للتخطيط لشن الهجمات على “قسد” والقوات الأمريكية وتوسيع نفوذها في المنطقة.. اجتماعات تنسيق مكثفة للميليشيات الإيرانية بدير الزور

302

لا تزال تشهد محافظة دير الزور تصعيداً متسارعاً في النشاطات العسكرية والأمنية للميليشيات الإيرانية والمجموعات المحلية التي تدعمها، حيث سعت الميليشيات الإيرانية ومعها “حزب الله” اللبناني بشكل كبير جداً للتكثيف من جهودها لتعزيز نفوذها واستراتيجياتها في المنطقة خلال الأشهر الماضية، وانعقدت سلسلة من الاجتماعات البارزة التي تكشف عن مدى التنسيق والتخطيط المشترك بين هذه القوى لتحقيق أهدافها العسكرية على حساب مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على وجه الخصوص من خلال تكثيف الدعم للمجموعات المحلية لمواصلة شن الهجمات
وعقد اجتماع أمس في فرع المخابرات الجوية، ضم ضباطاً من المخابرات الجوية وقيادات من “حزب الله” اللبناني، بالإضافة إلى شخصيات مؤيدة لإيران مثل “فراس الجهام”، “مدلول العزيز”، “نواف البشير”، و”هاشم السطام”. تناول الاجتماع تقييم الهجمات الأخيرة على مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية والقواعد الأمريكية، ومناقشة الأخطاء التي حدثت، وبحث سبل تقديم دعم أكبر للمسلحين المدعومين من إيران
في آب الماضي، أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن اجتماعًا أمنياً عُقد في فرع المخابرات العسكرية قبل يومين، جمع كلًا من “إبراهيم الهفل”، و”نواف البشير”، وعددًا من ضباط الأجهزة الأمنية، بالإضافة إلى قياديين من “الحرس الثوري” الإيراني. تناول الاجتماع الهجمات الأخيرة التي نفذها مسلحون محليون مدعومون من إيران بقيادة “الهفل”، والتي باءت بالفشل في السيطرة على القرى الواقعة في ريف دير الزور الشرقي. الهجمات شملت قصفًا مدفعيًا استهدف نقاط قوات سوريا الديمقراطية في بلدات وقرى أبو حمام والبصيرة وذيبان ودير الزور والدحلة وجديد بكارة والصبحة، وهي القرى القريبة من قاعدة التحالف في “حقل العمر” النفطي شرق دير الزور.
من جهة أخرى، رفض قادة المجموعات والمقاتلون من العشائر، الذين انتقلوا من مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية إلى مناطق النظام والميليشيات الإيرانية العام الماضي برفقة “إبراهيم الهفل”، الانضمام إلى الميليشيات الإيرانية للمشاركة في القتال ضد جبهات إدلب وحلب والبادية وتنظيم “الدولة الإسلامية”.
وفي 10 آب الماضي عُقد اجتماع في مبنى المخابرات العسكرية بحي الجميعات في مدينة البوكمال شرق دير الزور، ترأسه مسؤول قاطع البوكمال في ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني. الاجتماع ضم مسؤول المخابرات العسكرية ومسؤول اللجنة الأمنية، وتم الاتفاق على منع المسلحين المحليين من تنفيذ أي هجمات ضد قوات سوريا الديمقراطية انطلاقًا من البوكمال أو القرى القريبة منها، نظرًا لحساسية المنطقة وخشية رد فعل قوات “قسد” والتحالف الدولي، وفي مطلع الشهر ذاته عُقد اجتماع في حارة العيادات الشاملة بحي الحميدية بدير الزور، ضم قياديين من “حزب الله” و”الحرس الثوري”، بحضور ضباط من المخابرات العسكرية ومكتب “أمن الفرقة الرابعة”. تم مناقشة إعادة تشغيل معمل تجميع الطائرات المسيّرة في حي المطار القديم، وإصدار أوامر بمنع استخدام الهواتف المحمولة في النقاط العسكرية، بالإضافة إلى دعم النقاط العسكرية التابعة لحزب الله في القرى الواقعة شرق الفرات.
يشار بأن الميليشيات الإيرانية والمجموعات المدعومة من إيران عقدت خلال شهري أيار وآذار الماضيين سلسلة من الاجتماعات الأمنية المماثلة جميعها كانت تتمحور حول تكثيف الجهود وزيادة الدعم العسكري وبحث سبل تجنيد المزيد من المقاتلين في صفوف تلك الميليشيات لمواصلة قتال قوات سوريا الديمقراطية