قصف عنيف على أحياء حلب الشرقية والمعلم يتهم واشنطن بتعمد قتل الجنود السوريين

27

أمطرت الطائرات الروسية والسورية السبت أحياء حلب الشرقية بوابل من القنابل والصوارايخ، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى. ومن جانبه، اتهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم الولايات المتحدة بتعمد قتل الجنود السوريين في الغارة الجوية التي استهدفتهم الأسبوع الماضي قرب دير الزور.

قتل 45 مدنيا على الأقل السبت في أحياء حلب الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، والتي أمطرها الطيران السوري وحليفه الروسي بوابل من القنابل والصواريخ لليوم الخامس على التوالي بعد فشل المحادثات الأمريكية الروسية في إرساء هدنة في البلاد.

وتحدث مراسل لوكالة فرانس برس عن أشلاء بشرية على الأرض وبرك من الدم، بينما اكتظت العيادات بأعداد كبيرة من الجرحى.

ولم تتمكن روسيا والولايات المتحدة، رغم سلسلة اجتماعات عقدها وزيرا خارجيتيهما سيرغي لافروف وجون كيري، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، من التفاهم حول إحياء هدنة انهارت الإثنين بعد سبعة أيام على بدء تطبيقها، وتبادلتا الاتهامات حول هذا الفشل الدبلوماسي.

وأفاد المرصد عن وقوع غارات عنيفة شنها الطيران الروسي وسقوط براميل متفجرة من مروحيات النظام السوري على مناطق عدة في حلب الشرقية السبت. وأعلن الجيش السوري الخميس بدء هجوم على هذه الأحياء التي يطبق عليها حصارا خانقا.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن “إن النظام يقصف بشدة هذه المنطقة لأنه يريد إرغام السكان على المغادرة واستعادة السيطرة عليها”.

وأوضح مصدر عسكري سوري في دمشق الجمعة لوكالة فرانس برس أن العمليات البرية في حلب لم تبدأ بعد.

وقتل الجمعة 47 مدنيا بينهم سبعة أطفال خلال القصف بحسب آخر حصيلة للمرصد.

“الخوذ البيضاء” عاجزة عن إسعاف الجرحى

وبات متطوعو “الخوذ البيضاء”، الدفاع المدني في حلب الشرقية، مع كثافة الغارات عاجزين عن التحرك خصوصا بعدما استهدفت الغارات صباحا مركزين تابعين لهم، ولم يتبق لهم سوى سيارتي إسعاف.

وتجد سيارات الإسعاف صعوبة في التحرك بسبب نقص المحروقات والركام المتناثر على الأرض الذي فصل الأحياء عن بعضها وجعل بعض الطرق غير سالكة.

وذكرت منظمة “أطباء بلا حدود” الجمعة “أن الجرحى والمرضى في عدد من الأحياء لا يجدون مأوى لهم، وهم عرضة للموت”.

أسلحة جديدة

وتحدث سكان وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن “صواريخ جديدة” تسقط على حلب وتتسبب بما يشبه “الهزة الأرضية”.

وقال مراسل فرانس برس أن تأثيرها مدمر، إذ تتسبب بتسوية الأبنية بالأرض وبحفرة كبيرة “بعمق خمسة أمتار تقريبا” شاهدها في بعض أماكن سقوط الصواريخ.

المعلم يتهم واشنطن بالتواطؤ مع تنظيم “الدولة الإسلامية

وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، اتهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم قوات التحالف الدولي بتعمد قصف الجنود السوريين قرب مطار دير الزور في ال17 من أيلول / سبتمبر الماضي.

وقال المعلم إن “الحكومة السورية تحمل الولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان لأن وقائع ما جرى تثبت بأن العدوان لم يرتكب بالخطأ بل كان متعمدا وإن ادعت الولايات المتحدة غير ذلك”.

وكان أكثر من 60 جنديا قد قتلوا  في ضربة في 17 ايلول/سبتمبر على قاعدة للجيش السوري قرب مطار دير الزور الخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية“.

وعبرت الولايات المتحدة عن أسفها لسقوط خسائر بشرية قائلة إن التحالف ظن أنه يقصف هدفا لتنظيم “الدولة الإسلامية “ووعدت بالتحقيق في القصف.

واعتبر المعلم أن “هذا العدوان الجبان إنما هو دليل واضح على تواطؤ الولايات المتحدة وحلفائها مع داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية”.

بان كي مون يعرب عن صدمته للتصعيد العسكري “المروع”

ومن جابنه عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن صدمته الشديدة إزاء التصعيد العسكري “المروع” في مدينة حلب، وحذر من أن استخدام قنابل حارقة وذخائر أخرى متطورة ضد المدنيين قد يرقى إلى “جرائم حرب”.

المصدر : فرانس 24