قوات النظام تحقق المزيد من التقدم للتوغل إلى عمق تلول الصفا ببادية ريف دمشق ومزيد من الخسائر البشرية يرفع لنحو 630 عدد القتلى والشهداء خلال 53 يوماً
محافظة ريف دمشق – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: لا تزال بادية ريف دمشق تشهد استمرار المعارك بين قوات النظام وحلفائها وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، في محاولة للتقدم على حساب الأخير الذي يتحصن في منطقة تلول الصفا، ذات الطبيعة الوعرة، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية وعناصر حزب الله اللبناني من طرف، وعناصر التنظيم من طرف آخر، في المنطقة آنفة الذكر، حيث تمكنت قوات النظام من تحقيق مزيد من التقدم والسيطرة على مزيد من المواقع ضمن عملياتها للتوغل إلى عمق منطقة سيطرة التنظيم في بادية ريف دمشق، وترافقت الاشتباكات مع عمليات قصف من قبل قوات النظام على مناطق سيطرة التنظيم، وسط استهدافات متبادلة خلفت خسائر بشرية مؤكدة في صفوف الطرفين.
حيث وثق المرصد السوري خلال المعارك التي شهدتها باديتا السويداء وريف دمشق، سقوط مز من الخسائر البشرية إذ ارتفع إلى 249 عدد عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” الذين قتلوا في التفجيرات والقصف والمعارك الدائرة منذ الـ 25 من تموز / يوليو الفائت، بينما ارتفع إلى 121 على الأقل عدد عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها ممن قتلوا في الفترة ذاتها، من ضمنهم عناصر من حزب الله اللبناني أحدهم قيادي لبناني بالإضافة لضباط برتب مختلفة من قوات النظام أعلاهم برتبة لواء، في حين كان وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ بدء هجوم التنظيم والعملية العسكرية التي تلتها إعدام تنظيم “الدولة الإسلامية” وقتله في اليوم الأول من هجومه في الـ 25 من تموز الفائت، 142 مدنياً بينهم 38 طفلاً ومواطنة، بالإضافة لمقتل 116 شخصاً غالبيتهم من المسلحين القرويين الذين حملوا السلاح صد هجوم التنظيم، وفتى في الـ 19 من عمره أعدم على يد التنظيم بعد اختطافه مع نحو 30 آخرين، وسيدة فارقت الحياة لدى احتجازها عند التنظيم في ظروف لا تزال غامضة إلى الآن.
كما كان نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أنه رصد تصاعد الاستياء في أوساط الأهالي بمحافظة السويداء، وفي أوساط ذوي المختطفين والمختطفات، ممن لم يجدوا أمامهم سوى انتظار النظام والروس ولجان التفاوض للتوصل لحل يفضي إلى الإفراج عن المختطفين الذين لا يزالون محتجزين لليوم الـ 52 على التوالي لدى تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي نفذ الهجوم الأدمى والأعنف في محافظة السويداء، وذلك في الـ 25 من تموز / يوليو الفائت من العام الجاري 2018، وتمكن حينها من مهاجمة القرى الواقعة على الخط الأول المأهول بالسكان والذي يتحاذى مع بادية السويداء، ومهاجمة مدينة السويداء كذلك، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان توجيه اتهامات من ذوي المختطفين وأهالي في محافظة السويداء، للجنة التفاوض الأولى المؤلفة من عدد من الشخصيات المتواجدة في سوريا وتركيا، وبعضهم على تواصل مع كنانة حويجة والمكتب الصحفي لقصر بشار الأسد، واتهامات للروس والنظام، بعدم بذل أي تحرك جدي في المفاوضات وعرقلتها وإعاقة تقدمها، واتهم الأهالي النظام والروس بمحاولة الضغط من خلال المختطفات والمختطفين البالغ عددهم نحو 30 طفلاً وطفلة ومواطنة، على أهالي السويداء للتطوع في صفوف قوات النظام والقتال معها في الجبهات المتبقية ضمن الأراضي السورية، حيث لا تزال قوات النظام بحاجة للكثير من العديد لإطلاق معركة إدلب، كما أن هذه الاتهامات تأتي بالتزامن مع استمرار قوات النظام في عمليتها العسكرية، دون الأخذ بعين الاعتبار سلامة المختطفين والمختطفات، أو ردود أفعال تنظيم “الدولة الإسلامية” تجاه عملية التقدم ضد آخر معاقله في بادية ريف دمشق على الحدود مع ريف السويداء، بالإضافة لشكوك الأهالي بطريقة ظهور مختطفيهم في الأشرطة المصورة، حيث تتركز ظنون الأهالي حول كيفية وصول الأشرطة المصورة والصور إلى الرأي العام دون أن يعمد تنظيم “الدولة الإسلامية” لتبني ظهور الأشرطة هذه، كما يأتي هذا التوتر والشك والاستياء المتجسد باتهامات للنظام والروس ولجان التفاوض، بعد ظهور المختطفات والمختطفين في شريط مصور جديد وردت نسخة منه إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان، تظهر مختطفي ومختطفات السويداء البالغ عددهم نحو 30 طفلاً وطفلة ومواطنة، والذي أعدم منهم فتى في الـ 19 من عمره، بالإضافة لمفارقة سيدة منهم الحياة في ظروف غامضة، وجاء في الشريط المصور حديث لإحدى المختطفات والتي قالت:: “نحن الأسرى الموجودين لدى الدولة الإسلامية، كلنا بخير وليس هناك من أحد تأذى بيننا، ولكن ليس من أحد يعمل على فك أسرنا لا النظام وروسيا، ونتمنى ممن يرى هذا الشريط المصور أن يسعى في قضيتنا ويفك أسرنا في أسرع وقت متأخر”