«قسد» تسيطر على نصف الرقة وواشنطن لن تدع «الدواعش» أحياء
استعادت «قوات سورية الديموقراطية» (قسد)، نحو 45 في المئة من مدينة الرقة، وفق ما أعلن المبعوث الأميركي لدى التحالف بريت ماكغورك الجمعة، في حين سيطر الجيش السوري على منطقة الضبيعية وتلة الأسدية جنوب سد الزلف وبئر الرفاع ونقطة المخفر 30 وتلة الحردية وبئر الحردية شرق تل شعاب على الحدود الأردنية – السورية، وطوّق مدينة السخنة من اتجاهات الجنوب والجنوب الشرقي والجنوب الغربي في ريف حمص الشرقي وأحكم سيطرته على جبل طنطور وعلى مغارة الضوي.
غير أنّ معركة الرقة لم تنته بعد، حسب ما يؤكد ماكغورك، لأنّ آلاف المقاتلين الجهاديين لا يزالون في المدينة. ويقول: «أتردّد في إعطاء أرقام (…) لكنّني أظنّ أنه لا يزال هناك زهاء ألفي مقاتل (جهادي) في الرقة، وسيموتون على الأرجح في الرقة».
ويرى ماكغورك أن موسكو ساعدت واشنطن في إضعاف «داعش» وتكثيف الحملة ضد هذا التنظيم.
ونوه بوجود «تقديرات أممية تشير إلى وجود 25 ألف مدني في المدينة، غير أننا نعتقد أن الرقم أقل من ذلك». مشددا على حرص بلاده على إعادة الاستقرار إلى المدينة عقب تحريرها من «داعش».
في المقابل، ناشدت نائب مدير فرع الهلال الأحمر السوري في الرقة، المنظمات الدولية والأمم المتحدة التدخل لوقف استهداف التحالف الدولي وقوات «قسد» المرافق العامة والبنية التحتية للمدينة.
وصرح مدير فرع الهلال الأحمر في الرقة، الدكتور فواز العساف، بأن التحالف الدولي و«قسد» يتبعان «سياسة الأرض المحروقة».
على جبهة أخرى، أكدت مصادر عسكرية سورية، استمرار تقدم الجيش مدعوما من القوات الرديفة على محاور عدة في محافظة السويداء قرب الحدود الأردنية، حيث تتواصل المعارك في بادية السويداء الشرقية والجنوبية الشرقية، بين مسلحي «جيش أسود الشرقية» و«قوات أحمد العبدو» من جهة، وقوات النظام السوري وحلفائه من جهة أخرى.
وأكدت مصادر متعاطفة مع المسلحين، تقدم الجيش في محور الضبيعية وتلة الأسدية وبئر الرياح ونقاط أخرى في محور بئر الحردية وتل الحربية في بادية السويداء، وسيطرته على أجزاء واسعة من هذه المناطق، والقضاء على عشرات المسلحين.
وعلى جبهة السخنة، ذكر مصدر عسكري سوري لوكالة «سانا» الرسمية، بأن وحدة من الجيش خاضت اشتباكات عنيفة مع مجموعة إرهابية من «داعش» هاجمت نقاطا عسكرية في محيط السخنة في ريف تدمر. وأشار إلى أن الاشتباكات انتهت بإحباط الهجوم بعد «القضاء على جميع أفراد المجموعة الإرهابية المهاجمة وتدمير عربة مدرعة مفخخة وعربتين مزودتين برشاشين».
وتابع أن الطيران الحربي «دمر مقرات وآليات مزودة برشاشات وعربات قتالية للتنظيم وقضى على العديد من إرهابييه جنوب غرب مدينة السخنة وقرية خطملو» في الريف الشرقي لحمص.
وفي ريف حماة الشمالي، دمر سلاح الجو السوري تجمعات ومقرات لـ «داعش»، حيث أوضح مصدر عسكري أنه تم شن غارات على مقرات وآليات التنظيم في قرى جنى العلباوي وأبو جنايا وصلبا وأبو حبيلات بالريف الشرقي.
من ناحيته، أعلن «المرصد السوري لحقوق الانسان»، أمس، ان اطراف دمشق وغوطتها تشهدان اعنف المعارك منذ بدء الهدنة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة.
في سياق ثانٍ، حصل «المرصد» على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة تفيد بعقد لقاءات واجتماعات بين قوات التحالف الدولي والقوات الأميركية و«جيش مغاوير الثورة»، المدعوم من التحالف، حول تشكيل «جيش وطني» في منطقة الشدادي في الريف الجنوبي لمدينة الحسكة، يرجح أن يكون تحت مسمى «جيش التحرير الوطني»، على أن تكون «مغاوير الثورة» النواة الأساسية لتشكيله، الأمر الذي يجعله الجهة الوحيدة المخوَّلة بالتوجه نحو محافظة دير الزور التي يسيطر عليها «داعش».
من جهته، أكد رئيس تيار «الغد» السوري أحمد الجربا، أن بعد البحث تبين أن أقصر الطرق للتوصل إلى حل في سورية هو التواصل مع الطرف الروسي للوصول إلى النتائج.
وتركياً، نشرت أنقرة أمس، قطعا مدفعية عند الحدود السورية حيث تدور بانتظام اشتباكات بين القوات التركية وفصائل كردية.
وأكدت «وكالة الأناضول للانباء» وصول خمسة مدافع على الأقل ليلاً إلى محافظة كيليتش الجنوبية عند الحدود مع سورية التي شهدت أخيراً تبادل إطلاق نار متكررا بين الجيش التركي و«وحدات حماية الشعب» الكردية.
وليس الهدف من هذه الخطوة رفع عدد الجنود المنتشرين في المنطقة بل تعزيزهم بالعتاد، حسب ما نقلت «الأناضول» عن مصادر عسكرية.
وتقع كيليتش قبالة مدينة عفرين معقل المقاتلين الاكراد في شمال غربي سورية، والخاضعة لسيطرة «وحدات حماية الشعب» التي تدعمها واشنطن، مثيرة حفيظة تركيا.
وجرى تبادل إطلاق النار مرارا في هذه المنطقة الحدودية خلال الأشهر الأخيرة وهددت تركيا تكرارا بشن هجوم على عفرين.
المصدر :عيون الخليج