لندن تخشى استغلال الأسد خطة دي ميستورا وتريدها جزءاً من حل شامل قوات النظام تُحِبط هجوماً على مطار دير الزور وتسحل جثث القتلى بالشوارع

36

أحبطت القوات النظامية السورية هجوما جديدا لتنظيم «الدولة الاسلامية» على مطار دير الزور العسكري في شرق البلاد، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، مشيرا الى مقتل تسعة عناصر من التنظيم  في الاشتباكات التي تلت الهجوم.
وقال المرصد في بريد الكتروني «قتل تسعة مقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية خلال هجوم جديد نفذه التنظيم على مطار دير الزور العسكري، عقب تفجير مقاتلي ليبي نفسه بدبابة مفخخة في محيط المطار بعد منتصف ليل الخميس الجمعة». وتلى التفجير اشتباكات بين الطرفين استمرت حتى ظهر امس.
وقال المرصد ان «بين المقاتلين الذين لقوا مصرعهم، اربعة من الجنسية السورية، واثنان من الجنسيتين التونسية والمغربية»، مشيرا الى ان قوات النظام «سحبت جثث ثلاثة منهم وجالت بهم في الأحياء التي تسيطر عليها في مدينة دير الزور، بعد تعليقها على سيارة».
وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها ان وحدات من الجيش «قضت على أعداد كبيرة من ارهابيي «داعش» في ريف دير الزور ودمرت لهم عربة مفخخة في محيط المطار قبل وصولها الى احدى النقاط العسكرية».
وتمكنت القوات النظامية من صد هجوم على مطار دير الزور العسكري في الاسبوع الاول من كانون الاول، بعد ان نجح تنظيم «الدولة الاسلامية» في اقتحامه والتقدم فيه. واضطر التنظيم الى التراجع الى حدود اسوار المطار.
واشار المرصد الى ان اكثر من مئة من عناصر التنظيم قتلوا في ذلك الهجوم، بالاضافة الى 59 عنصرا من قوات النظام.
ويعتبر مطار دير الزور العسكري «الشريان الغذائي الوحيد» المتبقي للنظام في المنطقة الشرقية.
ويستخدم كذلك لانطلاق الطائرات الحربية والمروحية في تنفيذ غارات على مواقع التنظيمات الجهادية ومناطق خاضعة لمقاتلي المعارضة في انحاء عدة من سوريا.
وهو عبارة عن قاعدة عسكرية كبيرة. ومنذ الصيف الماضي، يسيطر تنظيم «الدولة الاسلامية» على مجمل محافظة دير الزور الحدودية مع العراق والغنية بالنفط، باستثناء المطار، وحوالى نصف مدينة دير الزور.
من جهة ثانية، قتل عشرات من قوات النظام، امس، في تفجير مسجد بدرعا كانوا قد زرعوه بالألغام تحسبا لسيطرة الثوار عليه.
وتم تدمير مسجد الشيخ عبدالعزيز أبازيد بدرعا المحطة بالكامل، إثر الانفجار الناجم عن الاشتباكات العنيفة التي دارت مع الجيش الحر هناك، حيث أصاب الرصاص بعض الألغام، ما أدى لانفجار المسجد وسقوطه على الشبيحة المتحصنين بداخله.
وبث ناشطون شريطا مصورا يظهر الجامع وهو مدمر بالكامل، وتظهر فيه جثث قوات الأسد تحت الأنقاض.
يذكر أن معارك عنيفة كانت اندلعت صباحاً في مختلف أحياء درعا، استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة، فيما استهدف الجيش الحر المربع الأمني بدرعا المحطة، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى بصفوف قوات الأسد.
في هذا الوقت، قال مسؤولون بالجيش الأميركي إن الولايات المتحدة والدول الحليفة نفذت 27 غارة على أهداف للدولة الإسلامية في العراق وسوريا خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وقال بيان للقوة المشتركة التي تشرف على عمليات التحالف إن مواقع قتالية ومبان وتحصينات تعرضت لهجمات في سبع غارات قرب مدينة عين العرب (كوباني) السورية وحلب وعلى الحدود مع العراق.
