرفين، وتم أسرهم في المنزل عصر يوم السادس عشر من شهر تشرين الثاني / نوفمبر الجاري، ثم إخراجهم ليل ذلك اليوم، وإعدامهم في منطقة البيضا على أطراف المخيم، دون علم الفصائل في المخيم، التي علمت بالحادثة صباح اليوم التالي، وقامت بالبحث عن الأشخاص الستة وهم من عشيرة عربية وقاموا بهدم منازلهم في الركبان، ولا يزال البحث جارياً عنهم حتى اللحظة.

كذلك نشر المرصد السوري في الـ 16 من شهر تشرين الثاني / نوفمبر أنه لا يزال الغموض يلف الأسباب والظروف التي قتيل فيها شخصان أحدهما من قوات الشهيد أحمد العبدو الرافضة لإتفاق التهجير من مخيم الركبان إلى الشمالي السوري، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان العثور عليهما، مقتولين وقد رمي جثمانيهما عند اطراف المخيم، ولا تزال أسباب وظروف مقتلهما مجهولة حتى اللحظة، في ظل استمرار الأوضاع المأساوية للنازحين في المخيم بالتزامن مع سوء الأحوال الجوية في المنطقة، ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ 11 من شهر تشرين الثاني / نوفمبر الجاري، أن الموت يلاحق المواطنين السوريين من الحدود إلى الحدود، ويتفنن بقتلهم فمن الحدود مع تركيا المجاورة للشمال السوري والمسيطرة على جزء منه أيضاً، إلى الحدود الجنوبية مع الأردن، قصة موت لا تنتهي للسوريين، على يد حرَّاس الحدود، فالانتهاكات مستمرة من قبلهم، والقتل لا يتراجع، ولا يتوقف، بل يستمر بوتيرة متفاوتة بني الحين والآخر، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهاد سيدة متقدمة في العمر للحياة، جراء إصابتها بطلق ناري خلل تواجدها قرب نقطة المياه في مخيم الركبان، وأكدت المصادر الأهلية للمرصد السوري أن حرس الحدود الأردني أطلق النار على السيدة اليوم الأحد الـ 11 من تشرين الثاني / نوفمبر من العام الجاري 2018، خلال تواجدها في المخيم، حيث رصد الأهالي إطلاق نار منذ منتصف ليل السبت – الأحد، إذ أطلقت مئات الطلقات النارية منذ المساء وحتى قبيل ظهر اليوم، من قبل حرس الحدود الأردني، باتجاه البادية والمخيم، لتتسبب إحدى الطلقات بقتل السيدة، أيضاً فإن المرصد السوري كان رصد حينها، حالة استياء كبيرة من أهالي المخيم، جراء الانتهاكات المستمرة والحصار المفروض عليهم، ومحاولات إقليمية ودولية لإزالة المخيم، الذي يرفض سكانه العودة لمناطق سيطرة قوات النظام، بسبب الانتهاكات التي لا تزال ترتكبها قوات النظام بحق من يقومون بتسوية أوضاعهم حتى، حيث نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ 8 من شهر تشرين الثاني / نوفمبر الجاري أنه حصل على معلومات من مصادر موثوقة أكدت أن معظم قاطني مخيم الركبان يرفضون العودة لمناطق سيطرتهم، حتى مع الضمانات الروسية المقدمة لهم، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن قاطني مخيم الركبان أبدوا رفضهم للتوافق الأردني – الروسي على إعادة أكثر من 60 ألف من قاطني مخيم الركبان، إلى المناطق التي ينحدرون منها والتي تسيطر عليها قوات النظام، ورغم تقديم الروس لضمانات للعودة، إلا أن النازحين في المخيم رفضوا ذلك بشكل قطعي، وعللت مصادر موثوقة السبب للمرصد السوري أنه يعود لاعتقالات طالت نحو 50 شاباً ينحدرون من بلدات ومدن بريف حمص الشرقي، على الرغم من “تسوية أوضاعهم وتصالحهم مع النظام”، فبعد أن عمد الشبان لـ “تسوية أوضاعهم” لدى مجموعات تسمى بـ “حصن الوطن”، تتبع لقوات النظام، عمدت المخابرات العسكرية لاستجوابهم بداية وإخضاعهم للتحقيق، من ثم اعتقلتهم رغم خدمتهم في الفصيل التابع لقوات النظام وهذا ما أثار استياء الأهالي ودفعهم لرفض العودة ورفض الضمانات الروسية.