قوات النظام تدخل محافظة الرقة لأول مرة منذ عامين
المعارضة تجدد الدعوة لهدنة خلال رمضانبعد أيام قليلة من وقف قوات التحالف الدولي بقيادة اميركا الهجوم الذي كانت تنفذه الميليشيات الكردية على الريف الشمالي لمحافظة الرقة، شنت قوات النظام مدعومة بروسيا هجوما مباغتا على الرقة من الجهة الجنوبية، حيث دخلت هذه القوات الحدود الادارية لمحافظة الرقة وذلك لأول مرة منذ انسحابها من المحافظة قبل عامين ليسيطر عليها تنظيم داعش ويجعلها عاصمته في سورية.
وهو ما اعتبره مراقبون أحد نتائج الاتفاق الاميركي ـ الروسي غير المعلن على تنسيق العمليات التي يخوضها الجانبان عبر حلفائهما على الأرض.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان بحسب وكالة فرانس برس، ان «قوات النظام بالتعاون مع مقاتلين موالين دربتهم موسكو يعرفون باسم قوات «صقور الصحراء» وبغطاء جوي روسي تمكنوا من دخول الحدود الادارية لمحافظة الرقة» في شمال البلاد أمس.
وبدأت قوات النظام الهجوم منذ الخميس انطلاقا من منطقة اثريا في ريف حماة الشمالي وتسببت الاشتباكات بين الطرفين منذ بدء العملية بمقتل 26 عنصرا من تنظيم داعش وتسعة عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وفق المرصد.
ويهدف الهجوم بالدرجة الاولى وفق المرصد، الى استعادة السيطرة على مدينة الطبقة الواقعة على بحيرة الفرات غرب مدينة الرقة، والتي يوجد بالقرب منها مطار عسكري وسجن تحت سيطرة التنظيم.
وتقع اثريا على بعد نحو مائة كيلومتر جنوب غرب الطبقة التي تبعد بدورها نحو خمسين كيلومترا عن مدينة الرقة، مركز المحافظة.
وباتت قوات النظام وفق المرصد، على بعد اقل من 40 كيلومترا عن مدينة الطبقة.
وبحسب المرصد فانها «المرة الاولى التي تدخل فيها قوات النظام الى محافظة الرقة» منذ سيطرة التنظيم على مطار الطبقة واعدامه نحو 160 عسكريا من جنود النظام عام 2014.
ويأتي هجوم قوات النظام بدعم روسي في الرقة بعد بدء قوات سورية الديموقراطية التي تتشكل بغالبيتها من المقاتلين الأكراد وبدعم جوي من التحالف الدولي هجوما مماثلا في 24 مايو لطرد التنظيم من شمال محافظة الرقة، انطلاقا من محاور عدة احدها باتجاه الطبقة ولكن من ناحية الشمال.
لكن الهجوم أوقف وفتحت قوات سورية الديموقراطية جبهة جديدة في مدينة منبج شمال حلب حيث تمكنت هذه القوات منذ بدء هجومها الاربعاء من السيطرة على 34 قرية ومزرعة وفق المرصد.
وتعليقا على تزامن الهجومين باتجاه الطبقة، قال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: «يبدو ان هناك تنسيقا غير معلن بين واشنطن وموسكو».
في موازاة ذلك، تستمر الغارات الكثيفة لقوات النظام على الاحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب تزامنا مع اطلاق الفصائل المقاتلة قذائف على الاحياء الغربية في المدينة.
واحصى المرصد مقتل تسعة اشخاص على الاقل جراء الغارات على الاحياء الشرقية بعد واحد من أكثر الأيام دموية، اسفر عن سقوط عشرات القتلى في مناطق سيطرة المعارضة.
في المقابل، افاد التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل بمقتل 11 شخصا بينهم طفل جراء قذائف سقطت على احياء المشارقة والميدان والفيض تحت سيطرة قوات النظام في غرب حلب.
ولا تزال طريق الكاستيلو المنفذ الوحيد المتبقي من الاحياء الشرقية باتجاه الريف الغربي بحكم المقطوعة مع استهداف اي حركة عبرها، ما يجعل الاحياء الشرقية «محاصرة تماما في الوقت الراهن» وفق المرصد.
من جهتها، جددت الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة مطالبة الامم المتحدة بالزام النظام السوري بالتقيد بهدنة خلال شهر رمضان تستثني مناطق سيطرة تنظيم داعش وبتسريع ادخال المساعدات الى المناطق المحاصرة.
وقال المتحدث باسم الهيئة سالم المسلط في بيان أمس انه مع بدء شهر رمضان المتوقع غدا «دعونا نرى المواد الغذائية والادوية ومساعدات اخرى تدخل» الى المناطق المحاصرة، داعيا الى الكف عن «الاكاذيب.. والمراوغة، فقط اسمحوا للامدادات بالدخول».
المصدر:الحرة نيوز