قوات النظام تحقق تقدماً استراتيجياً قرب مدينة درعا وتقترب من الحدود مع الأردن لفصل ريفي درعا الشرقي والغربي ومحاصرتهما
محافظة درعا – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: تتواصل المعارك العنيفة بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة أخرى، على محاور في مدينة درعا وإلى الغرب منها، إثر هجوم عنيف لقوات النظام بعد نحو 60 من الهدوء الذي فرضه تطبيق هدنة روسية – أمريكية – أردنية، وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام نفذت هجوماً عنيفاً تمكنت خلاله من تحقيق تقدم استراتيجي، في غرب مدينة درعا، مسيطرة على تلة الثعيلية وكتيبة الدفاع الجوي المحاذية لها، حيث تترافق المعارك العنيفة التي لا تزال متواصلة مع قصف مكثف ومتبادل بين طرفي القتال، في محاولة من الفصائل معاودة التقدم في المنطقة، فيما تسعى قوات النظام لتحقيق مزيد من التقدم نحو الغرب، وفي حال تثبيت قوات النظام سيطرتها على التلة والكتيبة وتقدمها باتجاه الحدود الأردنية، فإنها ستفصل ريفي درعا الغربي والشمالي الغربي، عن الريفين الشرقي والشمالي الشرقي لمدينة درعا، وستوقع الفصائل في كل جهة منها في حصار كامل.
هذه المعارك العنيفة في محيط مدينة درعا وريفها، تترافق مع اشتباكات عنيفة بين الطرفين في درعا البلد بمدينة درعا، حيث ترافقت الاشتباكات منذ ما بعد منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء وحتى الآن، مع قصف بنحو 55 برميل متفجر أالقتها مروحيات النظام، وحوالي 20 غارة نفذتها الطائرات الحربية مع قصف بـ 17 صاروخ يعتقد أنها من نوع أرض – أرض، وقصف بعشرات القذائف الصاروخية والمدفعية، متسببة في دمار بالبنى التحتية والمرافق العامة وممتلكات المواطنين، كما تسبب القصف والاشتباكات في سقوط خسائر بشرية من طرفي القتال.
يشار إلى أنه كان من المفترض تمديد الهدنة الأمريكية – الروسية – الأردنية في مدينة درعا تلقائياً بعد منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء إلا أن القصف الجوي والصاروخي حال دون ذلك، وكان المرصد السوري نشر أمس أن الهدوء لا يزال مستمراً في مدينة درعا، بعد تمديد الهدنة الروسية – الأمريكية – الأردنية لمدة 24 ساعة أخرى، عقب انتهاء الساعات الـ 48 الأولى المحددة مسبقاً، لتطبيق الاتفاق الذي بدأ عند الساعة 12 ظهراً من ظهر أمس الأول الـ 17 من حزيران / يونيو الجاري من العام 2017، ولم يسجل المرصد السوري في أول ساعتين من التمديد، أية خروقات في مدينة درعا، التي شهدت هدوءاً خلال الـ 50 ساعة الفائتة، سقوط قذائف أطلقتها قوات النظام على عدة جولات، مستهدفة مناطق سيطرة الفصائل في المدينة، فيما كانت الساعة الأولى من تطبيق الاتفاق الإقليمي – الدولي، شهد قصفاً بعدة قذائف من قبل قوات النظام على مناطق في درعا البلد، وتنفيذ الطائرات الحربية عدة غارات استهدفت مناطق في محيط مخيم درعا ومناطق في مدينة درعا، كما جاء الهدوء الذي خيم لـ 48 ساعة على مدينة درعا نتيجة الاتفاق، بعد أعنف معارك شهدتها مدينة درعا منذ بدء اتفاق “تخفيف التصعيد”، في الـ 6 من أيار / مايو الفائت من العام الجاري 2017، حيث اندلع القتال العنيف بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها وحزب الله اللبناني من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة أخرى، على محاور في درعا البلد ومحيط مخيم درعا، في الثالث من حزيران / يونيو الجاري، واستمرت لظهر اليوم الـ 17 من الشهر ذاته، وترافق مع أعنف تصعيد شهدته مدينة درعا منذ أشهر، واستهدفت قوات النظام والطائرات الحربية والمروحية بأكثر من 2000 غارة وبرميل متفجر وصاروخ يعتقد أنه من نوع أرض – أرض، وقذيفة مدفعية وصاروخية، مدينة درعا، ما تسبب في دمار كبير بالبنى التحتية والمباني ومنازل المدنيين، إضافة لسقوط خسائر بشرية في صفوف المدنيين، فيما قضى قتل عشرات المقاتلين من الفصائل والعناصر من قوات النظام في هذه المعارك، كما رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان حذراً من قبل الفصائل من تطبيق هذا الاتفاق في هذا التوقيت، وبخاصة أن الاتفاق محدود لمدة 48 ساعة.
كذلك جاء الهدوء عقب قصف مكثف طال المدينة، وبعد وصول تعزيزات عسكرية استقدمتها قوات النظام للمشاركة في معركة درعا، فيما تعد هذه المعركة التي شهدتها مدينة درعا منذ الـ 3 من حزيران الجاري، ثالث معركة عنيفة تشهدها المدينة منذ مطلع أيار / مايو الفائت، وأعنف معركة منذ بدء تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في مناطق “تخفيف التصعيد” الممتدة من الشمال السوري إلى الجنوب السوري، والتي تشمل محافظة إدلب وريفي حماة وحمص الشماليين، وغوطة دمشق الشرقية والجنوب السوري في الـ 6 من أيار الفائت، حيث كان جرى قتال في الـ 22 من أيار / مايو الفائت، كما جرى قتال في الـ 17 من الشهر ذاته، واللذين ترافقا مع عشرات الغارات والضربات الصاروخية والمدفعية المتبادلة بين الطرفين، كما أنه جدير بالذكر أن الفصائل المقاتلة والإسلامية أطلقت في النصف الأول من شباط / فبراير الفائت من العام الجاري 2017، معركة “الموت ولا المذلة” والتي تهدف من خلالها إلى السيطرة على درعا البلد في مدينة درعا، وتمكنت هذه الفصائل من تحقيق تقدم واسع والسيطرة على كتل أبنية ومواقع لقوات النظام، وقضى وقتل وأصيب العشرات من مقاتلي الطرفين خلال هذه الاشتباكات والقصف الذي رافقها.