قوات النظام وبغطاء مكثف ومساندة من المسلحين الموالين لها تتمكن من الوصول لمسافة 4 كلم عن مدينة تدمر ببادية حمص الشرقية
تتواصل المعارك بوتيرة عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، وتنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة أخرى، في البادية الغربية لمدينة تدمر، مترافقة مع ضربات صاروخية ومدفعية عنيفة من قوات النظام على مناطق الاشتباك، وغارات للطائرات الحربية على الأماكن ذاتها ومناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، في تدمر ومحيطها، ما تسبب في أضرار مادية، دون ورود معلومات عن الخسائر البشرية حتى الآن، وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام والمسلحين الموالين لها تمكنت من تحقيق تقدم جديد نحو مدينة تدمر، مقلصة المسافة بينها وبين المدينة، وباتت على مسافة نحو 4 كلم عن المدينة.
هذا التقدم جاء مع استمرار قوات النظام في هجومها المعاكس منذ الـ 14 من كانون الثاني / يناير من العام الجاري 2017، مدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، الذي تهدف من خلاله لاستعادة السيطرة على كل ما خسرته في هجوم تنظيم “الدولة الإسلامية” العنيف والمباغت في الثلث الأول من كانون الأول / ديسمبر من العام الفائت 2016 وانتزاعه للسيطرة على مدينة تدمر ومساحات واسعة من باديتها الغربية وصولاً إلى مطار التيفور العسكري، وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات تجري على 3 محاور بوقت متزامن، تهدف للوصول إلى مدينة تدمر، خذت ترافقت هذه الاشتباكات العنيفة، مع ضربات مدفعية وصاروخية عنيف من قوات النظام والمسلحين الموالين لها على مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” ومواقع تواجده، متزامنة مع غارات مكثفة تنفذها الطائرات الحربية والمروحية بشكل يومي مستهدفة الأماكن ذاتها، وتسببت عمليات القصف والاشتهدافات المتبادلة بين الطرفين والاشتباكات بينهما، إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الطرفين، حيث نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم أمس الأحد، أن قوات النظام تمكنت من التقدم لحين وصولها إلى أقل من 9 كلم غرب مدينة تدمر، عند محيط منطقة المقاسم، كما تمكنت قوات النظام من السيطرة النارية على حقل جزل النفطي وحقلي المهر وجحار للغاز عقب سيطرتها على تلال مشرفة على الحقول الثلاث، وسط معلومات مؤكدة عن انسحاب عناصر التنظيم من الحقول سابقة الذكر، كما نفذ التنظيم هجوماً على مواقع لقوات النظام في محور تلال الشعر ببادية تدمر، ترافق مع قصف واستهدافات متبادل أسفرت عن قتلى وجرحى بين الطرفين.
قوات النظام التي تستميت للوصل إلى مدينة تدمر واستعادتها مع الحقول النفطية الواقعة بباديتها الغربية، خسرت كل هذه المناطق بهجوم عنيف نفذه تنظيم “الدولة الإسلامية” في الـ 8 من كانون الأول / ديسمبر من العام الفائت 2016، من تحقيق تقدم واسع على حساب قوات النظام والمسلحين الموالين لها مسيطراً على مدينة تدمر والمدينة الأثرية ومطار تدمر العسكري وقلعة تدمر الأثرية وقصر الحير الأثري وحقل المهر وحقل وشركة جحار وقصر الحلابات وجبل هيال وصوامع الحبوب وحقل جزل ومستودعات تدمر ومزارع طراف الرمل وقريتي الشريفة والبيضة الشرقية والغربية ومواقع أخرى في محيط مدينة تدمر وباديتها، وجاء هذه السيطرة عقب وصول تعزيزات إليه قادمة من العراق، ومؤلفة من نحو 300 عنصر وقيادي ميداني، والتي أرسلتها قيادة تنظيم “الدولة الإسلامية” بعد اجتماع ضم قائد “جيش الشام”، مع أبي بكر البغدادي زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية” ووزير الحرب في التنظيم، واللذان أكدا لقائد جيوش الشام بأنه التعزيزات ستكون مستمرة ومتلاحقة من الآن وصاعداً.