قوات النظام تواصل عمليتها للسيطرة على السخنة وتقليص المسافة بينها وبين قواتها القادمة من عملية ريف الرقة

29

لا تزال المعارك متواصلة بوتيرة عنيفة بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة أخرى، على محاور في محيط مدينة السخنة، التي تعد آخر مدينة يسيطر عليها التنظيم في محافظة حمص، حيث تستميت قوات النظام للسيطرة عليها وإنهاء وجود التنظيم فيها، وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المعارك العنيفة تترافق مع قصف مكثف من قبل قوات النظام بقذائف الدبابات والمدفعية والهاون والصواريخ، بالإضافة لغارات مكثفة من قبل الطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام، وفي حال تمكنت قوات النظام من تحقيق تقدم جديد وفرض سيطرتها على مدينة السخنة، فإنها تكون أنهت وجود التنظيم في آخر مدينة متبقية للتنظيم من محافظة حمص، وينحصر وجود التنظيم في قرى قرب جبال الشومرية وقرى أخرى في بادية السخنة وحقول نفطية ومرتفعات متناثرة في البادية السورية بريف حمص.

المرصد السوري لحقوق الإنسان، رصد أنه في حال تمكنت قوات النظام من فرض سيطرتها على مدينة السخنة، فإن نحو 40 كلم تفصلها عن الوصول لقواتها القادمة من ريف الرقة الجنوبي، والتي دخلت الحدود الإدارية لحمص قادمة من الرقة لأول مرة في الـ 14 من تموز / يوليو الجاري من العام 2017، حيث تمكنت من السيطرة على حقول وآبار نفطية في أقصى شمال شرق حمص.

جدير بالذكر أن قوات النظام عمدت خلال الأسابيع الفائتة، لتنفيذ عدد من العمليات العسكرية المتزامنة، والتي مكنتها من استعادة آلاف الكيلومترات المربعة، من سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” وبخاصة في البادية السورية، كما مكنها من الوصول إلى معاقل مهمة واستراتيجية لتنظيم “الدولة الإسلامية” وبشكل أكبر في البادية الممتدة من ريف الرقة الجنوبي إلى حدود دير الزور مع حمص، وحدود الأخيرة مع العراق وصولاًَ إلى الريف الشرقي لحماة، وحقق قوات النظام هذا التقدم بدعم من المسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية وبدعم من قوات عشائرية مدربة ومسلحة روسيا، وبإسناد من طائرات مروحية وحربية روسية، إذ تهدف روسيا من خلال هذا الإسناد الجوي والمدفعي إلى استعادة السيطرة على المساحات المتبقية تحت سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” والتي تحوي على حقول نفط وغاز، كما كانت قوات النظام بدأت تصعيدها على منطقة السخنة منذ مطلع حزيران / يونيو والتي تقع على بعد نحو 60 كلم شمال شرق مدينة تدمر التي استعادتها قوات النظام قبل أسابيع، إذشهدت قصفاً يومياً من قبل الطائرات الحربية، التي تعمدت استهداف المدينة، الأمر الذي تسبب بأضرار في ممتلكات مواطنين ووقوع إصابات، حيث جاء هذا التصعيد والضربات الجوية اليومية على المدينة وفي القرى والمرتفعات المحيطة بها، بعد فشل قوات النظام البعيدة نحو 40 كلم في جنوب غرب المدينة، من تحقيق تقدم جديد والوصول إلى البلدة، التي تهدف قوات النظام للتقدم نحوها وفرض سيطرتها عليها، كما نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان حينها، أن استعادة قوات النظام سيطرتها على مدينة السخنة بريف حمص الشرقي، في حال تمت في الفترات المقبلة، ستتيح لقوات النظام التقدم نحو الحدود الإدارية للبادية السورية مع محافظة دير الزور، وتنفيذ عملية عسكرية في محافظة دير الزور التي يسيطر تنظيم “الدولة الإسلامية” على معظمها، ويشار إلى بلدة السخنة تبعد نحو 50 كلم عن الحدود الإدارية للبادية مع دير الزور.