“قطع الشك باليقين”.. هكذا استخدم الأسد الكيماوي في إدلب
أنكر نظام الرئيس السوري بشار الأسد مرارا، استخدام جيشه أسلحة كيميائية، خلال الحرب التي يشنها ضد قوى المعارضة، بالرغم من تأكيد دول ومنظمات حقوقية وجود مؤشرات على استخدام الجيش النظامي أسلحة كيميائية في أكثر من مناسبة.
وسبق وأن أمرت الولايات المتحدة مرتين بتوجيه ضربات على مواقع للنظام السوري، الأولى في أبريل 2017 ردا على هجوم بغاز السارين في مدينة خان شيخون، والثانية بالتعاون مع فرنسا والمملكة المتحدة ردا على هجوم كيميائي على مدنيين في مدينة دوما.
كما أكدت بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية شهر فبراير الماضي، أن “من المحتمل أن الكلور قد استخدم كسلاح كيميائي في سراقب بمحافظة إدلب السورية”.
من خلال التحقيقات التي باشرتها الاستخبارات الأميركية، تبين أن الجيش السوري استخدم مرة ثانية مواد كيميائية خلال الهجمات التي نفذها شهر مايو الماضي ضد آخر معاقل المعارضة المسلحة في إدلب.
وشنت قوات النظام السوري منذ أواخر شهر أبريل الماضي وحتى نهاية مايو، هجمات منظمة بمعيّة الحليفة روسيا على جنوب محافظة إدلب، حيث قوات المعارضة وبعض التنظيمات الجهادية.
المرصد السوري لحقوق الإنسان قال وقتها إن القوات النظامية استخدمت كل أنواع الأسلحة الثقيلة، واستمر القصف عدة أيام خلال شهر مايو 2019.
الطيران الحربي السوري شن غارات مركزة وصل عددها بحسب أرقام قدمها المرصد، خلال أول عشرة أيام من مايو، إلى 1300 غارة (بمعدل 130 غارة يوميا).
ولم يسلم المدنيون والمراكز الطبية والمدارس والمرافق العامة، من قصف قوات الأسد، وأدت الهجمات لمقتل “نحو 950 شخصاً ثلثهم من المدنيين خلال شهر من التصعيد العسكري المستمر في محافظة إدلب ومحيطها في شمال غرب سوريا” وفق حصيلة للمرصد.
وجاء في بيان للمنظمة الحقوقية السورية، التي تتخذ من لندن مقرا لها، أن “بين القتلى 288 مدنياً ضمنهم 67 طفلاً قتلوا في الغارات الجوية السورية والروسية فضلاً عن القصف البري لمناطق سيطرة الفصائل في جنوب إدلب والمناطق المجاورة.”
وأجبرت الهجمات الروسية والسورية آلاف المدنيين على الفرار إلى مخيمات باتجاه الشمال على الحدود التركية ودمرت أربع منشآت صحية وفقا لما ذكره مسؤولون من الدفاع المدني في إدلب ومنظمة أميركية للمساعدات الصحية تعمل في المنطقة.
وقالت خولة السواح نائبة رئيس منظمة “يونيون أوف مديكال كير إند ريليف” (اتحاد المنظمات الإغاثية الطبية) ومقرها الولايات المتحدة، في بيان، “نحن على شفا كارثة إنسانية”.
وقال مسعفون في محافظة إدلب إن “طائرات هليكوبتر تابعة للجيش السوري أسقطت براميل متفجرة، ما أسفر عن مقتل العديد من المدنيين، وإصابة العشرات”.
المصدر: الحرة