«قسد» تبدأ الهجوم الأخير على داعش في سوريا

8
أعلنت قوات سوريا الديموقراطية امس بدء هجومها على آخر جيب لتنظيم داعش في شرق سوريا، عقب انتهاء عمليات إجلاء المحاصرين لدى التنظيم، في عملية من شأنها أن تمهّد لإعلان انتهاء «الخلافة».
وبات التنظيم الذي كان في العام 2014 يسيطر على مساحات واسعة سيطر عليها في سوريا والعراق المجاور تقدر بمساحة بريطانيا، محاصراً في نصف كيلومتر مربع داخل بلدة الباغوز في ريف دير الزور الشرقي، بعد سنوات أثار فيها الرعب بقواعده المتشددة واعتداءاته الدموية.
وأعلن مدير المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديموقراطية مصطفى بالي في تغريدة «بدأت قواتنا التحرك العسكري والاشتباك مع الإرهابيين لاستكمال تحرير (البقعة الأخيرة) نهائيا».
وقال إن الهجوم بدأ «بعد أن استكملت قواتنا إجلاء المدنيين من الباغوز وتحرير مقاتلينا الذين كانوا مختطفين لدى داعش، لم يتبق في الباغوز سوى الإرهابيين».
وقال بالي «بدأ الهجوم عند الساعة السادسة (16.00 ت غ) وسينتهي حين ينتهي آخر داعشي» مشيراً إلى أن «القصف بالسلاح الثقيل قد بدأ».
وأضاف أن المعركة المبدئية تشمل استخدام أسلحة ثقيلة مشيرا إلى أنهم يتوقعون «معركة شرسة».
وخرج في وقت سابق امس عشرات الأشخاص في ستّ شاحنات في إطار الدفعة السابعة والأخيرة منذ 20 شباط ، هي الأصغر من حيث عدد الشاحنات والأشخاص الخارجين.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، أوقفت قوات سوريا الديموقراطية أكثر من خمسة آلاف عنصر من التنظيم كانوا في عداد نحو 52 ألف شخص خرجوا منذ كانون الأول  من مناطق سيطرة التنظيم في شرق سوريا.
وأكد بالي خروج «آخر دفعة من المدنيين اليوم» مضيفاً أن «أولئك الذين خرجوا أكدوا أنه لم يبقَ أحد والذين بقوا لا يريدون الخروج. الأشخاص الذين بقوا في الباغوز هم دواعش».
وقال «إذا تبين لنا أثناء التقدم أن هناك مدنيين سنعمل على عزلهم أو تجنيبهم الاشتباك. ونحن مرغمون على أن نكمل». وقال قائد ميداني امس «بحسب المعلومات ليس هناك مدنيون، لكن هناك وحدة خاصة لإجلائهم في حال تبيّن وجود البعض في الداخل».
وكان القائد العام لقوات سوريا الديموقراطية مظلوم كوباني توقّع  في مقطع فيديو نُشر على موقع «فيسبوك»، إعلان «الانتصار الكامل على داعش» خلال أسبوع.
الى ذلك، قالت الأمم المتحدة  إن ما لا يقل عن 84 شخصا، ثلثاهم أطفال، لاقوا حتفهم منذ  كانون الأول وهم في طريقهم إلى مخيم الهول في شمال شرق سوريا بعد فرارهم من تنظيم داعش.
وقال ينس لايركه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في إفادة صحفية إن المنظمة الدولية «قلقة للغاية» لمحنة آلاف المدنيين الذين يفرون من الباغوز بريف محافظة دير الزور بعد قتال مكثف.
وأوضح أن مخيم الهول في محافظة الحسكة بشمال شرق البلاد يؤوي الآن 45 ألف شخص على الأقل منهم 13 ألفا فروا من دير الزور خلال الأسبوع الماضي.
وفي تطور اخر، قتل ثمانية أشخاص على الأقل، بينهم ستّة جهاديين غالبيتهم أجانب، في تفجير انتحاري وقع أمس في مدينة إدلب في شمال غرب سوريا استهدف مطعماً يرتاده خصوصاً جهاديون غير سوريين، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وصرّح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن الهجوم أوقع «ثمانية قتلى على الأقل، بينهم ستّة مقاتلين من بينهم خمسة أجانب و22 جريحاً».
وأشار إلى أن جنسيات القتلى لا تزال مجهولة مضيفاً أن «جهاديين أوروبيين وعربا ومن أوزبكستان» يرتادون المطعم. وأوضح عبد الرحمن أن مقاتلين كانوا داخل المطعم «حاولوا إطلاق الرصاص على الانتحاري الذي فجّر نفسه قبل أن يتمكنوا من القضاء عليه».
وبعد الانفجار، شاهد مراسل وكالة فرانس برس آثار دماء ودماراً في المطعم.
على صعيد اخر، قالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إن مفتشيها خلصوا إلى أن «مادة كيماوية سامة» تحتوي على الكلور استخدمت في هجوم في دوما بسوريا في نيسان 2018.
وأسفر الهجوم الذي وقع في السابع من نيسان عن مقتل عشرات المدنيين ودفع بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة لتوجيه ضربات جوية لأهداف تابعة للحكومة السورية.
وقالت المنظمة إن المعلومات التي جمعتها قدمت «أسسا معقولة للقول إن مادة كيماوية سامة استخدمت كسلاح في السابع من نيسان عام 2018».
ولم يحمل التحقيق أي جهة المسؤولية.
وقالت المنظمة في بيان «هذه المادة الكيماوية السامة كانت على الأرجح الكلور الجزيئي».

المصدر: اللواء