«مدافع جهنم»
على صعيد آخر، قال المرصد السوري إن قوات المعارضة السورية التي تستخدم مدافع بدائية الصنع تعتمد في الأساس على اسطوانات غاز الطهي قتلت 311 مدنيا في الفترة من تموز الى كانون الأول هذا العام.
وأدان المرصد استخدام مثل هذه الأسلحة غير الدقيقة التي يطلق عليها اسم «مدافع جهنم».
وذكر أن ثلثي القتلى أي 203 قتلى سقطوا في مدينة حلب حيث أطلق مقاتلو المعارضة «مدافع جهنم» على الأحياء التي تسيطر عليها الحكومة في ثاني أكبر المدن السورية.
وقال المرصد  إن 42 طفلا و25 امرأة كانوا بين القتلى في حلب وأضاف أن أكثر من 700 شخص أصيبوا خلال نفس الفترة.
دي ميستورا في لندن
سياسياً، أكدت بريطانيا مجدداً بأن التوصل لحل سياسي شامل هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع في سوريا، واجتمع وزير الخارجية فيليب هاموند ووزراء الدولة في الخارجية بالمبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا لبحث سبل إحراز أي تقدم سياسي.
وقال وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية البريطانية توباياس إلوود، بعد الاجتماع مع دي ميستورا، إنه تم البحث باقتراحات تجميد القتال في حلب.
وأكد إلوود بأن المملكة المتحدة تدعم بقوة الجهود الرامية لتخفيف إراقة الدماء في سوريا، لكن من الضروري ألا يستغل نظام بشّار الأسد الوحشي هذه الجهود للتسبب بمزيد من المعاناة، وأن تكون هذه جزءًا من عملية أوسع نطاقًا تؤدي لإنهاء الحرب في كافة أنحاء سوريا.
وقال الوزير البريطاني إن التوصل لحل سياسي يشمل الجميع هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع في سوريا، ومكافحة الإرهاب، والتصدي لـ(داعش) إلى الأبد.
وأشار إلوود إلى أن الحرب في سوريا حصدت حتى الآن ما يفوق 200,000 قتيل، وبات أكثر من نصف تعداد سكان سوريا وفق ما كان قبل الصراع بحاجة للمساعدة، بينما أجبر أربعة ملايين شخص على النزوح عن ديارهم وبلدهم. وشهد هذا الصراع ما يفعله نظام الأسد لتجويع وقتل أفراد شعبه، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية، وأدى الى نمو داعش.
ويشار الى أن دي مستورا كان قدم في اواخر تشرين الاول  الماضي إلى مجلس الأمن الدولي «خطة تحرك» بشأن الوضع في سوريا، تقضي «بتجميد» القتال في بعض المناطق وبالأخص في حلب للسماح بنقل المساعدات والتمهيد للمفاوضات.
وقال في حينه إنه «ليست لديه خطة سلام وإنما «خطة تحرك» للتخفيف من معاناة السكان بعد حوالي 4 سنوات من الحرب في سوريا، قتل خلالها أكثر من 200 ألف شخص».
ورأى محللون أن خطة دي مستورا تحمل بعداً تضمن خطوات ضمن برنامج زمني في حدود سنتين، يبدأ باتفاقات لوقف النار مربوطة بمقاربة «لامركزية مقابل توسيع الإدارات المحلية» تعقبها انتخابات محلية وأخرى برلمانية وصولاً إلى «نظام برلماني وليس رئاسياً» يتمتع فيه رئيس الوزراء الذي تختاره الغالبية البرلمانية بـ «صلاحيات واسعة» إلى جانب رئيس الجمهورية الذي يتمتع أيضاً بصلاحيات.
المصدر : جريدة اللواء