قوات سوريا الديمقراطية تبدأ هجومها ضد آخر جيب لداعش
أعلنت قوات سوريا الديموقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة، أمس الجمعة، بدء الهجوم على آخر جيب لتنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا، والذي تُقدر مساحته بنصف كيلومتر مربع.
وكتب مدير المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديموقراطية مصطفى بالي في تغريدة “بعد أن استكملت قواتنا إجلاء المدنيين من الباغوز وتحرير مقاتلينا الذين كانوا مختطفين لدى داعش، لم يتبق في الباغوز سوى الإرهابيين”.
وأضاف “لذلك بدأت قواتنا التحرك العسكري والاشتباك مع الإرهابيين لاستكمال تحريرها نهائيا”.
وقال بالي “بدأ الهجوم عند الساعة السادسة وسينتهي حين ينتهي آخر داعشي” مشيراً إلى أن “القصف بالسلاح الثقيل قد بدأ”.
وتتوقع “قسد” خوض معركة شرسة مع مقاتلي التنظيم الإرهابي بعد تأهب دام عدة أسابيع لاقتحام آخر جيب للدولة الإسلامية في قرية الباغوز المحاصرة بالقرب من الحدود العراقية، لكن العملية تعطلت بسبب جهود إجلاء آلاف المدنيين من هناك.
وقالت الأمم المتحدة أمس الجمعة إن ما لا يقل عن 84 شخصا، ثلثاهم أطفال، لقوا حتفهم منذ ديسمبر 2018 وهم في طريقهم إلى مخيم الهول في شمال شرق سوريا الذي استقبل آلاف النازحين بعد خروجهم من الجيب الخاضع لسيطرة الدولة الإسلامية في الباغوز.
ويعد هذا الجيب، الذي يقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات، آخر منطقة مأهولة لا تزال تحت سيطرة المتشددين.
وعلى الرغم من أن استرداد الباغوز يمثل نصرا كبيرا في الحرب ضد الدولة الإسلامية فإن التنظيم ما زال يشكل تهديدا أمنيا حيث يستخدم أساليب حرب العصابات ولا يزال يسيطر على بعض الأراضي في منطقة نائية غربي نهر الفرات.
وتقود قوات سوريا الديموقراطية، وهي تحالف فصائل كردية وعربية، منذ 10سبتمبر هجوماً بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، لطرد التنظيم من شرق دير الزور. وتقلصت مناطق سيطرة التنظيم تدريجياً إلى بقعة صغيرة عند أطراف الباغوز المحاذية للحدود العراقية.
وعلّقت قوات سوريا الديموقراطية عملياتها العسكرية منذ أسبوعين، مع اتهامها التنظيم باستخدام المدنيين المحاصرين، كـ”دروع بشرية”.
وخرج في الأيام الأخيرة آلاف الرجال والنساء والأطفال بينهم عدد كبير من الأجانب من المنطقة الأخيرة الخاضعة لسيطرة التنظيم المتطرف.
وتم أمس الجمعة إجلاء عشرات الأشخاص في ستّ شاحنات في إطار الدفعة السابعة منذ 20 فبراير.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، أوقفت قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من واشنطن، أكثر من خمسة آلاف عنصر من التنظيم كانوا في عداد نحو 52 ألف شخص فروا منذ ديسمبر من مناطق سيطرة التنظيم في شرق سوريا.
وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية الخميس في بيان أنها “حررت 24 مقاتلاً” كان قد خطفهم التنظيم المتطرف منذ أكثر من شهر.
وقال متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويدعم قوات سوريا الديمقراطية، إن القوات التي يقودها الأكراد تتبع منهجا “متأنيا ومدروسا” في الباغوز.
وقال الكولونيل شون رايان “إنهم يتعاملون مع عدة مشكلات ويحاولون تحقيق الاستقرار في المنطقة”.
ويوجد نحو 2000 من القوات الأميركية في سوريا يدعمون بشكل أساسي قوات سوريا الديمقراطية في معركتها ضد الدولة الإسلامية.
ومُني التنظيم الذي أعلن في العام 2014 إقامة “الخلافة الإسلامية” على مساحات واسعة سيطر عليها في سوريا والعراق المجاور تقدر بمساحة بريطانيا، بخسائر ميدانية كبرى خلال العامين الأخيرين.
وأعلن ترامب في ديسمبر، إنه سيسحب جميع القوات الأميركية من سوريا لأن تنظيم الدولة الإسلامية هُزم بالفعل وهو القرار الذي صدم حلفاء الولايات المتحدة وكبار مساعدي ترامب ودفع وزير الدفاع جيمس ماتيس للاستقالة.
لكن البيت الأبيض تراجع بعد ذلك عن هذا القرار جزئيا معلنا بقاء نحو 400 جندي أميركي في سوريا.