“قوات سوريا الديمقراطية” قرار سحب القوات الأميركية من سورية خيانة
قالت “قوات سوريا الديمقراطية”، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سورية، والحليف الأساس للولايات المتحدة، اليوم (الأربعاء) إن قرار الانسحاب الأميركي المفاجئ من شرقي سورية “طعنة في الظهر، وخيانة لدماء آلاف المقاتلين”.
ونقل (المرصد السوري لحقوق الإنسان) أن جهات قيادية في “قوات سوريا الديمقراطية” اعتبرت انسحاب القوات الأميركية خنجرًا في ظهر “قوات سوريا الديمقراطية” و”وحدات حماية الشعب الكردي”، التي تُسيطر على جزء من الشمال السوري، وتعدّها تركيا مصدرًا للخطر في منطقة شرق الفرات.
وقال البيت الأبيض اليوم إن الولايات المتحدة بدأت إعادة قوات من سورية، مع انتقالها إلى مرحلة جديدة في الحملة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، وقالت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض: “تلك الانتصارات على الدولة الإسلامية في سورية لا تشير إلى نهاية التحالف العالمي أو حملته. بدأنا إعادة القوات الأميركية إلى الوطن، مع انتقالنا إلى المرحلة التالية من هذه الحملة”.
وغرّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب على (تويتر)، معلنًا “هزيمة تنظيم داعش في سورية”، وأشار إلى أن ذلك كان السبب الوحيد لوجود قوات بلاده هناك.
وأشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض إلى أن (تنظيم الدولة الإسلامية/ داعش) كان قبل 5 سنوات “قوة كبيرة وخطيرة في الشرق الأوسط”، لكن “الولايات المتحدة دحرت دولة الخلافة عن وجه الأرض”.
شددت ساندرز على استعداد الولايات المتحدة وحلفائها “للعمل من جديد، على كل المستويات، لحماية المصالح الأميركية عند الضرورة”، وأضافت: “سنواصل العمل على حرمان الإرهابيين الإسلاميين من الأراضي والتمويل والدعم، ومن أي وسائل أخرى قد يستخدمونها لعبور حدودنا”.
وأعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أن بلاده تخطط لانسحاب “كامل وسريع” من سورية، ونقلت مصادر إعلامية أميركية، عن مسؤول لم تذكر اسمه، أن من المتوقع أن يكون الإطار الزمني لسحب القوات الأميركية من سورية بين 60 و100 يوم، ومن المتوقع أن يتم سحب نحو 2200 جندي أميركي في سورية من مواقعهم.
وذكر مسؤول أميركي مطّلع أن الولايات المتحدة بدأت إجلاء جميع موظفي وزارة خارجيتها الموجودين في سورية، وأن هذه الخطوة ستكتمل خلال 24 ساعة.
من جهة ثانية، اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن سحب القوات الأميركية من سورية “سيفتح آفاقًا للتسوية السياسية في هذا البلد”، وفق ما نقلت قناة (روسيا اليوم).
وانتقد بعض المسؤولين الأميركيين قرار الرئيس الأميركي، وعدّوه “انتصارًا كبيرًا لتنظيم الدولة الإسلامية وإيران وبشار الأسد وروسيا”، وأعرب بعضهم عن خشيته أن “يزيد من صعوبة الاستعانة بشركاء في المستقبل، للتصدي للإسلام الراديكالي”، في إشارة إلى تخلي الولايات المتحدة عن الميليشيات الكردية المقاتلة إلى جانبها، في شمال وشمال شرق سورية.
ولم تصدر أي ردة فعل -حتى الآن- من قِبل النظام، كما تريّثت المعارضة السورية في إعلان موقفها، خاصة أن هذه الخطوة كانت مفاجئة، حتى إن الأكراد لم يأخذوا بجدّية كافية تهديدات تركيا باجتياح المناطق التي يسيطرون عليها شرق الفرات.
وووافقت وزارة الخارجية الأميركية، أمس، على بيع منظومة (باتريوت) إلى تركيا، بقيمة 3.5 مليار دولار، ويبدو أن هذا القرار منحَ تركيا ضوءًا أخضر لشن هجمات على شرق الفرات، لإنهاء وجود الميليشيات الكردية في تلك المنطقة، خاصة أن تركيا اشترطت أن تبتعد هذه الميليشيات الكردية 30 كم عن شرق الفرات، لوقف نيّتها شن هجوم، لكن الأكراد، وفق مصادر كردية، لم يوافقوا إلا على 5 كم، لأن 30 كم يعني خسارتهم لكل المدن الرئيسية التي يسيطرون عليها.
وتقود الولايات المتحدة في سورية منذ عام 2014 قوات التحالف الدولي ضد تنظيم (الدولة الإسلامية) وهو يضم أكثر من 60 دولة.