قيادي في “الجيش الوطني” للمرصد السوري: ضبابية موقف واشنطن تجاه الوضع في سوريا أثّر على القضية.. ولا ميثاق للروس والنظام وسيناريو الحرب قائم في أذهاننا

تشير تقارير إلى أن النظام في سورية لم يعد لديه حل للأزمة وأن الأمور باتت تتدهور من سيء إلى أسوإ، خاصة مع صعوبة المعيشة ونقص العملة وكثرة الإحتجاجات.

القيادي ضمن الفصائل المقاتلة، المقدم محمد ديري قائد الفرقة 51، يتحدث في حوار مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن الوضع الميداني في مناطق المعارضة، وعمّا يحتاجه الوضع لتحقيق الاستقرار السياسي.

س- أين وصل الصراع السياسي والعسكري في سورية اليوم؟.. لو تطلعنا على آخر المستجدات.

ج- الصراع في سورية تطوّر بشكل متسارع ومعقّد، مع دخول دول كبرى بالصّراع السوري بشكل مباشر مثل روسيا التي دعمت النظام بالعدة والعتاد والجنود وقبلها إيران، بالإضافة إلى دخول دول أخرى إلى جانب أطراف ثانية ودعمها، وما يقال عن الصّراع العسكري يقال أيضا عن الصّراع السياسي، بل قد يكون أحياناً أعقد من الصّراع العسكري.

س- ماذا يحتاج الوضع حتى يحدث الاستقرار السياسي وتنتهي الحرب؟

ج- يحتاج إرادة جديّة من الدول المؤثّرة في الصّراع السّوري ودعم الحل السياسي بكل جديّة، والضغط على الطرف غير المستجيب.

س- يقول معارضون سوريون إن الولايات المتحدة، التي تنوعت سياساتها الخارجية تجاه سورية في الماضي ما بين”العصا والجزرة” و”الردع” تسعى حاليا إلى الإبقاء على سورية مشتعلة، ولا هي تريد لبشار الأسد أن يستعيد أوضاعه السابقة .. ما تعليقك؟

ج- بكل صراحة، عدم وضوح سياسة أمريكا تجاه القضية السورية وضبابية الرؤية لديها كان له أثر سلبي على قضيتنا مما شجّع دولا مارقة همّها نشر الفساد والخراب، مثل إيران، على الدخول إلى جانب الأسد ودعمه بقتل شعبه، ويمكن القول: إلى الآن لا توجد نية صادقة لدى أمريكا لاتخاذ موقف حاسم ينهي مأساة شعبنا، لكنّي أرجو أن يتغيّر الوضع في المرحلة القادمة وتتخذ أمريكا موقفاً حاسماً لإنهاء الصّراع في سورية.

س- أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة ستستمر في سعيها إلى إخراج الميليشيات الإيرانية وتلك المرتبطة بها، من كامل الأراضي السورية .. ماذا عن المليشيات الأخرى برأيكم؟

ج_ نتمنّى أن تتخذ أمريكا قراراً بشأن الميليشيات الإيرانية وإخراجها من سورية، مع دعم قوة عسكرية واحدة تمثّل كل السوريين لا تتبع جهة معينة.. عندها ستنتهي حالة الفوضى في البلاد.

س- ماتعليقك على اتهام بومبيو موسكو بتأزيم الوضع في سورية؟.. ومن برأيكم يدفع نحو تشعب وتأزم الوضع؟

ج- تدخّل روسيا إلى جانب النظام ودعمه بقوة السلاح زاد المسألة السورية تعقيدًا وتأزّماً وزاد من معاناة السوريين، والدول التي دخلت لدعم الأسد في صراعه لاتريد لسورية أن تستقر على غرار إيران وروسيا والميليشات التابعة لهما، فهؤلاء جميعاً يتغذوّن على الصراع السوري.

