قوات النظام تضيق الخناق أكثر على تنظيم “الدولة الإسلامية” عند حدود ريف دمشق مع السويداء وتزيد المخاوف على مصير المختطفين لدى الأخير

29

محافظة ريف دمشق – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: تتواصل العمليات العسكرية لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في بادية ريف دمشق عند الحدود الإدارية مع ريف السويداء ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، إذ تتواصل المعارك بعنف بين الطرفين على محاور بمحيط منطقة تلال الصفا، ورصد المرصد السوري تمكن قوات النظام وبغطاء صاروخي مكثف من تحقيق مزيد من التقدم وتضييق الخناق أكثر، على عناصر التنظيم في المنطقة، كما أن عمليات التقدم وإطباق الحصار على تنظيم “الدولة الإسلامية” في تلال الصفا، تأتي بالتزامن مع الغموض الذي يلف مصير المختطفات والمختطفين من ريف السويداء الذين يحتجزهم التنظيم منذ أسابيع، وسط تصاعد المخاوف على حياتهم، والاستياء من الاستهتار بمصيرهم، والمضي في العملية العسكرية من قبل قوات النظام، وتكثيف عمليات القصف التي باتت تشكل خطراً على حياتهم، من موتهم بهذه القذائف أو إعدامهم من قبل التنظيم انتقاماً لمقتل المزيد من عناصره.

 

المرصد السوري كان قد نشر صباح اليوم الجمعة، أنه  تشهد محاور في بادية ريف دمشق، على الحدود الإدارية مع ريف السويداء استمرار المعارك العنيفة فيها، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وتنظيم “الدولة الإسلامية” من طرف آخر، تترافق مع استمرار القصف الصاروخي من قبل قوات النظام على مواقع التنظيم، إذ تتركز الاشتباكات في محيط وأطراف تلال الصفا، ومعلومات عن وقوع المزيد من الخسائر البشرية بين طرفي القتال، بالتزامن مع الغموض الذي يلف مصير المختطفات والمختطفين من ريف السويداء، والمحتجزين منذ أسابيع لدى التنظيم، وسط مخاوف بتصاعد وتيرة القصف ما يشكل المزيد من الخطر على حياتهم، أو لجوء التنظيم لعمليات انتقامية منهم وإعدام المزيد منهم، بعد أن أعدم سابقاً فتى من المختطفين، ووفاة سيدة من المختطفات في ظروف لا تزال مجهولة إلى الآن.

 

ومع سقوط مزيد من الخسائر البشرية فإنه يرتفع إلى 95 عدد عناصر التنظيم الذين قتلوا في التفجيرات والقصف والمعارك الدائرة منذ الـ 25 من تموز / يوليو الفائت، بينما ارتفع إلى 29 على الأقل عدد عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، الذين قتلوا في الفترة ذاتها، فيما كان وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ بدء هجوم التنظيم والعملية العسكرية التي تلتها إعدام تنظيم “الدولة الإسلامية” وقتله في اليوم الأول من هجومه في الـ 25 من تموز الجاري، 142 مدنياً بينهم 38 طفلاً ومواطنة، بالإضافة لمقتل 116 شخصاً غالبيتهم من المسلحين القرويين الذين حملوا السلاح صد هجوم التنظيم، وفتى في الـ 19 من عمره أعدم على يد التنظيم بعد اختطافه مع نحو 30 آخرين، وسيدة فارقت الحياة لدى احتجازها عند التنظيم في ظروف لا تزال غامضة إلى الآن.

 

ونشر المرصد السوري مساء أمس الخميس، أنه لا تزال الاشتباكات العنيفة متواصلة بين تنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب آخر، على محاور في بادية ريف دمشق، على الحدود الإدارية مع ريف السويداء، وذلك في هجمات متواصلة لقوات النظام بغية قضم مزيد من المواقع والتقدم وإجبار التنظيم على الاستسلام أو الرضوخ لشروط المفاوضات بتسليم المختطفين، كما تترافق الاشتباكات المستمرة بوتيرة عنيفة مع استمرار عمليات القصف الصاروخي من قبل قوات النظام على مواقع سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” في المنطقة، كما أن هذا القتال المستمر والتصاعد في أعداد قتلى الطرفين، يأتي بالتزامن مع استمرار التوتر والاستياء بشكل متصاعد في محافظة السويداء، من المماطلة في عملية فك احتجاز المختطفين المتواجدين لدى تنظيم “الدولة الإسلامية” منذ الـ 25 من آب / أغسطس الجاري من العام 2018، إذ أن عشرات المواطنين كانوا نفذوا اعتصاماً في مدينة السويداء أمس الأربعاء، مطالبين بالمختطفين، ومنددين بهذه الإطالة في عملية استمرار المختطفين، مع تصاعد الخطر على حياتهم نتيجة القصف من قبل قوات النظام على منطقة تلول الصفا التي تعد آخر منطقة يتواجد فيها التنظيم في بادية ريف دمشق المتاخمة للحدود الإدارية لمحافظة السويداء، في حين رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار القصف من قبل قوات النظام على مناطق سيطرة التنظيم، بالتزامن مع اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من جانب آخر، على محاور في محيط منطقة تلول الصفا، وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر أمس الأول أنه مع مرور الأسبوع الثالث على اختطاف نحو 30 من الأطفال والمواطنات، من قرى الريف الشرقي لدير الزور، من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية”، واحتجازهم في مناطق سيطرة التنظيم، وعلى الرغم من تقهقر التنظيم، وانحسار مناطق سيطرة الواسعة في القسم الجنوبي من البادية السورية، إلا أنه لا تزال المخاوف على مصير المختطفين والمختطفات، في تصاعد مستمر، مشعلة معها المزيد من الاستياء في صفوف مزيد من الأهالي، من عدم الاكتراث واللامبالاة التي يجري التصرف بها حيال ملف المختطفات، وما زاد في الطين بلة، وصب الزيت على النار، هو دعوات وجهت لاعتبار المختطفين شهداء، الأمر الذي قابله ذوو المختطفين بالرفض القاطع، متهمين الأطراف الداعية لذلك، بمحاولة التشبيح للنظام وعدم إعطاء الفرصة للتنظيم للي ذراع النظام، الذي هو في الأصل غير مكترث لمصير المختطفين، وما يدل على ذلك هو عمليته العسكرية التي أنهت وجود التنظيم في محافظة السويداء بشكل كامل، فرغم الاستمرار في عملية التفاوض إلا أن قوات النظام لم تصل لنتيجة التفاوض التي تقتضي الإفراج عن المختطفين والمختطفات قبل إقدام التنظيم على إعدامهم.