قوات النظام تحقق تقدماً واسعاً في ريف الباب ضمن عمليتها العسكرية نحو منطقة الخفسة قرب ضفاف الفرات الغربية
تتواصل المعارك العنيفة في الريف الجنوبي الشرقي لمدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي، بين تنظيم “الدولة الإسلامية” من طرف، وقوات النظام المدعمة بقوات النخبة من حزب الله اللبناني والمسلحين الموالين لها وبإسناد من المدفعية الروسية من طرف آخر، وسط تقدم جديد للأخير وسيطرته على قرى أم الطلاطل وأم العمد وبرلين بريف الباب الجنوبي الشرقي وريف دير حافر الشمالي الشرقي، حيث تسعى قوات النظام لتحقيق تقدم في مزيد من المناطق على حساب التنظيم الذي بدأت سيطرته تتقلص في الريف الشرقي لحلب، بعد العمليات المتزامنة لقوات النظام بقيادة مجموعات النمر مع العملية العسكرية لقوات عملية “درع الفرات”، وذلك تكون قوات النظام قد سيطرت اليوم على 11 قرية وهي أم الطلاطل وأم العمد وبرلين وغلصة وأبو كهف والمنفوخة وأبو طويل والسفري وام ميال ميري وأبو طويل وزعرايا بالإضافة لتلة زعرايا في المنطقة، ومعلومات مؤكدة عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر اليوم أن العمليات العسكرية لقوات النظام المدعمة بالمسلحين السوريين والغير السوريين الموالين لها تواصل سعيها في تحقيق هدفها، عبر السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من ريف حلب وبسط سيطرتها عليها، وتقليص مساحة سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” في الريف الشرقي لحلب، والتوجه نحو الضفاف الغربية لنهر الفرات، للوصول إلى منطقة الخفسة الواقعة قرب النهر والتي تمد مدينة حلب بالمياه، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان انطلاق قوات النظام وتصعيده لعملياته من محورين، حيث تتقدم قوات النظام من ريف دير حافر الشمالي عبر محاولات التقدم نحو قرى واقعة شرق مناطق تقدم النظام في الأيام والأسابيع الفائتة، والتي تمكنت اليوم من استعادة قرية جديدة في هذا المحور، فيما تتقدم من المحور الثاني وهو محور جنوب شرق الباب، منطلقة من القرى التي سيطرت عليها، حينما رسمت حدودها في الأيام الثلاثة الفائتة، مع القوات التركية وفصائل عملية “درع الفرات” وتمكنت من خلال رسم الحدود من الوصول على تماس مع مناطق سيطرة مجلس منبج العسكري في ريف منبج الجنوبي الغربي.
المحور الأول في ريف دير حافر لا يزال يبعد عن منطقة الخفسة أكثر من 20 كلم، فيما يبعد النظام من محور ريف الباب الجنوبي الغربي عن الخفسة مسافة حوالي 19 كلم، في حين تفصل كيلومترات قليلة المحورين عن بعضهما، حيث تحاول قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها وقوات النخبة في حزب الله اللبناني وبإسناد من المدفعية الروسية، تشتيت تنظيم “الدولة الإسلامية” واستنزاف طاقاته، عبر القصف المكثف والتقدم المتلاحق، للوصول إلى محطة الخفسة للمياه واستعادة السيطرة عليها، بغية إعادة ضخ المياه إلى ثاني كبرى المدن السورية -حلب، التي تعاني من العطش وانقطاع المياه عن مئات آلاف المواطنين فيها، منذ نحو 7 أسابيع متوالية، حيث دفع العطش بعشرات آلاف المواطنين للالتجاء للوسائل البديلة، عبر شراء المياه أو نقل المياه إلى المنازل من الآبار المحفورة في شوارع وأماكن محددة بالمدينة، ومن آبار المسابح ووسائل أخرى تقي المواطنين من العطش، مع استغلال التجار والباعة لانقطاع المياه واستمرارهم في رفع أسعار المياه الصحية ومياه الشرب.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار انقطاع المياه عن نحو مليون ونصف المليون نسمة، نتيجة لقطع تنظيم “الدولة الإسلامية” المياه المستجرَّة من نهر الفرات، حيث قطع التنظيم المياه من محطة الخفسة لتصفية المياه ومعالجتها في ريف حلب الشرقي، الأمر الذي خلق الاستياء لدى المواطنين في مدينة حلب، عقب قيام مسؤولين حكوميين في المدينة بتبرير قطع التنظيم للمياه، وردهم سبب انقطاع المياه عن مدينة حلب، إلى انقطاع التيار الكهربائي المغذي للمحطة ولباقي محطات معالجة المياه في ريف حلب الشرقي، واتهم الأهالي سلطات النظام بالتذرع بهذه الأسباب، لعدم إثارة الرأي العام وخلق استياء جديد لدى المواطنين في المدينة تجاهها، بعد الاستياء العام الذي شهدته مدينة حلب، ولا تزال تشهده جراء عمليات “التعفيش” المتواصلة من قبل المسلحين الموالين للنظام لمنازل المواطنين ومتاجرهم وممتلكاتهم في المدينة وأطرافها.
جدير بالذكر أن مدينة حلب شهدت منذ مطلع ديسمبر / كانون الأول من العام 2015 وحتى مطلع آذار / مارس من العام 2016، انقطاعاً للمياه القادمة من نهر الفرات عبر الخفسة وصولاً إلى مدينة حلب، ولم يتم إعادة ضخ المياه إلا بعد أن نفذت قوات النظام تعهدها للهلال الأحمر، بإصلاح محطة ضخ المياه في عين البيضا، والواقعة بريف حلب الشرقي، والتي تضخ المياه إلى مدينة الباب الخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، مقابل سماح التنظيم بضخ مياه نهر الفرات نحو أحياء مدينة حلب، حيث اعتمد المواطنون حينها على الآبار التي تم حفرها في أحياء بالمدينة، والتي جف الكثير منها، نتيجة لاستخدامها بشكل مستمر من قبل المواطنين آنذاك.