قوات النظام تسيطر نحو 3 آلاف كيلومتر مربع من مثلث دير الزور – الرقة – حمص وتتوغل في مساحات كبيرة من بادية دير الزور الغربية

9

علم المرصد السوري لحقوق الإنسان من عدد من المصادر الموثوقة أن قوات النظام مدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، تمكنت من تحقيق تقدم استراتيجي والسيطرة على أكبر جبال في البادية السورية، حيث سيطرت هذه القوات على جبل البشري الواقع في مثلث الرقة – دير الزور – حمص، والذي يتميز بوعورة تضاريسه، ويعد من أهم معاقل تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، كما شهد هذا الجبل زيارة أبي بكر البغدادي زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية” له، للالتقاء بقيادات عسكرية وأمنية في التنظيم في أوقات سابقة، فيما يمتد الجبل داخل الحدود الإدارية لثلاث محافظات، ويعد من المراكز المهمة التي اعتمد التنظيم عليها في عمليات الإمداد وتأمين قياديين.

هذا التقدم مكن قوات النظام من السيطرة على نحو 3 آلاف كيلومتر مربع من البادية السورية، متمكنة بذلك من التوغل وتحقيق تقدم  كبير في بادية دير الزور الغربي، كما أن السيطرة على الجبل وتثبيت قوة نارية في الجبل، ستؤمن الرصد والسيطرة النارية على مساحات واسعة من قرى وبلدات الريف الغربي لدير الزور، فيما تمكنت قوات النظام من تحقيق هذه السيطرة في المنطقة، عبر التقدم تحت غطاء من القصف الصاروخي والمدفعي المكثف من قبل قوات النظام، والقصف من قبل الطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام على جبل البشري ومحيطه، كما أن قوات النظام بهذا التقدم تمكنت من توحيد محوري التوغل السابقين في دير الزور، وهما محور ريف الرقة الشرقي، ومحور طريق السخنة – دير الزور

وكانت قوات النظام تمكنت في الـ 17 من تموز / يوليو الفائت، من تحقيق تقدم هام، والسيطرة على حقول نفطية في النصف الشرقي من ريف الرقة الجنوبي، حيث أتاحت هذه السيطرة لقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية تحقيق تقدم في المنطقة والوصول إلى مشارف جبل البشري الاستراتيجي، في حين نشر المرصد السوري في الـ 27 من آب / أغسطس الجاري من العام 2017، أن قوات النظام تمكنت من التقدم لمسافة نحو 25 كلم، شمال شرق مناطق تمركزه على بعد نحو 36 كلم من مدينة السخنة بالبادية الحمصية الشرقية، ضمن عمليات توغل قوات النظام داخل الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور، تمهيداً لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية”، في محافظة دير الزور، حيث يفرض التنظيم سيطرته على غالبية المحافظة باستثناء مناطق في مدينة دير الزور ومحيطها، تسيطر عليها قوات النظام، ومناطق توغل النظام من جهة محطة التي تو ومن جهة السخنة ومن جهة ريف الرقة الشرقي، ومناطق في الريف الشمالي الغربي لمدينة الرقة تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، وبذلك فإن قوات النظام، باتت تبعد من هذا المحور الذي يوصل إلى كباجب والشولا، نحو 65 كلم عن مدينة دير الزور التي تشهد مناطق سيطرة النظام فيها حصاراً يفرضه تنظيم “الدولة الإسلامية” منذ مطلع العام 2015، وتمكن بعدها من فرض حصار ثاني، داخل الحصار الأول وذلك في مطلع العام الجاري 2017

كما كان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر في الـ 27 من تموز / يوليو من العام الجاري 2017، أن قوات النظام تمكنت من دخول الحدود الإدارية الغربية لمحافظة دير الزور، وهي أول دخول لقوات النظام إلى محافظة دير الزور من الرقة، بعد نحو شهر من دخولها إلى الريف الجنوبي الشرقي للمحافظة قادمة من أقصى البادية الشرقية لحمص، كما نشر أن المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ 23 من حزيران / يونيو من العام الجاري 2017، أن حركة النجباء وبقية المسلحين الموالين للنظام وبعد سيطرتها على مناطق سد الوعر ووادي الوعر وأرض الوشاش وعدة مواقع أخرى كانت ضمن مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، تمكنت من الدخول إلى الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور، من ريفها الجنوبي الشرقي، القريب من الحدود مع العراق، حيث أن هذا التقدم الاستراتيجي أتاح لقوات النظام توسعة نطاق سيطرتها وتواجدها على الحدود السوري العراقية.