قيادي بارز في مجلس سوريا الديمقراطية يؤكد السماح للأهالي بالعودة إلى مدينة الرقة فور الانتهاء من تفكيك الألغام وأن ما حدث في المشلب لن يتكرر
فرق ألغام دولية توقف عمليات تفكيك الألغام مؤقتاً وتبحث عن آلية جديدة لإزالتها بعد فقدانها عناصر من فرقها بين قتيل ومصاب
لا يزال التوتر والاستياء متصاعداً وسط أهالي مدينة الرقة، الذين لم يتمكنوا حتى الآن، من العودة إلى مساكنهم في المدينة، التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية بشكل كامل في الـ 17 من تشرين الأول / أكتوبر الجاري من العام 2017، وجاء هذا الاستياء نتيجة تفريق مظاهرة لسكان من حي المشلب الواقع في القسم الشرقي من مدينة الرقة، طالبوا فيها بالعودة إلى منازلهم، وقوبلت بإطلاق نار من قبل عناصر من قوات سوريا الديمقراطية، ما تسبب في وقوع جرحى
المرصد السوري لحقوق الإنسان وقف على أسباب الحادثة ومستجداتها، وقام برصد وتوثيق ما جرى خلال الـ 24 ساعة الفائتة، حيث أكد قيادي بارز في مجلس سوريا الديمقراطية، أن المظاهرة جرت لسكان من حي المشلب، وجرى إطلاق النار بغية منع المواطنين من الاقتراب للحي وإبعادهم عنه، فأصيب 4 أشخاص على الأقل بشظايا الطلقات النارية التي أطلقت، وأكد القيادي أن ما حدث أمس الخميس الـ 26 من تشرين الأول / أكتوبر الجاري بخصوص حي المشلب، لن يتكرر مرة أخرى، وسيجري محاسبة مطلقي النار، حيث تطورت مشادة كلامية بين العناصر والمتظاهرين، إلى إطلاق نار تسببت شظاياه بوقوع جرحى من المدنيين المتظاهرين، وسيجري السماح للمواطنين بالعودة إلى منازلهم حال الانتهاء من عملية تفكيك الألغام في أحيائهم وضمن المدينة
المصدر القيادي أكد للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن مجلس إعمار مدينة الرقة لم يتمكن من التجول في حي المشلب وأجزاء أخرى من مدينة الرقة، خلال الـ 48 ساعة الفائتة، والإطلاع على واقع الدمار فيها وآلية العمل داخل المدينة لإعادة إعمارها، إلا بعد قيام إحدى فرق إزالة الألغام باستكشاف الطريق أمامهم، كما أن الهيئة المشكَّلة “الحكومة” والمكلفة بإدارة مدينة الرقة، لم تتمكن من البدء بأعمالها والمباشرة بها حتى الآن، نتيجة كثافة الالغام المزروعة داخل حي المشلب، الذي سيكون مقر هذه الهيئة “الحكومة” متوجداً فيها
كذلك علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن فرق إزالة ألغام تابعة لقوات سوريا الديمقراطية وفرق تابعة للتحالف الدولي ولجهات غربية، أوقفت عملها مؤقتاً في المدينة، وذلك بعد إصابة عناصر أجانب من فرق هندسة الألغام وفقدان عناصر آخرين لحياتهم، جراء انفجار الألغام بهم، وأوضحت المصادر للمرصد، أن توقف عملية إزالة الألغام مرده هو البحث عن آلية مختلفة لإزالة الألغام، بشكل لا يوقع خسائر بشرية في صفوف عناصر فرق إزالة الألغام بمدينة الرقة، إذ تشهد المدينة دماراً وصل لأكثر من 80% من مساحة المدينة، التي شهدت قتالاً ومعارك عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي من جهة، وتنظيم “الدولة الإسلامية” من جانب آخر، استمرت منذ الـ 6 من حزيران / يونيو الفائت من العام الجاري 2017، وحتى الـ 17 من تشرين الأول / أكتوبر الجاري، تاريخ خروج آخر دفعة من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من مكان تحصنهم داخل المدينة، كما كان التنظيم قام بعملية زرع ألغام بشكل مكثف في المدينة وأطرافها
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان وثق ما لا يقل عن 164 مدني بينهم 39 طفلاً و10 مواطنات، جراء انفجار ألغام بهم، خلال محاولاتهم الخروج من مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة الرقة، إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، منذ الـ 5 من حزيران / يونيو الفائت وحتى الـ 20 من تشرين الأول / أكتوبر من العام 2017، إضافة لإصابة العشرات من المدنيين بجراح متفاوتة الخطورة وإعاقات دائمة