قطع سلطات النظام لدخول المعونات إلى الغوطة المحاصرة يتسبب في عودة وفاة المواطنين جراء سوء التغذية وانعدام العلاج
ثورة جياع الغوطة الشرقية تخفق في إنقاذ مواطنين وأطفال من الموت وتردي وضعهم الصحي نتيجة لسوء التغذية
محافظة ريف دمشق – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: تعاقب قوات النظام الغوطة الشرقية من جديد، بعد أن أُرخيت الشعرة بينها وبين فصائل وقاطني الغوطة الشرقية المحاصرين، لاستمالة الأخيرة إلى وقف إطلاق نار كامل، عبر إدخال مساعدات غذائية وإنسانية، فكانت أواخر تموز / يوليو الفائت من العام الجاري 2017، هي الموعد الأخير لآخر دفعة مواد غذائية حسب توقيت نظام دمشق، ولتغلَّق أبواب ومنافذ الغوطة إلى العالم الآخر، ويبقى محاصروها دونما شيء يغذي أملهم في مساعدات قادمة أو انفراج مستقبلي، بعد تعثر خطوات وقف إطلاق النار بخروقات اقترفها النظام نفسه
ثورة جياع الغوطة الشرقية لم تؤتِ أُكلها لمن فاته قطار الحياة، وبات المرض يفتك بجسده، دون أن تصد هجمة المرض، اللقيمات التي غنمها المهاجمون لمستودعات المخزونات من الطعام، فكان تأخر الغذاء والعلاج والدواء، سواء عبر تخزينه في مستودعات المجالس المحلية والمنظمات الإغاثية داخل الغوطة المحاصرة، أو عبر منع قوات النظام لدخول أية مساعدات منذ نحو 3 أشهر، فأودى الحال إلى تناقص في المواد الغذائية المخزنة لدى المواطنين، وارتفاع أسعارها بشكل جنوني في الأسواق التي تتوافر فيها
المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد خلال الـ 24 ساعة الفائتة عودة، حالات الوفاة إلى الظهور، نتيجة سوء التغذية وقلة الأدوية وانعدام العلاج اللازم لإنقاذ المرضى ممن بهم بحاجة لإسعاف عاجل، حيث فارق طفل من بلدة مديرا الحياة جراء سوء وضعه الصحي وانعدام العلاج اللازم، لتلحق به بعد ساعات طفلة من بلدة كفربطنا بأسباب مشابهة، فيما لا يزال العديد من الأطفال ومواطنين آخرين يعانون من حالات مرضية تحتاج لأدوية وعلاج فوري
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد في الـ 20 من تشرين الأول / أكتوبر الجاري، حالة غير مسبوقة تمثلت بمهاجمة مئات المواطنين السوريين من أبناء الغوطة الشرقية المحاصرة، مستودعات تحتوي على مواد غذائية مخزنة، وفي التفاصيل التي رصدها وحصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن نحو ألفي مواطن هاجموا مستودعاً يتبع للمكتب الإغاثي الموحد في بلدة حمورية الواقعة في غوطة دمشق الشرقية، حيث استولى المواطنون على طن ونصف الطن من المواد الغذائية المخزنة، كما علم المرصد السوري أن العشرات من الأهالي هاجموا قبلها بساعات، مستودعاً يتبع محافظة ريف دمشق في بلدة حمورية، إذ يحتوي المستودع على 80 طناً من مادة السكر التي تشهد شبه فقدان من أسواق الغوطة الشرقية
هذه الهجمات على مستودعات غذائية والتي تعد الأولى من نوعها، وحالة غير مسبوقة، جاءت بعد نحو 3 أشهر من انقطاع دخول المساعدات الغذائية إلى الغوطة الشرقية، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ 24 من تموز / يوليو من العام الجاري 2017، دخول آخر دفعة من المواد الغذائية إلى الغوطة الشرقية عبر مخيم الوافدين، بعد دفع “أتاوة” ورشوة كبيرة للحواجز المحيطة بالغوطة الشرقية، للسماح بإدخالها إلى الغوطة الشرقية، كما أكدت مصادر أهلية للمرصد السوري أن عملية هجوم المواطنين على المستودعات في بلدة حمورية التي يسيطر عليها فيلق الرحمن، جاءت نتيجة عدم تزويد المواطنين بالمواد التموينية أو المفقودة في الأسواق بالغوطة الشرقية، على الرغم من انقطاع دخول المساعدات الإنسانية