قصف النظام وميليشيا عضو في البرلمان تهجِّر أكثر من 8 آلاف مدني من المنطقة الواقعة بين شرق وجنوب محافظة إدلب في ظل مأساة يعيشها المهجرون

5

من لم يذق مرارة الموت ذاق مرارة النزوح والتهجير، فالهدن الفارغة التي لا يمكن لضامنيها الالتزام بها أو إلزام تابعيهم بها، لن تفيد المواطن السوري المنكوب بشيئ، ففي الوقت الذي تعاني فيه المناطق التي يقطنها سكان في المنطقة منزوعة السلاح والقرى والبلدات الواقعة بمحيط هذا الخط وضمن المنطقة التي تسري فيها الهدنة الروسية – التركية السارية منذ الـ 15 من آب / أغسطس الجاري من العام 2018، حيث شهدت في الآونة الأخيرة مناطق في ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، قصفاً مكثفاً من قبل قوات النظام والمسلحين الموالين لها، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، وأضرار مادية كبيرة، في المناطق التي تعرضت للقصف، الذي يستهدف المناطق المندرجة ضمن هدنة مفترضة بين الروس والأتراك، والتي ما أنتجت شيئاً سوى قتل مستمر وتدمير وتهجير للمزيد من المواطنين العالقين بين حاضر تعس ومستقبل غامض.

حيث يواصل المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد الحالات الإنسانية المرافقة لعمليات القصف من تهجير ومآسي للمواطنين، إذ شهدت بلدات وقرى جرجناز وأم جلال والتمانعة والخوين وسكيك وسكيات الواقعة في الريف الجنوبي والجنوبي الشرقي من إدلب، منذ مطلع شهر تشرين الأول / أكتوبر من العام الجاري 2018، نزوحاً متدرجاً بلغ ذروته في الرابع والعشرين من الشهر ذاته، جراء تصعيد القصف من قبل قوات النظام والمسلحين الموالين لها، والتي حصل المرصد السوري على معلومات مؤكدة من مصادر متقاطعة، أن أغلب عمليات القصف تأتي من قبل المسلحين الموالين لقوات النظام من الموالين للعضو في البرلمان السوري أحمد الدرويش المبارك، والمعروف بمواقفه المؤيدة للنظام وتشكيله ميلشيات مسلحة داعمة لقوات النظام، شاركت بقوة وبشكل أساسي في المعارك الأخيرة، في استعادة قوات النظام سيطرتها على مناطق شاسعة من ريفي إدلب الشرقي والجنوبي الشرقي، بالتزامن مع ترويج قوات النظام والمسلحين الموالين لها، والمؤيدين لها، عن مواصلة القصف حتى سيطرة قوات النظام على المناطق، التي تقع شرقي الطريق العام الواصل بين مدينتي خان شيخون وسراقب مروراً بمعرة النعمان، ومع استمرار عمليات القصف نزح نحو 8000 من المناطق المذكورة غالبيتهم توجهوا نحو مدينتي معرة النعمان وخان شيخون غرباً وآخرون آثروا الابتعاد عن مناطق العمليات، واتجهو نحو المناطق الحدودية في الشمال من محافظة إدلب، غالبيتهم خرجوا تحت القصف دون اصطحاب أدنى مقومات العيش الأساسية معهم، ما زاد من مأساتهم، حيث تعاني أغلب المناطق التي نزحوا لها من ظروف إنسانية صعبة، بالإضافة لدخول فصل الشتاء ببرده القارس على المنطقة، الامر الذي أدى لتفاقم الأحوال المأساوية، في ظل عدم اكتراث من قبل المنظمات المعنية بأمور النازحين، وعدم تقديم المساعدات الإغاثية والخدمات الطبية، إلا بالشيء اليسير ما ينذر بكارثة إنسانية من جميع النواحي.

وكان المرصد السوري وثق 122 على الأقل، من الشهداء المدنيين ومن قضى من المقاتلين وقتلى قوات النظام والمسلحين الموالين لها منذ الـ 17 من أيلول / سبتمبر من العام الجاري 2018، تاريخ تطبيق اتفاق بوتين – أردوغان حول المنطقة العازلة، حيث وثق المرصد السوري استشهاد طفلة بقصف مدفعي على بلدة جرجناز واستشهاد 9 مواطنين هم مواطنتان و6 أطفال، في القصف الصاروخي من قبل قوات النظام على بلدة جرجناز في ريف إدلب، وسيدة وطفلها استشهدا في قصف لقوات النظام على قرية قطرة بريف إدلب الجنوبي الشرقي، وطفل استشهد في قصف لقوات النظام على قرية بابولين بريف إدلب، و9 أشخاص استشهدوا جراء القصف من قبل قوات النظام على بلدة جرجناز ومحيطها، و7 مواطنين على الأقل بينهم 3 أطفال و3 مواطنات، جراء القصف الذي طال قرية الرفة، وطفلة استشهدت بقصف على كفرحمرة في الـ 24 من شهر تشرين الأول الفائت، كما استشهد 3 مواطنين في قصف من قبل الفصائل على مناطق في أطراف المنطقة منزوعة السلاح ضمن مدينة حلب، أيضاً وثق المرصد السوري 40 مقاتلاً قضوا في ظروف مختلفة ضمن المنطقة منزوعة السلاح منذ اتفاق بوتين – أردوغان، من ضمنهم 8 مقاتلين “جهاديين” و23 مقاتلاً من جيش العزة قضوا خلال الكمائن والاشتباكات بينهم قيادي على الأقل، قضوا في كمائن وهجمات لقوات النظام بريف حماة الشمالي، و49 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.