قوات النظام السوري تجدد غاراتها على الغوطة الشرقية
جددت قوات النظام الأربعاء قصفها على الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق موقعة مزيداً من الضحايا، غداة يوم يعد الأكثر دموية في المنطقة منذ أشهر، قتل خلاله عشرات المدنيين وأصيب أكثر من مائتين بجروح وفقاً للوكالة الفرنسية.
وتفصيلاً انصرف السكان اليوم الأربعاء إلى دفن قتلاهم ورعاية الجرحى في وقت يزيد تصعيد القصف من معاناة نحو 400 ألف مدني يعيشون حالة من الذعر والخوف، وتحاصرهم قوات النظام بشكل محكم منذ العام 2013.
وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في حصيلة جديدة لوكالة فرانس برس عن “مقتل 34 مدنياً على الأقل بينهم 12 طفلاً وإصابة العشرات بجروح جراء غارات لقوات النظام على مدن عدة في الغوطة الشرقية”.
في مشفى نقل إليه الضحايا في مدينة دوما، معقل فصيل جيش الإسلام الأكثر نفوذاً في المنطقة، شاهد مراسل فرانس برس وصول أربع جثث على الأقل وعدد من الجرحى معظمهم من النساء والأطفال الذين كان صراخهم يملأ المستشفى.
وقال إن مآذن المساجد منذ الصباح دعت الأهالي إلى “فض التجمعات وإخلاء الطرقات”.
وفي مدينة حمورية، شاهد مراسل لفرانس برس شاباً يبكي شقيقه الأصغر الذي كانت جثته بين جثث خمسة أطفال. ونقل عنه أنه شاهد قبل دقائق من الغارات الأطفال الخمسة يقومون بملء المياه.
يأتي تجدد الغارات الأربعاء غداة يوم دموي تسبب بمقتل ثمانين مدنياً على الأقل بينهم 19 طفلاً وإصابة مئتين آخرين بجروح، في آخر حصيلة أوردها المرصد الأربعاء.
وبحسب عبد الرحمن، فإن حصيلة القتلى الأربعاء “هي الأكبر في صفوف المدنيين في سوريا منذ تسعة أشهر، وواحدة من بين الأكثر دموية في الغوطة الشرقية منذ سنوات”.
وترد الفصائل المعارضة باستهداف دمشق وضواحيها بالقذائف التي استهدفت الأربعاء حياً في دمشق ومدينة جرمانا في ضواحي العاصمة، وتسببت بمقتل طفل وطفلة وإصابة شخصين بجروح، وفق ما أورد الإعلام الرسمي السوري.
وتعد الغوطة الشرقية إحدى مناطق خفض التوتر الأربع في سوريا، بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه في أستانا في أيار/ مايو برعاية روسيا وإيران، أبرز حلفاء دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة.
وقال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا بانوس مومتزيس للصحافيين في بيروت الثلاثاء “هناك تصور خاطئ بأن مناطق خفض التوتر نتج عنها السلام والاستقرار”.
وأضاف “الغوطة الشرقية منطقة خفض توتر. لكن ما حدث هو تصعيد خطير (…) نهاية النزاع في سوريا لا تزال بعيدة” لافتاً إلى أنها “المرة الأولى التي يكون فيها الناس على جبهات عدة، بين الغوطة الشرقية وعفرين وإدلب، في خطر شديد من دون أي أفق للحل”.
المصدر: الفجر