لقاء القمة بين بايدن وبوتين وحديث عن مسألة حياتية تهم ملايين السوريين
لن تُفصح إدارة الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن بعدُ عن موقفها من الأزمة السورية أو استراتيجياتها لإنهاء الصراع المستمر أو إحداث التسوية على أسس القرارات الأممية وأبرزها2254، وتتّسم السياسة الأمريكية بالضبابية في التعامل مع هذا الملف الشائك ولا يُفهم من هذه السياسة إلا أنها لا تعترف بشرعية الانتخابات التي جرت مؤخرا، لكنها لا تتخذ أي موقف حاسم يغير قواعد الملف المعقّد سياسيا وعسكريا.
والمتابع للوضع في سورية يلاحظ أن إدارة بايدن لم تتخذ أي قرارات بعد ولم تفرض أي عقوبات لا على النظام ولا غيره، باستثناء أنها حافظت على تمركز قواتها شمال وشرق الفرات بتعلة حماية المنشآت النفطية.
ويتطّلع السوريون إلى قمة الغد بين الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في جنيف، خاصة بشأن احتمال غلق معبر باب الهوى الذي ينتهي استغلاله العاشر من يوليو المقبل، وينتظر اجتماع مجلس الأمن لتجديد التصويت على القرار رقم 2533 الذي ينص على السماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى سورية من الحدود السورية التركية من معبر باب الهوى قبالة محافظة إدلب.
وهذا المعبر الذي يمكّن من إيصال المساعدات الانسانية إلى سورية وقد يشكّل إغلاقه كارثة إنسانية لأكثر من 3 ملايين سوري يقطنون في شمال غربي سورية.
وقال المعارض الدكتور الشيخ مرشد معشوق الخزنوي في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان: ”تأكد أن الشعب السوري يتيم بلا سند ولا ظهر، فمنذ أول صرخة في 2011 من أجل الحرية والعيش الكريم تم التآمر عليه وخذلانه ، وبعد مرور عشر سنوات لا يزال يعاني من أقسى عمليات التعذيب والتطهير والعقاب من قبل النظام الفاشي في دمشق وحلفائه وصولا إلى محاربته في وجوده وعيشه بأقل متطلبات الحياة وذلك من خلال التهديد بآخر معبر تدخل منه المساعدات الأممية للسوريين ”.
وتابع قائلا: ” يصر بوتين حليف الأسد على معاقبة السوريين في وجودهم كبشر من خلال تجويعهم عبر إغلاق المعابر التي تدخل منها المساعدات الإنسانية، فضلاً عن اللقاحات COVID-19 والإمدادات الطبية الضرورية والمساعدات الإنسانية للعديد من المحتاجين”.
وأضاف: “باب الهوى هو المنفذ الوحيد المتبقي لتدفق المساعدات الأممية لأكثر من 3 ملايين سوري غالبيتهم من النساء والأطفال، والتهديد بإغلاقه تهديد لحياة هؤلاء جميعا، وهو إن تم فإن العالم أمام كارثة إنسانية كبيرة لا مثيل لها”.
وأوضح أن” الإدارة الأمريكية أمام اختبار حقيقي لتثبت مصداقيتها للشعب السوري خاصة وللعالم أجمع ، ومن هنا أيضا فإننا نتطلع إلى تكثيف الجهود من قبل واشنطن ونجاحها في التأثير على قرار موسكو خلال لقاء بايدن- بوتين”.
ويعتبر الشيخ معشوق أن نجاح هذا اللقاء وتكليلله باستمرار فتح المعبر سيزيد من آمال ملايين الناس الذين يعانون أصلا ويلات الحرب، أما في حالة أصرّ الروسي على تجويع السوريين فعلى واشنطن والمجتمع الدولي تحمل مسؤولياتهما تجاه الملايين من النساء والأطفال الذين سيجتاحهم الموت جوعا.
من جهته، ذكر شكري شيخاني رئيس التيار الإصلاحي السوري، في تصريح للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه “لايمكن إغلاق معبر باب الهوى أو المعابر إلى الأبد وذلك خطأ وجريمة بحق معيشة ورزق الناس ولا شك في ظل تفاهمات وتنسيق مع دول أخرى سيكون هناك انفراج في وضع المعابر، ويتطلع الشرق الأوسط وسورية تحديدا إلى لقاء القمة غدا، ومثل هكذا اجتماعات تبقى مرهونة بنتائجها ولا شك في أن موضوع شمال وشرق سوريا سيكون له حصة الأسد في المناقشات خلال القمة “.
وأفاد شيخاني بأن غالبية الشعب السوري وأغلب منصات المعارضة التي سئمت من المواقف الروسية والإيرانية، هي بانتظار موقف أمريكي واضح وشفاف لا لبس فيه ولا ضبابية، وهناك تفاؤل بالإدارة الأمريكية الجديدة بالنسبة للملف السوري الذي لا يمكن حلّه إلا “بتوافق أمريكي أوروبي كامل”.
ويرى محدثنا أن الولايات المتحدة الأمريكية دولة ديمقراطية وسياساتها معلنة وتحكم بالمؤسسات وليس بفرد كما روسيا الدكتاتورية أو الأنظمة الشمولية، ويعتبر الحاكم هو الآمر والناهي يعقد حاكمها الصفقات بغرف مغلقه تارة مع إيران وأخرى مع تركيا ، وفق قوله.
ويتخوف مراقبون من الفيتو الروسي-الصيني في الاجتماع المقبل لمجلس الأمن ضد قرار تمديد إدخال المساعدات من معبر باب الهوى، الذي تتدفق عبره شاحنات الإغاثة الدولية والبضائع إلى سكان مناطق سيطرة المعارضة السورية في إدلب وبعض مناطق حلب.
يشار إلى أن معبر باب الهوى الذي تثير إمكانية إغلاقه الجدل تسيطر عليه المعارضة وانتزعته من قوات النظام السوري يوم 19 يوليو 2012 ضمن إحدى المعارك التي اندلعت في شمال غربي سورية، إثر تحول الثورة السورية من الحراك المدني إلى المسلح.