س- هل ترون في الفصائل أن اللجنة الدستورية واستكمال كتابة الدستور فرصة للحل في سوريا؟

ج- نعم.. ولكن بشرط أن يحقق مطالب الشعب السوري الذي ثار على جلاّده، ويضمن له العيش الكريم، ولايكون مجرد حبر على ورق بيد النظام، إذ أن مشكلتنا بالأساس ليست مع الدستور، بل مع مَن يطبّق الدستور متجاهلاً كل القيم والأخلاق.

س- برغم الرفض المحلي الواسع كيف تقرؤون ثقة النظام واستعداده لإجراء انتخابات هذا العام في ظل هذا الوضع؟وهل من الممكن أن تشاركوا فيها؟

ج_ لايمكن لنا القبول أو المشاركة في مسرحية هزلية من إخراج النظام ، لكن إذا كان الإنتخاب بإشراف دولي بحيث يصوّت عليه جميع السوريين الموجودين بالداخل والخارج فهذا الكلام يختلف ويمكن أن نشارك فيه إذا كان نزيهاً، أمّا تحت إشراف النظام فلا.. بالنسبة للنظام السوري مادام يعلم أنّه لا توجد محاسبة فعلية من قبل الدول على جرائمه التي ارتكبها في سورية فأكيد ثقته كبيرة بإجراء انتخابات على مقاسه.

س- صور وتسجيلات أظهرها تلفزيون روسي بينت تدريبات روسية لقوات النظام على صواريخ محمولة وقنابل دخانية في ريف حلب وهو التدريب الثاني لقوات النظام منذ الهجوم على ميناء طرطوس.. هل تعتقدون انه يتم التحضير لهجوم قادم؟

ج_ سيناريو الحرب قائم في أذهاننا ولم يغب أبدا،ً وبحسب خبرتنا بالنظام السوري وبروسيا فإنّه لا عهد ولا ميثاق لديهما، والهدن عندهم لكسب الوقت ليس إلاّ، لأنّهما لا يعوّلان إلاّ على الحسم العسكري فقط، أمّا الحل السياسي فهو لكسب الوقت ولقضم مناطق جديدة.

س- بعد أشهر من تصنيف أمريكا”هيئة تحرير الشام” كونها مصدر قلق، وتسعي الهيئة إلى الإفلات من هذه السمة وإزالتها من القائمة .. ما تعليقكم؟

ج- برأيي “هيئة تحرير الشام” تعتبر فئة مؤدلجة ليس من السهل تغيير فكرها حتى ولو تظاهرت بالتغيير، ونحن على خلاف معها منذ البداية، لذلك لانرى لها مكانا في سورية المستقبل وخلافنا معها خلاف فكري، ومن الصعب اندماجها بالمجتمع السوري.

س- مع بداية العام استهدفت مناطق سيطرة الفصائل بسلسلة من الانفجارات أوقعت قتلى وجرحى في صفوف المدنيين مازاد من الغضب الشعبي في تلك المناطق على الجهات الأمنية واتهامات بالفشل في وقف تلك الهجمات ..ما تعليقك؟ وإلى أي مدى نجحت الفصائل في تأمين تلك المناطق برأيك؟

ج- ضبط المنطقة أمنياً صعب جدا خاصة في مثل هذه الظروف التي نعيشها بحيث لا توجد مؤسسات ذات رأس واحد تدير المنطقة.

ومع ذلك لا أنكر جهود الجيش الحر ومن معه من المؤسسات بضبط المنطقة والمحافظة عليها بالإمكانيات المتاحة والمتوفرة بين يديه، بالإضافة إلى تعدد أعداء الجيش الحر بالمنطقة، فنحن نعاني من إرهاب”داعش” و”القاعدة” بكل مسمياتها والنظام وميليشيات إيران وقوات “قسد” التي تبنت الكثير من العمليات وقبضنا على خلايا لهم مهمتهم زرع عبوات ناسفة وإدخال سيارات مفخخة إلى المنطقة.