لا طعام سوى الحبوب والبقوليات في مطابخ الرقة وتنظيم “الدولة الإسلامية” فتح طريق النزوح أمام حوالي 3 آلاف شخص من محاور تصاعد القتال

15

كتائب أذرية وآسيوية ترفض الاستسلام والعناصرالسوريون يخشون الإعدام في حال لم ينجحوا بالفرار

لا تهدأ المعارك العنيفة في مدينة الرقة على جبهة، حتى تعود للاندلاع في جبهة أخرى، بين عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من جانب، وقوات سوريا الديمقراطية المدعمة بالقوات الخاصة الأمريكية من جانب آخر، وأبلغت مصادر موثوقة المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن المعارك في المدينة، ارتفعت وتيرتها خلال الأسبوع الفائت بين الطرفين، ترافقت مع تزايد عمليات تفجير العربات المفخخة من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” في المدينة، والتي تستهدف مواقع قوات عملية “غضب الفرات”، وتسببت الاشتباكات في وقوع خسائر بشرية كبيرة بصفوف الطرفين، وشوهدت سيارات تحمل جثامين مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية وهي تتجه من مدينة الرقة نحو ريفها الغربي، بالإضافة لوجود جثث عناصر من التنظيم في مناطق تقاطع النيران ومحاور القتال وخطوط التماس، كذلك أكدت المصادر أن ارتفاع وتيرة العنف في الاشتباكات التي ترافقت مع قصف مكثف للتحالف الدولي على مناطق في المدينة مع تفجير العربات المفخخة، دفعت التنظيم إلى السماح لنحو 3 آلاف شخص من هذه المناطق التي تشهد ارتفاع وتيرة الاشتباكات بالمدينة، إلى النزوح نحو مناطق أخرى، وغالبيتهم نزحوا نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.

ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان الوضع الإنساني في مدينة الرقة، التي لا يزال يتواجد فيها عشرات آلاف المدنيين، ضمن مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، ممن وقعوا بين سندان التنظيم ومطرقة التحالف الدولي، التي توقع في كل يوم خسائر بشرية أكبر، مع تصعيدها للقصف اليومي على المدينة التي كانت تعد معقل التنظيم في سوريا وعاصمته، وما بين المطرقة والسندان طريق للفرار، مزروع بالألغام، يوقع في كل مرة شهداء وجرحى، كان آخرها ما وثقه المرصد السوري لحقوق الإنسان من انتشال 6 جثث خلال الـ 24 ساعة الفائتة، من قبل قوات سوريا الديمقراطية وسحبها، لمدنيين حاولوا النجاة بأنفسهم وعوائلهم نحو مناطق أبعد بقليل عن الموت المحتم عليهم، ليباغتهم الموت على طريق النجاة، هذا الخوف من الموت في مدينة الرقة، رافقه انعدام الكثير من المواد الغذائية وتناقص البعض الآخر إلى حد كبير، وأكدت مصادر موثوقة أنه منذ أسابيع تغيب الخضار والفواكه عن سوق المدينة، كما تناقصت الأدوية بشكل حاد، مع قلة مياه الشرب وارتفاع أسعارها عند المبيع، بينما بات الغذاء الرئيسي المعتمد عليه من قبل المدنيين في مدينة الرقة، هو الحبوب والأرز والبقوليات، مما جرى تخزينها في وقت سابق من قبل الأهالي أو المتاجر، في حين عمد عناصر التنظيم إلى كسر محال تجارية وإخراج محتوياتها، وبخاصة محلات الألبسة.

أيضاً علم المرصد السوري لحقوق الإنسان من مصادر موثوقة أن تنظيم “الدولة الإسلامية” يعتمد في عملية إطعام جنوده، على ذبح الأغنام، وإعداد الطعام في مطبخ خاص بجنود التنظيم، فيما أكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري أن الكثير من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” وبخاصة من الجنسية السورية، يرغبون في مغادرة مناطق التنظيم والفرار من مدينة الرقة، إلا أنهم يتخوفون من عمليات الإعدام التي قد تطالهم في حال لم ينجحوا بالفرار، فيما يمتنع المقاتلون الآسيويون عن الاستسلام، إذ ترفض الكتيبة الأذرية وكتائب آسيوية متمركزة على جبهات القتال، تسليم أنفسها أو الفرار، ويتحدث عناصرها عن أنهم “لن يفروا، فإما النصر أو الموت”، كذلك يسود استياء وسط أهالي مدينة الرقة، من المجازر اليومية التي ينفذها التحالف الدولي بحق المدنيين من قاطني المدينة والنازحين إليها، وتصاعد الاستياء مع اتهام الأهالي، التحالف الدولي باستهداف مباني بذريعة وجود قناص من تنظيم “الدولة الإسلامية” في المبنى أو يعتليه.

جدير بالذكر أن مئات العوائل تمكنت خلال الأسابيع الفائتة منذ بدء معركة الرقة الكبرى في الـ 6 من حزيران / يونيو من العام الجاري 2017، من الفرار من مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي تقود عملية غضب الفرات”، التي انطلقت منذ الـ 6 من تشرين الثاني / نوفمبر من العام الفائت 2016، وسيطرت على أجزاء واسعة من محافظة الرقة، وصولاً إلى سيطرتها على أكثر من 50% من مساحة مدينة الرقة التي كانت تعد المعقل الرئيسي لتنظيم “الدولة الإسلامية” وعاصمته في سوريا.

صور للمرصد السوري لحقوق الإنسان ترصد وصول نازحين إلى القسم الجنوبي الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية في مدينة الرقة، حيث وصل عشرات النازحين إلى حي نزلة شحادة، بينهم عدد من الجرحى الذين تلقوا العلاج حين وصولهم

https://www.facebook.com/syriahro/posts/10155856393383115