قصف روسي على ريف درعا بعد فشل آخر للمفاوضات

8

استأنف النظام السوري العمليىة العسكرية على ريف درعا بعد هدوء دام أربعة أيام، مع تعقد المفاوضات مع الجانب الروسي وفصائل المعارضة المسلحة، للمرة الثالثة.

وفشلت المفاوضات نتيجة رفض ممثلي الفصائل المسلحة في درعا تسليم السلاح الثقيل، واليوم عاد قصف المقاتلات الروسية ومروحيات النظام في ريف درعا، بينما تجددت الاشتباكات بين فصائل المعارضة وقوات النظام وحليفاه منذ الأمس.

وقصفت اليوم مروحيات النظام مناطق في بلدتي نعيمه وصيدا والطيبة وأم المياذن شرق درعا بالبراميل المتفجرة بالإضافة إلى القصف المدفعي والصاروخي، كما هزت انفجارات مناطق في القطاعين الشرقي والشمالي الغربي من ريف درعا. بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد السوري إن عمليات القصف هذه تتزامن مع اشتباكات مستمرة بوتيرة متفاوتة العنف، بين قوات النظام وحلفائه، ومقاتلي فصائل المعارضة، على محاور في محيط منطقتي طفس وتل السمن، وسط معلومات عن سقوط المزيد من الخسائر البشرية من الجانبين.

سياسة الأرض المحروقة

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، في تصريحات تليفزيونية: “القصف الجوي عاد إلى درعا بعد توقف دام لمدة أربعة أيام، والآن الطيران المروحي التابع لقوات النظام يقصف مناطق ليست بعيدة عن المكان الذي شهد المفاوضات مع الاحتلال الروسي”، وذكر أن “أسباب فشل المفاوضات هو رفض بعض فصائل المعارضة تسليم السلاح الثقيل، وأيضا الفصائل كانت تبحث عن ضمانات جادة من طرف روسيا، كي لايستطيع النظام لاحقا نقض الاتفاق والالتفاف على التسوية”.

وقال “الآن عادت العملية العسكرية من جديد والاشتباكات عادت لتدور على جبهات درعا، ونحن نخشى من عودة النظام لسياسة الأرض المحروقة وعودته لقتل المدنيين من أجل الضغط على الفصائل كما هي سياسته المجرمة”.

وبسبب الحملة العسكرية التي بدأها النظام على درعا في 19 يونيو/ حزيران الجاري، بلغ عدد النارحين من ريف درعا نحو 200 ألف، أغلبهم على الشريط الحدودي مع كل من الأردن، والجولان السوري المحتل، وفي مناطق أخرى من ريف درعا، من ضمنها مناطق سيطرة جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم “الدولة الإسلامية”.

وكان الأردن أدخل مساعدات تشمل مواد غذائية ومياه شرب، للنازحين على الحدود بالإضافة لإنشاء نقطة مشتركة على الحدود السورية – الأردنية لإدخال الحالات الحرجة وعلاجها وإعادتها إلى الأراضي السورية مرة أخرى.

وكانت عملية التفاوض التي يقودها الجانب الروسي، في ريف درعا جنوب سوريا، أسفرت الأحد الماضي عن قبول فصائل معارضة بتسليم  بلدتي بصرى الشام والجيزة للنظام السوري، بعد تصعيد شهدته العمليىة العسكرية، ضمن اتفاق تسوية شمل عدة بلدات في ريف درعا الشرقي، بينما رفض عدد من الفصائل المسيطرة على بلدات في ريف درعا، الاتفاق معتبرين ما حدث “خاينة” حيث يريدون اتفاق يشمل الجنوب السوري بالكامل، لا تختلف بنودة من منطقة لأخرى ومن فصيل لآخر. 

وخلال الأيام الماضية، وسع النظام بمشاركة حليفاه الروسي والإيراني سيطرته لنحو 58% من مساحة محافظة درعا جنوب سوريا، كما شهدت تلك الفترة ثلاث جولات تفاوض معلنة انتهت بالفشل بسبب عدم كفاية الضمانات التي يطرحها الجانب الروسي.

وتهدف قوات النظام لتحقيق مزيد من السيطرة وتقليص سيطرة الفصائل المعارضة، مقابل توسعة سيطرتها في محافظة درعا التي يتواجد بها 750 ألف نسمة.
المصدر:al-omah